2014-8-10
View :3343

 


عثمان بن سعيد: سفير منصوص من قبل الإمام الهادي والعسكري والمهدي  «عليهم السلام».

تحقيق: حسين نصر


عثمان بن سعيد: سفير منصوص من قبل الإمام الهادي والعسكري والمهدي  «عليهم السلام».


ان مماتتصف به الأمة الإسلامية في غيبة الإمام المهدي(عجل الله فرجه) من أحداث ومحدثات فقد وُكلت الى أشخاص ثقات معتمدين لدى الأمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) أثناء غيبته الصغرى، كانت مهمتهم بث إرهاصات المؤمنين وأسئلتهم وهمومهم اليه ونقل التعاليم والإرشادات والأجوبة أليهم مرة أخرى، وهؤلاء الذين كان لهم الشرف والحظوة في التمثيل والنيابة هم أربعة أشخاص اتفق عليهم المسلمون الشيعة من أتباع أهل البيت عليهم السلام، وبقاع طاهرة تشرفت وستتشرف بوجود الإمام المهدي عليه السلام ومن يرتبط به ونسلط الضوء على السفير الاول عثمان بن سعيد (رض) تعريفاً للقراء الكرام، عن مرقده الشريف  في بغداد . الشيخ عثمان بن سعيد العمري الأسدي السمّان، والعمري نسبة إلى جدّه، أمّا السمّان فلأنّه كان يتاجر في السمن تغطية على أمر النيابة، حيث كان يحمل الأموال والمراسلات ،أيام الإمام علي الهادي عليه السلام ، إذ كان وكيله آنذاك في جراب السمن خوفاً من أنْ يُكشف أمره.


وكنيته ابو عمرو، إذ رزقه الله ولداً سماه عَمرا، فقال له الإمام الحسن العسكري عليه السلام؛ ﻻ يجتمع على امرء بين عثمان وابي عمرو فأمر بكسر كنيته فقيل له العمري، وكان يقال له الأسدي لأنه ينتمي إلى قبيلة بني أسد. 


عثمان بن سعيد العمري السمان الزيات الأسدي:


عثمان بن سعيد وأقوال آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيه:


جاء في الغيبة عن أحمد بن إسحاق بن سعد القمّي قال:


فلما مضى أبو الحسن الهادي عليه السلام وصلت إلى أبنه أبي محمد الحسن صاحب العسكر عليه السلام ذات يوم، فقلت: يا سيدي أنا أغيب وأشهد ولا يتهيّأ الوصول إليك إذا شهدت في كل وقت فقول من نقبل ومن نمتثل، فقال لي:


(هذا أبو عمرو الثقة الأمين ثقة الماضي وثقتي في المحيا والممات فما قاله لكم فعنّي يقوله وما أدّاه إليكم فعنّي يؤدّيه).


وجاء عن الإمام الهادي عليه السلام:


(هذا أبو عمرو الثقة الأمين ما قاله لكم فعنّي يقوله وما أدّاه فعنّي يؤدّيه).


عن الإمام العسكري عليه السلام:


(اشهدوا على أنّ عثمان بن سعيد العَمري وكيلي، وأنّ ابنه محمّداً وكيل ابني مهديّكم).


بدأ الشيخ عثمان العمري حياته السعيدة من زمن الإمام الهادي (عليه السلام) صاحبَ الإمام الهادي، ثم الامام الحسن العسكري ثم الإمام المهدي(عليهم السلام) توكل عنه، ناب عنه، كان سفيراً من قبله، ووكالته وسفارته تثبت من روايات عديدة. 


بالنسبة إلى عثمان بن سعيد فيكفينا حديث عبد الله بن جعفر الحميري الموجود في أصول الكافي قال: أخبرني أبو علي أحمد بن إسحاق عن أبي الحسن _ يعني الإمام الهادي روحي فداه، وقال: سألته وقلت له: من أعامل وعمّن آخذ وقول من أقبل؟ فقال له: العمري ثقتي فما أدّى إليك عني فعني يقول، وما قال لك فعني يقول، فاسمع له وأطع فإنه ثقة وثقتي في المحيا والممات، في زمان حياتي وبعد موتي عند وجود الإمام المهدي.


وكذلك في حديث جعفر بن محمد بن مالك الفزاري المنقول في رجال الكشي ينقل عن جماعة من الشيعة منهم الأجلاء: علي بن بلال، وأحمد بن هلال، ومحمد بن معاوية بن حكيم، والحسن بن أيوب بن نوح، في خبر طويل قالوا جميعاً: (اجتمعنا إلى أبي محمد الحسن بن علي العسكري لنسأله عن الحجة من بعده فقال: جئتموني تسألوني عن الحجة من بعدي؟ قلنا: نعم، فإذا غلام كأنه قطعة قمر أشبه الناس بأبي محمد عليه السلام فقال: هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم فاقبلوا من عثمان ما يقوله بعد يومكم هذا وانتهوا إلى أمره ، في زمان الغيبة ، واقبلوا قوله فهو خليفة إمامكم والأمر إليه).


النص على خلافته وسفارته.


إذاً سفارة عثمان بن سعيد المنصوصة من قبل الإمام الهادي والعسكري والمهدي (عليهم السلام).


صفاته: 


كان شيخاً جليلاً، ويكفي انه خدم ثلاثة من الأئمة الطاهرين، وانهم اختاروه باباً بينهم وبين شيعتهم وانه ادى الأمانة بدقة وإخلاص وهو ابن احدى عشرة سنة حتى توفاه الله، وقبره في الجانب الغربي ببغداد، وله مقام معروف.


القابه:


قال: ابو نصر؛ هبة الله احمد بن محمد الكاتب: انه ابن بنت ابي جعفر العمري، فنسب الى جدّه فقيل له: العمري ويقال انه ينتسب من قبل أمه الى عمر الأطرف، فقيل له: العمري.ولقبه العسكري، لأنه كان يسكن مع الإمامين العسكريين (عليهما السلام) في المنطقة العسكرية بسامراء التي فرض المتوكل العباسي عليهما الإقامة الجبرية فيها.


ولُقب ايضا بـ الزيات، لأنه كان يتجّر في السمن والزيت تغطية على عمله مع الأئمة (عليهم السلام)، فإذا حمل الشيعة اليه مالاً او كتاباً جعله في جراب السمن وأوصله الى الإمام.


عمله:


بدأ الشيخ عثمان بن سعيد العمري  حياته بخدمة الإمام علي الهادي (عليه السلام) وله احدى عشرة سنة، وله اليه عهد معروف، ومن بعد الإمام الهادي بقي وفيّاً فلزم خدمة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) وبقي على العهد حتى مضى الإمام العسكري، فعينه الإمام المهدي (عليه السلام) نائباً عنه.


وفاته:


توفي رضوان الله عليه ودفن في الجانب الغربي من بغداد في شارع الميدان، وله مقام معروف يزار فيه. رزقنا الله زيارته.