2014-5-12
View :919

الطفل بطبيعته لايفترق عن امه واذا ما حصل فان صراخه يتعالى واذا ما راى امه ينقطع البكاء ويتوسد صدرها ويجلس على زندها ليشعر بالامان والحنين .



هذا الذي سانقله قصة واقعية تحدثت بها ام الطفل لي انا شخصيا تقول :



عندما يسمع البعض ممن لا يعلم بخفايا الامور كيف احبب لطفلي الحياة بعد الموت وكيف يموت الانسان ومن غير استخدام كلمات يصعب فهمها يتصور البعض انني لا احب ولدي ، الحقيقة انه مصاب بمرض السرطان ، وهذه مخلفات امريكا على العراق لم امتلك نفسي عندما جاءت نتيجة التحليل هكذا ولكن لا استطيع ان اظهر دموعي لطفلي لانه لا يعلم السبب وسيبكي ان رآني ابكي.



تمسكت بالله عز وجل وتوسلت بالائمة الاطهار عليهم السلام لكي يعينوني على ما انا فيه سواء بشفاء ولدي او بتثبيت ايماني وقلة الصدمة على قلبي ، ومن هنا بدأت اشرح لولدي عن الحياة الآخرة وما فيها من صفات جميلة، مثلا عندما يؤلمه طفل اخر اقول له في الاخرة لايستطيع ان يؤذيك هذا الطفل لان الله عز وجل يعاقبه ، اقول له لو اشتقت لي فان الله عز وجل سياتي بي اليك ، ولو اردت ان تلعب الكرة فان هنالك ساحة خضراء جميلة افضل من هذا الشارع او تلك الساحة الترابية تلعب بها وقت ما تريد ، واذا اردت الحلوى والفواكه فانك ستجدها ، سوف لا ترى اثنين يتخاصمان فالكل متحابون والكل يضحكون، يسألني: وكيف لي ان اذهب الى هناك؟ اقول له طالما انت تتمنى ان تذهب الى هناك ففي يوم ما ستنام وسيرسل الله عز وجل احد الملائكة ويحملك على جناحه ويطير بك الى هذه الجنة .



وفي كل ليلة يتمنى طفلي ان ياتي الملك لكي ياخذه الى هذه الجنة ، طبعا تعليمه قراءة القران والصلاة والصدق والمحبة هذه من الاولويات في تربيتي له ، وهكذا بدا يستعد للموت الذي لامفر منه وفي نفس الوقت بدات اشعر بالصبر والسلوان من الله عز وجل ، نعم في بعض خلواتي تاتيني افكار لا اتمالك نفسي فتنهمر دموعي وهذا لابد منه حتى يخفّ الالم والضغط النفسي الذي اعيشه ويبقى الامل يحدوني في شفائه بمعجزة إلهية.



اقول نحن بامس الحاجة لهكذا درس تربوي وفي نفس الوقت نسال الله عز وجل ان يلهم هذه الام المثالية الايمان والصبر على ماهي فيه.