2014-1-27
View :2311

 تقرير: أحمد القاضي


تستقبلُ كربلاء أكثر من خمسينَ مليون زائر سنوياً من جنسيات مختلفة تدخل عبر الأراضي العراقية، بحسب الدراسات التي قدمتها مجموعة من مراكز الأبحاث المحلية والدولية، والتي تفد للمشاركة بالمناسبات والزيارات المليونية وخصوصا زيارة الأربعين المباركة، مما تستدعي وقفة ودراسة شاملة لتغطية هذه الفعاليات والزيارات السنوية من خلال الواقع الاجتماعي والاقتصادي الديني والسياسي.


وأخذ مركز كربلاء للدراسات والبحوث التابع للعتبة الحسينية المقدسة على عاتقه هذه المناسبات السنوية بإقامة ندوته الخاصة بدائرة الأبحاث الحسينية تحت عنوان (قراءة شاملة للزيارة الأربعينية المباركة)، بتقديم دراسات وبحوث شاملة علمية، والتي تناولت ستة محاور أساسية، ومنها (الاقتصاد، الاجتماع، علم النفس، الإعلام، العقائد والسياسة)، وحضر الندوة العديد من الشخصيات الدينية والأكاديمية والباحثين والمهتمين والمسؤولين للنهوض بواقع كربلاء لتصبح واجهة العالم.


مجلة (الأحرار) التقت برئيس مركز كربلاء للدراسات والبحوث الحاج عبد الأمير القريشي الذي أوضح، ان -ظاهرة مليونية بحجم الزيارة الاربعينية لو كانت في دولة أخرى لرأيتم ما يعمل ويتم تهيئتهُ لها، والتي تزداد سنويا مع إفرازاتها الى الضعف، حيث لا يوجد هناك من يتفاعل مع هذه الظاهرة المليونية ولا من يهتم بها، نعم هناك تفاعل معها خلال أيام الزيارة تفاعلا عاطفيا ولكن بعد الزيارة ينتهي كل شيء-.


ويجد القريشي ان -هذه الظاهرة بدأت تزداد يوماً بعد آخر ولابد من وضع الدراسات العلمية الدقيقة لهذا الزحف المليوني الهادر ووضع الحلول الناجحة لمعالجة كفيلة باستيعاب الاعداد وتوفير ما يسهل لهم خاصة وان البلد يعيش في حالة غير اعتيادية من الجوانب كافة فمن هذا المنطلق شمّر مركز دراسات كربلاء التابع للعتبة الحسينية المقدسة واخذ على عاتقه دراسة الزيارة الاربعينية من جوانب ومحاور عدّة، حيث خضنا في هذا العام الحديث عن ستة محاور وهي (الاقتصاد، الجانب النفسي، العقائدي، الاجتماعي، الإعلامي والسياسي) وتأثيراتها على زيادة أعداد الزائرين للأعوام القادمة-.


ويقول القريشي: ان -المركز قام بإعداد أوراق استبيانية لهذا العام على طرق دخول الزائرين لكربلاء وفي العام القادم ستكون الاستبيانات أكثر فاعلية لنحصي النتائج ولتكون نواةً ومرجعاً لكل شخص يبحث في ظاهرة الزيارة الأربعينية-، مضيفاً ان مجموعة من الأساتذة الأكاديميين والباحثين قاوموا بوضع دراسة وقراءة أولية مفصلة، وهذه القراءات التي ستحللُ تحليلاً علمياً من قبل أصحاب الاختصاص والخبرة، أملين في الأيام الآتية ان تنزل حيّز التطبيق وستكون هذه دراسة تمهيدية لدراسات اكبر-.


ومن جانبهِ بين رئيس دائرة الأبحاث الحسينية في كربلاء المقدسة الشيخ مازن الكربلائي ان -هذه الندوة تتحدث عن قضية الأربعين في بعدها الاقتصادي، حيث ان هذه الزيارة تؤدي الى تحريك عجلة المجتمع العالمي بشكل عام والمجتمع العراقي بشكل خاص وإنها واحدة من أهم الأبعاد الاجتماعية التي تنضمن على البعد الاقتصادي في شتى مجالاته، ومن خلال هذه الندوات من الممكن ان ننتقل الى ندوات أوسع واشمل وربما الوصول حتى الى المؤتمرات وبالتالي هي ندوات تشكل اشبه بالبث التجريبي لسلسلة من الأعمال الكبيرة-.


وأوضح الكربلائي ان -الطرح الأول في هذه الندوة كان يتحدث عن الأرقام المتعلقة بالمسألة الاقتصادية بشكل او بآخر وبوضع مدينة كربلاء وقدرتها على تحمل هذا العدد الكبير من الزائرين وإحصاء إعداد الزائرين خلال السنوات الماضية، واستنتاج إعدادهم التي يمكن ان تصل إليها الزيارات في أعوام قادمة ورصد النسبة المئوية لهذه الزيادة، وأما عن الدراسة الثانية والأساسية التي طرحت فيها الزيارة الأربعينية والتي تم فيها إيضاح المشكلة الاجتماعية وهي التي تتناقض ما بين الدوافع الذاتية للفرد والمصلحة العامة للساحة الاجتماعية- متابعا ان -الحل لمثل هكذا مشكلة ليس هو مجرد كلام بل يجب صناعة واقع يحاكي المجتمع الإسلامي والإنسانية والأخلاقي بأسلوب الطرح والنقد البناء الهادف الحديث، ويجب ان يكون هذا البناء ليس على المستوى أفراد او أقليات وإنما على سائر الناس-.


وأخيرا قال الكربلائي -هناك دعوة للجميع وهو ان يبدءوا بقراءة هذا المشهد قراءة شاملة وتحليل هذه القراءات والاستعداد للزيارة الأربعينية في الأعوام القادمة، وبشكل قائم على أساس مخطط وان يساهموا في رفد هذه الندوات بأفكارهم ونشاطاتهم وكيفية الاستفادة من الزيارة الأربعينية في تحريك عجلة الساحة الاجتماعية-.


من جهته قال رئيس مجلس محافظة كربلاء المهندس نصيف الخطابي ان -كربلاء المقدسة تستقبل الملايين من الزائرين سنويا فكيف نستثمر من هذه الحشود للنهوض بواقع مدينة كربلاء (دينيا، اجتماعيا، اقتصاديا وسياحيا) لتدعيم البنى التحتية والمعمارية والزراعية لهذه المدينة المقدسة-.


وأضاف -لقد قمنا بطرح قضية المعيار على الحكومة الاتحادية والتي يجب عليها ان تقدم تخصيصات مالية ليس على أساس المعيار السكني فقط هو معيار غير واقعي وغير منصف لمدينة كربلاء المقدسة باعتبارها تستقبل الملايين من الزائرين سنويا والتي تزداد الى الضعف أحيانا وقد تصل سنويا الى خمسين مليون زائر سنويا، فهناك احتياجات على أثار البنى التحتية والاستخدامات المهمة للطرق والساحات والخدمات الأخرى في المدينة-.


وقال الخطابي -كيف يمكننا الاستفادة من أعداد الزائرين وان نصل الى مشروع كربلاء الكبير وهو مشروع كربلاء عاصمة السياحة الدينية العالمية، فهذا الأمر يتطلب مزيداً من المعلومات والآراء والافكار التي يمكن ان توفرها مراكز البحوث والدراسات في العراق، وكذلك يجب ان تتم دراسات أخرى لاحتياج مدينة كربلاء لاستيعاب هذه الأعداد الكبيرة من الزائرين في السنين القادمة، وان تؤهل هذه المدينة لتكون للسياحة الدينية في العالم خصوصاً وان هناك أثار وأماكن سياحية وتاريخية تحويها المدينة ولا تشمل المسلمين فقط بل جميع الأديان-.