2014-7-28
View :2864

 


سفراءُ الإمام المنتظر.. همزةُ الوصل بين المعصوم وشيعته

سفراءُ الإمام المنتظر.. همزةُ الوصل بين المعصوم وشيعته



مرقدُ الحسين بن رَوح النُّوبختي.. قلبُ بغداد النابض




الأحرار : حسين نصر




الشيخُ ابو القاسم الحسين بن رَوح بن ابي بحر النوبختي، ثالث السفراء الاربعة في الغيبة الصغرى لإمام العصر الحجة بن الحسن (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وقد تعرض لأشد المضايقات والامتحان في عقيدته، فثبت لا تزعزعه العواطف، وهو الذي قيل في حقه (إنه لو كان الحجة «عليه السلام» تحت ثوبه وقُرض بالمقاريض ما كشف الذيل عنه).



مزاره في بغداد ضمن مسجد حديث في منطقة الشورجة التجارية المشهورة وعلى الضريح قبة شامخة مكسوة بالقاشاني الملون، ويزدحم على المرقد الزائرون والمتعبدون، ويعد المرقد من مراكز المسلمين المهمة في العاصمة بغداد، ويسمى بمسجد الحسين بن روح. 

لقد كان الشيخ الحسين بن روح من اوثق الناس وأعظمهم وأصدقهم واعرفهم بالأمور، وهو محترم ومبجل عند الخاصة والعامة، وكانت العامة تعظمه لصدقه ومعروفه وصلاحه ولين جانبه وحسن استعماله لمواطن التقية لإبعاد الأنظار والشُبهات عن علاقته بالإمام المعصوم الثاني عشر صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف).

تصدى للسفارة بعد وفاة الشيخ الخلاني سنة 305 هجرية إلى يوم وفاته في شهر شعبان سنة 326 هجرية اي إن مدة سفارته دامت (21) سنة، وكان الشيخ أبو جعفر الخلاني يلقي إليه بإسراره وكان خصيصاً به، ولما إشتد المرض بأبي جعفر قال: (إن حدث الموت فالأمر إلى أبي القاسم الحسين بن روح النوبختي فقد أٌمرت أن أجعله في موضعي وعولوا في اموركم عليه)، لذا فقد أضطلع الشيخ النوبختي بمهام السفارة والنيابة وقام بها خير قيام وتولى خلالها الحملة ضد ظاهرة الانحراف عن الخط الرسالي وشجبه لهذه الظاهرة والوقوف بوجهها بكل بساله وصلابة عود، حتى وفاته سنة 326 هجرية.

لقد كان الشيخ الحسين بن رَوح همزة الوصل بين الإمام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وبيّن شيعته واتباعه ومحبيه، يوصل اليه تواقيعه وإجاباته على خطاباتهم واستفساراتهم ومسائلهم الشرعية وغيرها. 



مرقدُه الشريف:

مرقده ببغداد جانب الرصافة مشهور معروف مشيَّد عامر، عليه قبّة صغيرة، وفوق دكّة قبره شبّاك مُجلَّل يزدحم عليه الزائرون المتعبّدون، وإلى جَنْب قبره جنوباً مسجدٌ صغير تُقام فيه صلاة الجماعة. 

يُعرَف موضع قبره خلف سوق الشورجة التجاريّ ببغداد على جانب شارع الجمهورية، في زقاق غير نافذ، ويُعدّ مرقده من المراكز الإسلامية في بغداد، وكان النوبختيّ (الحسين بن روح) من أوثَق الناس وأعرفهم بالأمور، مبجّلاً عند الخاصّة والعامّة . 



وفاتُه:

بقي الحسين بن روح سفيراً عن الإمام المهديّ (عجّل الله فرَجَه الشريف) إحدى أو اثنتين وعشرين سنة، وكان الواسطة الأمينة بين الشيعة وإمامهم، تصل على يديه مسائلهم وحقوقهم الشرعيّة، فكان الحسين بن روح يوصلها حتّى مرض أيّاماً ثمّ أدركَتْه المنيّة في شهر شعبان سنة ستٍّ وعشرين وثلاثِمائةٍ هجريّة، وقد جُهّز وشُيّع تشييعاً حافلاً، ودُفن في مثواه الأخير. 

عن أبي نصر هبة الله بن محمّد الكاتب، انّ قبر الحسين بن روح في النوبختيّة، في الدرب الذي كانت فيه دار عليّ بن أحمد النوبختي النافذ إلى التلّ، وإلى درب الآخر، وإلى قنطرة الشوك، أي في بغداد خلف سوق الشورجة، والناس ـ إلى يومنا هذا ـ يتبرّكون بزيارة قبره الزاكي.

 ويقولُ رسول سلمان حسن الكعبي الأمين الخاص لمزار الحسين بن روح النبوختي: «يعدّ مزار الحسين بن الروح النوبختي من المزارات المهمة في قلب بغداد والذي يقصده الزوار من كل أنحاء العراق، وتبلغ المساحة الكلية للمرقد (688)م2 بعد إضافة العديد من الأبنية المجاورة للمرقد، ويحتوي المزار على عده أروقة  كالأقسام الإدارية والخدمية ومصلى للرجال والنساء إضافة إلى الخدمات  الضرورية الأخرى».

وأضاف الكعبي «تم تغيير شباك المرقد القديم الذي نُقش عليه (هذا مرقد نائب الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) الحسين بن روح النوبختي تم نصبه عام 1397هـ-1960م) وتم الاستبدال في 21-1-2014 بالشباك الجديد الذي يحتوي على الذهب والفضة وأجمل مما كان عليه سابقاً»، مبيناً بأنه «يوجد تخطيط عن طريق جامعة بغداد دائرة الهندسة بالتعاون مع الدائرة الهندسية في الوقف الشيعي بإعادة التصاميم المستقبلية للمزار وتغيير البناء الحالي  وترميمه».

وتابعَ الكعبي «تم استملاك البناية المجاورة الى المزار وتقدر مساحتها (380)م2 «، مشيراً إلى أن «عدد زائري المرقد الشريف يصل يومياً إلى أكثر من ألف زائر».