2014-6-7
View :2982

حيدر عاشور العبيدي



في بقايا موعد, استعد له وأُزين روحي بمسك الولادة , وأُمسك بفرحي وأَرسم في محيطك مواويل عذبة بحلاوة الورود, فضحت فرحي كتابة غطت سرائرها بعشق ممزوج بفرح الولادة وألم الشهادة... ها هم أحباؤك يجتمعون تحت فضاء مضيفك، وكان لي القرار وهتفت يقينا إن هذا المكان المقدس, الذي يفرش للزائرين الحرير , ويصوغ لهم قلادة الولاء ويصاحب من شاء الى باب الجنة عند كل بقعة من الصحن كأن الضوء يلفُ الحاضرين, وعلى شفاههم سيد الشهداء يقرونهُ كالهواء الذي يحيي النفوس... كنت أتحسس أنفاسي بينهم وتنتسب روحي إليهم، وأذوب في حضرته ذوبان من قلد بقلادة الاختبار ووضع لنفسه ذات القرار. أنا المقصي من عتبات الجحود الى العتبات المقدسات اغلي مغاليا بالوهم الذي اجتاح روحي وأسّر نفسي في هواه التمرد والعصيان ،وأصبحت من يبني الذنوب على صفحات الثلج ويؤمن ان سيده سيذيبها يوما ويعيد أواصره المتفككة بوهم الحياة وعنصرة الباغين العارفين والناكرين، كلما يسود الصمت يعلو الصراخ وأفيق من غفلة النسيان ،وتعيد الكرة مرارا وعلنا وتقف بحدود الذات تتفحص صدق الولاء والولاية... صديقي على شاكلتي يقول: بكل فرح وحزن ازور المولى الشهيد اغسل ذنوب الحياة واطهر جسدي من بقايا تراب زواره ،واشرب من ماء الفرات والعن بغايا عصره الذين منعوا عنه الفرات، هكذا اقترب من سيد الشهداء أعصر همومي وذنوبي كلما امتلئ بالآثام ... انتبهت من هنا بدأت أتصفح كوني الجديد وأسرار الصمت تنغلق (وبقي حزني الدافئ) أو بقايا حزن دافئ لم يعلن الراحة بعد. سمني ما شئت يا قتيل العبرات وابن سدرة المنتهى... بلغتني الذكرى, سمعتك على كل الشفاه, سمعتك بين أصوات بلون الورد نسلك ضوءها عند أعتاب ضريحك القائم بخلود الكون والحياة والإنسانية رغم أعدائك المخلدي النسل والحقد والجحود ونكران الحقيقة، سيتناسلون بهذا البغي حتى قيام من بنيك يعيد فرحة الشموع...و أًعلن هذا الذهول, أقول هو البدء هيئ زمانك للاحتراق ...! فكيف خانوك وقتلوك ورموك وتولوا وصلوا عليك. يقرؤون جيداً إن اليوم آت لا مناص منه...وسيصحون على الحجةٍ يفك اسر دمٍ سكن كربلاء... وجنوده قائمون يعدون عدة الظهور وركبوا سفينة النجاة وتم الإبحار من الارض التي سقيت بدم أولاد الأنبياء...لم تكذب العيون ها هي الأسماء تكشف عن سلالتها اليوم تفرح بالولادة وغداً تحزن بالشهادة ...وتضع أجسامها جسوراً تتساقط بتعاقب الأزمان من اجل بقاء الصلاة قائمة في محراب نحره... وسيعلنون فرحهم في كل عام بولادة المنحور في كل الأزمان.