2014-6-8
View :725

أصابعُ الاتهام تشير إليها دائماً .... (الستوتات) تغزو الشارع العراقي وتحلّ ضيفاً ثقيلاً عليه




تحقيق: قاسم عبد الهادي


 


انتشرتْ في الآونة الأخيرة بالمحافظات العراقية ومنها مدينة كربلاء المقدسة، الدراجات النارية من نوع (الستوتة) والتي نجحت نجاحاًلافتاً للنظر في نقل الحمولات والبضائع بين التجار واصحاب المحلات, فضلاً عن استخدامها كوسيلة للنقل وخصوصاً أثناء المناسبات الدينية وغلق الطرق أمام المركبات، ناهيك عن توفيرها لفرص العمل للكثير من الشباب، ولكنّ انتشارها هذا ومع فائدتها ألقى بظلال سيئة على المشهد العراقي، نسبة للمشاكل التي يتسبب بها الكثير من سائقيها وعدم التزامهم بقواعد السير.


وقد أصبح منظر «الستوتات» بسائقين (أطفال) مألوفاً ومنتشراً في المدينة وهم يقودونها بسرعة جنونية تؤدي في أحيان كثيرة إلى الاصطدام والموت وهو ما يستدعي من الجهات الحكومية معالجة هذه الظاهرة والحدّ منها.
وأحد المظاهر التي صادفت إجراء التحقيق أن أحد سائقي الستوتات وهو كبير في السن يقود دراجته بجنون على أحد الشوارع الخارجية وإذا بسيارة من نوع «كيا حمل» اعترضت مسيره فأردي قتيلاً على الفور.
زيادة الاقبال عليها
وبالنسبةلفوائد (الستوتة) التي لا يمكن إنكارها، فقد أشار المواطن علي جفّات، إلى أن «صغر حجم الستوتة وأجورها الجيدة نسبة إلى سيارات الحمل هي ما يساعد على انتشارها وزيادة الاقبال عليها، فضلاً عن استخدامها في التنقل والتبضّع في أجواء الازدحامات والزيارات المليونية».
كما تحدّث المواطن (مكي محمد محمود)الذي يمتلك ستوتة قائلاً: «ارتفعت اعداد الستوتات في العراق بشكل كبير وذلك لاستخداماتها العديدة وخاصة في ايام القطوعات الامنية والاختناقات المرورية وقد استحسنها المواطن لأنها تسير بالشوارع الضيقة»، مضيفاً بأنها «قد أصبحت مصدر رزق للكثير من الشباب حيث تدر عليهم المال الذي يصل إلى مليون دينار في الشهر الواحد».
ولكن ماذا عن المشكلات والمظاهر السلبية التي يشخّصها المواطنون على أصحاب الستوتات؟
أشار محمود إلى المنافسات الحامية بين سائقي الستوتات للحصول على الزبائن قائلاً: «كثيراً ما يحدث بيننا شجار ومشكلات بسبب تجاوز اصحاب الستوتات للسرعة او التسابق للوصول قبل الآخر إلى الزبائن لنقلهم مع بضائعهم، واحيانا يحدث تصادم بين ستوتتين ما يجعلنا في مشهد غير مرغوب به وخاصة ان سمعتنا أصلاً غير جيدة!! كون معظم اصحاب الستوتات لا يلتزمون بالأنظمة والقوانين المرورية».
من جهتهم، أكد عدد من سائقي السيارات في المحافظة أنّ «معظم سائقي الستوتات لا يلتزمون بآداب الطريق ولا السلامة العامة وهم من الاعمار الصغيرة وغير مؤهلين لقيادة مركبة في الشارع».
وأضافوا في أحاديث متفرقة لـ (الأحرار)؛ ان «رجال المرور في بعض الاحيان يغضون النظر عن سواق الستوتات عند المخالفة, وكذلك تجاوز سائقيها على حرمة الشارع والسير عكس الاتجاه بالإضافة الى انها سهلة الانقلاب واذا لم تتوازن فتنقلب على الفور وقد ادى هذا الشي الى عدة حوادث جراء السرعة الجنونية خصوصا ان شوارعنا العراقية تمتاز بكثرة المطبات والحفريات,ولكن يضطر المواطن الى استخدامها وركوبها بسبب الاختناقات المرورية».
ولتسليط الضوء أكثر على هذا الموضوع، ومعرفة الإجراءات الحكومية المتخذة، فقد أوضح المقدم هيثم عبد الأمير الحناوي من مديرية مرور كربلاء قائلاً: «تصنّف (الستوتة) ضمن الدراجات النارية، وتخضع لنظام التسجيل المروري ويمنح سائقوها أرقاماً بعد تقديمهم المعاملة المطلوبة، وبحسب قانون المرور رقم 86 لعام 2004م».
وتابع حديثه، «يتم التعامل مع (الستوتات) في الشارع حالاللمركبات في الشارع، واذا تم رصد اية مخالفة على اصحاب الستوتات نثبت هذه المخالفة في سجلاتنا ويتم بموجبها فرض الغرامة المالية واتخاذ القرار المناسب لها».
اما بخصوص اجازة السوق تحدث الحنتاوي قائلاٍ : «نقوم بمنح اجازة السوق ورخصة قيادة الستوتة لمن اكمل سنّالـ (16 عاماً) من العمر بعد تقديم المعاملة عبر منظومة الانترنت وادخالهم الفحص الطبي واخضاعهم للاختبارات النظرية والعملية والعمل في المشروع الوطني لتسجيل المركبات وفي حال اجتيازهم لجميع الشروط اللازمة فعندها يتم منحهم اجازة السوق».
وأما بالنسبة للمستمسكات الأصولية (السنوية)، فقد أوضح الحنتاويأنه «يوجد لدى المديرية نظام تسجيل خاص بهذا الموضوع وهو خاضع لجميع الشروط القانونية التي تطبق على اصحاب المركبات الاخرى من خلال تقديمهم الاوراق الثبوتية لهذه الدراجة».
واختتم الحنتاوي حديثه بالقول،أن «الستوتة مركبة حالها كحال المركبات اذا استخدمت بالشكل الصحيح وفق شروط القيادة الامنية فهي ذات فوائد كبيرة لبعض الناس ذي الدخل المحدود ولاتوجد اية مشكلة في انتشارها».
فرض غرامات مالية متنوعة على اصحاب الستوتات
ومن جانب آخر تحدّث المقدم نجم عبد الزهرة الاسدي مدير مرور البلدة قائلاً: «انتشرت في الوقت الحاضر الدراجات النارية (الستوتات) بكثرة وخاصة في محافظة كربلاء وهناك البعض من سائقيهابثقافة محدودة مقارنة مع ثقافة سائقي المركبات (السيارات) وهذا ما يتسبب بالمشكلات»، مبيناً أن «هذا الجانب بحاجة الى التوعية من قبل اولياء الامور لأبنائهم وكذلك من قبل رجال الدين من خلال المنابر الحسينية للحفاظ على سلامتهم وسلامة المجتمع وخاصة في الطرق الرئيسة الخارجية».
وأضاف الأسدي، «نتعامل مع موضوع سائقي الستوتات بجدية ونحاسب كل من لايملك الاوراق الخاصة بالستوتة والمؤيدة من قبل مديرية المرور والتي تحق له السماح بقيادتها داخل وخارج المدينة».
وأوضح الأسدي أنه «خلاف هذه التعليمات فان اي دراجة تلاحظها مفارزنا يتم حجزها في معسكر الابراهيمية وفرض الغرامة المالية عليها حسب نوع المخالفة فهناك مخالفة تستوجب الحجز واخرى تستوجب مبلغا ماليا وقدره 20 او 30 الف دينار».