2014-6-7
View :848

يحكى ان هنالك رجلاً كثيراً ما كان يكره وجود والدته في حياته وخاصة عندما يكون مع اصدقائه فهو لا يحب ان يذكر بأنها امه وذلك بسبب انها عوراء (أي تملك عين واحدة) لذلك كان يشعر بالعار وكان دائماً يجد اعذاراً لعدم اصطحابها معه الى أي مكان يقصده وعندما تزوج واصبح لديه ابناء قرر الابتعاد عنها ومحوها من حياته فقرر طردها والعيش بعيداً عنها، فارقها لمدة سنوات كلما ارادت العودة له صدها بقوة والسبب هو الخجل من مظهرها امام الناس ومرت الايام والشهور والسنين.



في احد الايام تلقا دعوة من برنامج تلفزيوني اسري لحضور البرنامج وذلك لنجاحه في حياته العملية وقد طلب منه احضار كل افراد اسرته فتذكر والدته على الرغم من انه لا يرغب في رؤيتها الا انه مجبر على دعوتها لذلك قرر الذهاب الى منزل الطفولة حيث ترعرع وتربى لايجادها، دخل المنزل وجده مهجوراً ولا احد فيه سأل جيرانها عنها قالوا له لقد توفيت والدتك وتركت لك هذه الرسالة، قرأ الرسالة كُتب فيها انها تشتاق اليه كثيراً وكذلك تفتقد احفادها كم تمنت ان تكون قريبة منهم وان تترك ذكرى جميلة في ذاكرتهم.



كما ذكرت انها لم تكن بعيدة عنهم وانها لم تمت بل لا زالت ترى الدنيا من خلال عينها التي وهبتها لابنها، قالت في صغرك تعرضت لحادث سيارة وفقدت احدى عينيك وكنت بحاجة الى عين فأعطيتك عيني اذ اني غير قادرة على رؤية ابني بعين واحدة وهذا اقل ما اقدمه لك لأني احبك كثيراً، فبكى الرجل كثيراً وندم على ما فعله بأمه.



كل ما اريد قوله هو كم الام تعشق ولدها؟ وهبت اغلى ما تملك من اجله كيف سيجازيها؟ هل نحن عارفون بحق الوالدين يا ترى ؟



قال تعالى في كتابه الكريم : (ولا تقل لهما اف) (وبالوالدين احسانا) على الرغم من اننا نعيش في مجتمع اسلامي تحكمه قواعد واصول دينية ونعلم ان عقوق الوالدين هي من كبائر الذنوب التي نهانا عنها دين الاسلام الحنيف ومع الاسف نجدها اصبحت ظاهرة شائعة ..