2014-2-1
View :2230

 الكآبةُ ، ليست في حقيقتها مرضاً عضوياً ، إلا في حالات نادرة ، ولكنها مرض نفسي يمكن علاجه ، والتخلص منه ، اذا احسنّا التصرف مع انفسنا . . وقررنا مساعدة الذات .ولكن قبل التحدّث عن الاقتراحات التي تساعد على التخلص من الكآبة . لابدّ من الإشارة الى مقدار الخطورة التي تكمن فيها . . ان البعض يظن ان المرض الخطير هو المرض العضوي الذي يؤدي الى الموت ، او شلل عضو معين ، أما ما يرتبط بالروح ، والنفس فليس خطيراً لانه غير ظاهر بينما يؤكد الخبراء ان أمراض النفس اكثر خطورة من أمراض الجسد ، فالكآبة مثلاً تحوّل معيشة الشخص الى جحيم لا يطاق . .  كما إنها يمكن ان تدمر حياته ايضا والمشكلة في الكآبة إنها حينما تصيب شخصاً فهي تؤدي الى انشغال أقربائه بمرضه . مما يسبب لهم ايضاً موجات من الكآبة . .


 وبالرغم من أن التغيرات الاجتماعية الهائلة التي حصلت في السنوات العشرين الفائتة ، كالتحوّل في ادوار النساء والرجال وتدفق النساء الى العمل وشيوع الانتقال الجغرافي الذي يباعد بين الناس ويحرمهم حنان عائلاتهم،وتشجيع اصدقائهم ، هي من الاسباب الرئيسية في انتشار موجات الكآبة . إلا أن من الممكن التغلب على الآثار السلبية لمثل هذه التغييرات ، ومنعها من أن تدمر حياة الانسان .


والسؤال هو كيف ؟ان الامر قبل كل شيء يتطلب رؤية سليمة للحياة والتزاماً بالقيم والمثل . فالإيمان يعالج كل المشاكل النفسية ، ويقي من التخبط في الحياة . .


ولذلك جاء في قوله تعالى : « ألا بذكر الله تطمئنُ القلوب » واي شيء مثل الاطمئنان يمكنه ان يجعل الحياة مشرقة ؟ عندما تعتريك الكآبة تحرّك في عمل ما ، ذلك ان الجمود يغذّي الكآبة بينما الحركة تزيلها . .ان النصيحة التي يجب إسراؤها للذين يعانون من الكآبة ، او من هم في مجال التعرّض لها هو قوموا بعمل بناء.فكلما تكاسلتم زادت رغبتكم في الكسل ولمحاربة الجمود يُنصح بعمل برنامج  يومي من الصباح الى المساء . دوِّنوا كل شيء بما فيه اوقات الاستحمام ووجبات الطعام .