2016-1-16
View :2649

حوار: ضياء الاسدي


 


بين الحشود المليونية الزاحفة نحو كربلاء المقدسة في زيارة ابي الاحرار الحسين (عليه السلام) شارك رجل من الطائفة (الإيزيدية) منبهراً بالأجواء الإنسانية التي يحملها الحسينيون وهم يخدمون بعضهم بعضاً دون كلل أو ملل... رشدي جوقي (ابو اشجان) الذي تجاوز الخمسين عاماً وصل إلى كربلاء واستقبله مراسل مجلة (الاحرار) ليسجل اللحظات المهمة  التي رافقت (ابو اشجان) فقال عنها :
قررت مشاركة المؤمنين بذكرى احياء استشهاد الحسين (عليه السلام) وهذه السنة الثالثة اشارك اهلي من ابناء العراق الواحد بزيارة اربعينية الامام الحسين (عليه السلام) لمواساة السيدة زينب (سلام الله عليها ) بهذا المصاب الجلل رغم التعب والمشقة اشعر بالراحة بسبب الاستقبال الرائع من قبل المواكب التي نصبت على طوال الطريق ما بين كربلاء وبغداد وبين موكب وموكب كنت اتحسس احتراما مميزا عن الآخرين من قبل الجميع أناسا وسلطة لكوني من المكون (الإيزيدي) ولاحظت مدى الكرم والضيافة من قبل المواكب بشيء لا يتصوره العقل من المأكل والمشرب والمسكن والاهتمام الصحي الكبير حيث ليس بإمكان اي شعب من شعوب الأرض إكرام هكذا حشود مليونية إلا عند العراقيين.
ويضيف (ابو اشجان) بسبب المواقف التاريخية والحالية من قبل إخواننا الشيعة ننظر اليه ممن عدة جوانب اولها الجانب الوطني والجانب التاريخي، فالموقف التاريخي الذي يحفظه الايزيدية هو فضل الامام علي (عليه السلام) عليهم ،بعد ان اوقف حملات ابادة الايزيدية التي تعرضوا لها قبل فترة خلافته (سلام الله عليه) فنحن نعتبرها الثورة التي حررتنا من القتل والتشريد والتهجير والتعذيب بغض النظر عن الانتماء الديني والطائفي او القومي والمذهبي، وعلي بن ابي طالب هو اسد الله كما نقول عنه  باللغة الايزيدية علي (شير شيرا خوديا) بمعنى أن علي الأسد هو أسد الله وبقيت ذكراه الى يومنا هذا..وعاد الزمن نفسه وتعرض الايزيدية الى ابشع انواع التعذيب والتشريد والسبي والقتل، لتأتي فتوى سماحة اية الله العظمى السيد علي السيستاني(حفظه الله ودام ظله الوارف) في النجف الاشرف حين قال: ان الايزيدية امانة في اعناقنا، واكدها قول سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي بقوله: الايزيدية ناس محبين لله وقتلهم حرام.. فمن هذا المنطلق جئت وللسنة الثالثة على التوالي اشارك اهلي وأحبتي في اقامة مراسم العزاء في زيارة الاربعين وفي جميع مناسباتهم هذه النقطة الاولى، وثانيا ان اولادي (سرمد ونزار) مصرن على المغادرة الى خارج الوطن بعد ان اصيبوا بخيبات مستقبل الايزيدية في العراق خاصة بعد نزوحنا من دهوك الى بغداد بسبب الارهاب الداعشي التكفيري. من هنا يأتي الجانب الوطني بتثقيف العشرات او مئات العوائل المهاجرة الى اوربا من خلال تواصلي معهم مؤكدا ان العراق لازال على قيد الحياة وفيه اناسا طيبين يعشقون تراب وطنهم من محافظات الوسط والجنوب ولله الحمد وفق ابنائي اولا بمشاركة اخوانهم من الزائرين وتشرفوا بزيارة سيد الشهداء الامام الحسين وأخيه ابي الفضل العباس (عليهما السلام) واستصحبتهم معي لكي اؤكد لهم ان كلامي كان من اجل البقاء في هذا الوطن العزيز بذلك اعربوا عن فرحتهم وهم يشاركون الزائرين وما يقدم من موائد وخدمات للطعام للزائرين دون السؤال ..انت من اي طائفة..؟ ومن اي مذهب..؟ اثبت لهم ان الشعب العراقي هو محب لكل قادم وهو مضياف وما شاهدته انا خلال تقديم العديد من انواع الخدمات خدمة لزائري امام الانسانية الحسين (عليه السلام) هي مفخرة لأبناء هذا الوطن وتسجل لهم وسوف يكتب عنها التاريخ على مر العصور.
الاحرار : خلال مشاركتكم الجموع المليونية هل لك ان تبين ما يميز هذا العام عن بقية الاعوام السابقة.
(ابو اشجان):» ان ما يميز هذا العام ازدياد اعداد الزائرين حيث تشير الاحصائيات الى وصول اعداد الزائرين اكثر من 25 مليون زائر من مختلف المحافظات العراقية والدول العربية والأجنبية وهذا يدل على ان محبي الحسين(عليه السلام) بتزايد اكثر ومستمر،وبصراحة دائما اقولها بأن الحسين باق في ضمائر اهله ومحبيه كونه (عليه السلام) هو امام الحق للأمة الاسلامية جمعاء .