2014-6-7
View :1079

 


للذكرى حق علينا بان نحييها بذكر صاحبها وها نحن تمر علينا ذكرى أليمة وحزينة الا وهي ذكرى استشهاد الامام الكاظم عليه السلام في سجن هارون وذلك في الخامس والعشرين من شهر رجب الاصب .



وللامام الكاظم عليه السلام روائع كثيرة تخص حياتنا ومن بين هذه الروائع رواية للامام عليه السلام فيها كثير من العبر والنكات فمن أقواله (عليه السَّلام) قوله :- (اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات، ساعة لمناجاة الله، وساعة لأمر المعاش، وساعة لمعاشرة الإخوان الثقاة الذين يعرفونكم عيوبكم ويخلصون لكم في الباطل، وساعة تخلون فيها بلذائذكم في غير محرم وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث ساعات).



فساعة مناجاة الله عز وجل امر مفروغ منه ولا يحتاج الى توضيح وساعة المعاش فالكل يعمل من اجل المعاش ، ولكن ساعة المعاشرة حددها الامام بمن هو اهل للمعاشرة فقال هم الذين يعرفونكم عيوبكم ويخلصون لكم في الباطل، فهؤلاء الذين يستحقون ان يكونوا اصدقاء لنا وليس من يمتدحنا تملقا او قد يكون نفاقا فالصديق الذي يستحق الاحترام عندما يهدي لنا عيوبنا وباسلوب مؤدب من غير تجريح لا ان يجاملنا ويخفي علينا عيوبنا او قد يصورها صحيحة بينما هي في واقع الحال عيوب ونؤاخذ عليها .



والاهم هي الساعة الرابعة والتي جعلها الامام الكاظم عليه السلام مهمة جدا فلولاها لما استطعنا ان نؤدي الساعات الثلاث ، حقيقة انها التفاتة رائعة تدل على مراعاة النفس بامور شرعية بحيث تزيل عن كاهلنا همومنا وفي نفس الوقت تجدد الحيوية لدينا في العمل والتواصل مع الاخرين ، واشارة الامام عليه السلام بلذائذكم غير محرم ، هذا هو المهم غير محرم لا ان تتمادى بالملذات المحرمة باعتبار انها حق لنفسك فيجب ان تبتعد عنها حتى تكون ساعة اللذائذ شرعية .



العلم اليوم اثبت ان للجسم استحقاقات من هكذا لذائذ بل انها ضمن البرامج الاجتماعية لاغلب مجتمعات العالم بحيث انهم يلتزمون بهذه الساعة التزاماً شديداً ولا يسمح لعمله او لاي ظرف طارئ ان يحرمه من التلذذ بها ، لانها اثبتت انها الاساس في تطور الانسان في مجال عمله .



البعض يعيش الزهد وبشكل مفرط  وكم من قام بذلك وقد نهاه المعصوم عليه السلام فللبيت حق وللصديق حق وللنفس حق وكلها ضمن الحدود الشرعية ، يحكى ان رسول الله صلى الله عليه واله انتبه الى شخص دائما في المسجد يتعبد فقال ماذا يعمل هذا ومن اين ياكل ؟ فقيل له ان اخاه يعمل ويصرف عليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه واله ان اخاه افضل منه .



فالعبادة ومناجاة الله عز وجل والكد كلها من ضروريات الحياة ولانها ضرورية فلابد لنا من امور نلتزم بها حتى نحافظ عليها وهذه الخطوة هي الساعة الرابعة التي اشار اليها الامام الكاظم عليه السلام.