2014-6-7
View :889

 



تقرير: أثير رعد



 



تعدّ مستشفى خاتم الأنبياء (صلى الله عليه واله وسلم)  للأمراض القلبية والأوعية الدموية، واحدة من أهم المشاريع التي تنجزها الأمانة العامة للعتبة الحسينية المطهرة، ويقع المشروع في موقع مميز وحيوي يتوسط مدينة كربلاء المقدسة على بعد 4 كيلومتر عن المرقدين الشريفين ويسهل الوصول اليه من جميع الاماكن.



وقد أقيم هذا الصرح الطبي خدمة لسكان مدينة كربلاء والمدن المجاورة لها، ويسع لـ (85) سريراً ومصنف ضمن الدرجة الأولى بين المستوى المحلي والإقليمي بما يضمه المبنى من احدث التقنيات العالمية في المجال الطبي ولذلك كان الهاجس منذ البداية هو تصميم المبنى من الخارج حيث يكون انعكاساً ومؤشّراً للتطور التكنولوجي والطبي الكبير لهذه المنشأة مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية المدينة المقدسة والعوامل الاخرى الثقافية والاجتماعية والمناخية.



ويوضح مدير مشروع مستشفى خاتم الأنبياء، المهندس ميثم شاكر ياسر أن هذا المشروع يقام بإشراف مباشر من قبل قسم المشاريع الاستراتيجية والاستثمارية في العتبة الحسينية المقدسة، ومساحة المشروع تصل إلى أكثر من عشرة آلاف متر مربع».



أما بالنسبة للشركة المنفذة فهي «شركة cci  الكندية وبكلفة 54 مليار دينار عراقي وبدعم وتمويل من ديوان الوقف الشيعي ومدة تنفيذ المشروع ثلاث سنوات وتمت المباشرة بتنفيذ المشروع في 1/10/2012».



يتكون المشروع من بنايتين، وهما البناية الرئيسية وهي المستشفى ومساحتها اكثر من 3200 متر مربع وتكون من 10 طوابق وهي السرداب والطابق الارضي و3 طوابق الاولى وهي المستشفى و3 طوابق الاخرى هي غرف رقود للمرضى والطابقان الاخيران السابع والثامن هو سكن للأطباء.



والبناية الثانية وهي البناية الخدمية ومساحتها 1100 متر مربع وتتكون من الكراج والخدمات وهي 6 طوابق وتتقسم الى السرداب والطابق الارضي للمعدات والاربعة طوابق هو كراج للسيارات.



وتم إنشاء المشروع بتصميم معماري متميّز وعصري يحاكي المستقبل مع احترامه لعراقة الماضي وسيكون لهذه المنشأة الطبية المميزة أثرٌ كبيرٌ في إثراء الطابع المعماري للمنطقة كاملة وزيادة ثقافة استخدام الاماكن العامة, وكان التحدّي الكبير لدى الشركة المنفذة بهذا المشروع هو تقديم كامل الخدمات الطبية الخاصة بمرضى القلبية مع المحدودية الكبيرة في المساحة المخصصة لهذا المشروع ولذلك أخذ المبنى شكل التوسع العمودي بحيث يتكون المشروع من مبنيين: مبنىً رئيس مكون من 10 طوابق تشمل الخدمات الطبية المختلفة لمرضى القلبية.



ومبنىً خدمي اخر مكون من 6 طوابق يتوفر فيه كراجات متعددة الطوابق لاستيعاب اعداد السيارات بما يتناسب مع المعايير العالمية بواقع 140 موقف وتم الفصل بين المبنيين بشارع بعرض 12 متر مربوط مع الخارج بمدخل مستقل تستخدمه المستشفى بالخدمات ونقل المواد الداخلة والخارجة منه بانسيابية عالية دون التأثير على المرضى او الزوار والحفاظ على الاجواء الهادئة.



ومن ناحية اخرى تم ربط المبنيين بجسر للمشاة مزود بجميع الخدمات اللازمة بمساحة تقارب 200 متر مربع لكي تسهل التنقل بسهولة ورفاهية عالية، أما بالنسبة للتصميم الداخلي وتوزيع الوظائف فقد وضعت وفق معايير عالمية صارمة من حيث سهولة الوصول والتعقيم وتوزيع حركة المرضى والكوادر والأطباء والمستلزمات والمخلفات الطبية وتم تقسيم المبنى من حيث الوظائف الداخلية الى اربعة اجزاء وتتمثل بـ (طابق تسوية يضم خدمات المستشفى مثل التعقيم المركزي، الغازات الطبية, غرف الغسيل، والصيدلية المركزية، والطوابق الارضي والاول والثاني والثالث وهم قلب المشروع بحيث تضم الاقسام الطبية المختلفة من غرف عمليات وطوارئ وعيادات خارجية  وقسطرة واشعة وغيرها.



تم التعبير عن المشروع معمارياً بطريقة تتسم بالفخامة والخصوصية من خلال تغطية الواجهات بالواح الالمنيوم عالية الجودة بالوان صحراوية وترابية للتقليل من تأثير الاجواء المغبرة في العراق واستخدام الالوان العاكسة لأشعة الشمس والاقل امتصاصاً للحرارة الخارجية موزع عليها فتحات على الجزء الامامي من المبنى فقط لتعزيز الخصوصية للوظائف الداخلية والتقليل من التأثير الخارجي عليها وتمّ الاستعاضة عنها بالاعتماد على الفناء الداخلي لإعطاء الانارة الطبيعية، وتميز الجزء السفلي من الواجهة الامامية بشكله المنحني الذي يعطي الشعور بالطمأنينة والترحيب للزوار ولكي يتم التركيز بشكل كبير على المركز الرئيسي للمبنى وتقليل التواصل البصري مع محطة المعالجة المجاورة للمشروع.



اما بالنسبة للطوابق الرابع والخامس والسادس فهي مخصصة لرقود مرضى القلبية, والطابقين السابع والثامن تم تصميمهما بحيث يكونان كسكن فاخر للكوادر الطبية, وتمّ التعبيرعنها معمارياً بواجهات زجاجية بالكامل من الجهة الشرقية والجنوبية مصنوعة من الزجاج المزدوج عالي الجودة والصديق للبيئة ومزود بطبقات تقلل بشكل كبير من دخول أشعة الشمس فوق البنفسجية المؤذية والحرارة الناتجة عنها للمحافظة على الجو الداخلي العام والتقليل من الاستهلاك للطاقة اللازمة لأغراض التكييف وطبقات عاكسة تعطي الخصوصية لمستخدمي المبنى.



كما تم تزويد الواجهات الخارجية بكاسرات للشمس مثبتة بالجزء العلوي وبأماكن مختلفة من الواجهات لمضاعفة كفاءة الزجاج ولإعطاء الطابع العصري للمبنى, وأضيف الى الواجهتين الرئيسيتين تشكيل معدني باللون الأزرق على شكل نبضتي قلب يتوسّطهما أسم الامام الحسين (عليه السلام) لتعطي المعنى بأن القلوب تنبض بحبِّ أبي الأحرار.



ومن الجهتين الشمالية والغربية تم تغطية الواجهات بالواح الالمنيوم مع فتحات افقية الامتداد بارتفاع (140 سم) لإضفاء التنوع على الواجهات بالطوابق العليا، وتم اضافة فناء داخلي حسب الكودات العالمية للمباني الصديقة للبيئة بحيث تساهم بشكل كبير بالتقليل من استهلاك الطاقة من خلال تلطيف الاجواء الداخلية بشكل عام وإعطاء انارة طبيعية تغني عن الانارة الصناعية، ومن الناحية التصميمية فإن الفناء يعطي طابعاً شرقياً على المبنى كما وله أثر كبير في ادخال الراحةالنفسية للزوار بحيث يجد فيه المزج بين الداخل والخارج, الماضي والحاضر.



وكان هناك اهتمام كبير في مداخل المستشفى حيث يتميز كل واحد منهم بإعطاء تجرية فريدة للزوار من خلال العناصر الجمالية المختلفة, وكان للمدخل الرئيسي النصيب الاكبر من المعالجات المعمارية المتميزة بحيث تم دمج العناصر الانشائية مع المسطح المائي والذي يحتوي على عدد كبير من النوافير التي يتم التحكم بها الكترونيا لتؤدي مجموعة لاحصر لها من التشكيلات المائية المتميزة ومحاطة بإطار من النباتات والأزهار لتشكّل معا أيقونة معمارية متميزة.



وأخيراً بما يتعلق بالحدائق الخارجية فقد صممت بحيث يتوحد المبنى مع محيطه الخارجي بهدف اعطاء الشعور بالهدوء والراحة النفسية للزائر من خلال تنقله في المسطحات الخضراء وبذلك تصبح جزءاً لايتجزأ من العلاج الطبي داخل الأقسام المختلفة.