2014-6-13
View :749



مستقاةٌ من الخُطبة الاولى لصلاة الجمعة بإمامة السيد احمد الصافي في 7/شعبان/1435هـ الموافق 6/6/2014م


أصبح الاعتقاد بالإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) جزءا لا يتجزأ منّا، ونحن على يقين بأن مسيرة الأنبياء والأولياء والصلحاء الكبيرة والطويلة ستُلقى قيادها للإمام (عليه السلام) ولعلّ جميع الفرق الاسلامية لا تُنكر إمامة او حاجة البشرية للإمام (عليه السلام) وان اختلفت في جزئيات محددة شأنها شأن بقية المسائل الأخرى التي تصنف إلى أصناف متعددة باعتبار ان هذه التصنيف ناشئ من الاختلاف الذي يعدّ مسألة طبيعية.
البطاقة الشخصية للإمام المهدي (عليه السلام) معلومة من جهة الامام الحسن العسكري (عليه السلام) ومن جهة الام التي لها اكثر من لقب او اسم تارة تسمى نرجس ولها اسماء اخرى والمعروفة بهذا الاسم وهي السيدة الجليلة (عليها السلام).
نحنُ نؤمن ونعتقد ان في سنة 255 للهجرة وُلد الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) والامام الحسن العسكري (عليه السلام) كان ينتظر وابقى حكيمة عمته في ان تنتظر لأنه سيولد في هذه الليلة المولود المرتقب، ثم بعد ذلك عاش (عجل الله تعالى فرجه الشريف) بعد ابيه في مدة قد تصل الى 70 عاماً ثم بعد ذلك كان عنده النوّاب الاربعة المعبّر عنهم بالسفراء الاربعة ثم امر الله وتعالى ان يُحتجب عن ابصارنا الى ان يأذن الله تعالى بذلك.
ان عقيدة الامام المهدي (عليه السلام) لابد ان ترتبط بوضع خاص يؤثر هذا الوضع بطبيعة تعاطينا مع هذه الشخصية، الانسان لابد ان يرجع الى كبيره ولابد ان يرجع الى امامه والانسان عندنا يشعر بالمسؤولية لأن عمله مسؤول وبأن عمله لابد ان تكون هناك جهة تراقب وجهة توجّه، وهذا الاحساس بالمسؤولية نحو من انحاء التكامل عند الانسان، حيث اذا كان دائماً يتابع عمله سيشعر بحالة من التوازن في سلوكه.
في زماننا هذا عندما نتعامل مع قضية الامام المهدي (عليه السلام) نتعامل مع قضية مصيرية وليست قضية على هامش الحدث وانما هي في متن الحدث، وعندما نقرأ (من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية) هذا الحديث يوقفنا كثيراً .. قطعاً انا عندما اعتقد انه سيولد امام بعد 100 سنة مثلاً هذا ليس امام زماني فأنا غير معني به.. نعم قد اكون معنيا به من باب الثقافة ومن باب حب الاستطلاع لكن عندما اقرأ واقول انا الآن قد عشت في هذا الزمن من هو امام زماني وماذا يترتب عليّ المعرفة وماذا يترتب على عدم المعرفة.. فالميتة الجاهلية تستدعي الانسان ان يكون على بصيرة وفهم وعلم فنحن مسؤولون امام جهة وهذه الجهة هي بين ظهرانينا ترانا ولا نستطيع ان نتعرف عليها تتعامل معنا وقد تظهر وتحضر الموسم كما في الرواية وتحضر الزيارة لكننا لا نستطيع ان نتعرف عليها..
الانسان عندما يعتقد بهذا الاعتقاد وهو دائماً في حال ترقّب وتوجه وانتماء لاشك ان كل هذا سيؤثر على سلوكيته بالمعنى الدقيق.
نعم هذه المسألة قد توجد حالة من الفتنة وقضية الافتتان ليست غريبة على الديانات بل ان الافتتان من صميم الديانات، فالنبي موسى (عليه السلام) فُتِنَ قومه لأنه ذهب يناجي ربّه عندما جاء وجدهم عبدوا العجل وعبادة العجل انتكاسة كبيرة لأنه دعاهم الى التوحيد رجعوا الى الشرك فالافتتان امر طبيعي وليس امراً طارئاً على الديانات ومعنى الافتتان ان الانسان لابد ان يمحّص ويختبّر.
إن عقيدتنا بالامام المهدي (عليه السلام) لا تخلو من حالة افتتان ونحن قلنا ان البعض يحاول ان يصطاد ضِعاف النفوس لمآرب اخرى فقد يؤسس عقيدة اخرى او منفعة مادية اخرى ويحاول ان يصطاد ضعاف النفوس.
إن الاعتقاد لوحده ما لم يكن عن وعي وادراك غير مبرر لسلامة الفعل او لفساده، حيث تحتاج العقيدة الى دقة وفعل حتى عندما اتبع اعرف لمن اتبع اما انني اعتقد لكنني لا افهم واتبع كل من يحاول ان يؤشر لي بهذه العقيدة بلا مراجعة وفهم فهذا لا يبرره سلامة العقيدة هذا أمر باطل، عقيدة الامام المهدي (عليه السلام) تعرّضت الى تشويه عجيب وطبعاً فشخصية الانبياء تعرّضت الى تشويه وانتم تقرؤون التفاسير والكتب ونراهم ينسبون الاشياء الى الانبياء (عليهم السلام).
لقد أُمرنا ان نستعمل العقل وان نرى الحجج امامنا ونتعامل بالأمور وبالموازين الطبيعية، اما ان نعيش على اوهام وكلام لا دليل عليه الا في ذهن بعض من يدعي ذلك فهذا كلام يوردنا الى المهالك.
إن ولادة الإمام المهدي مناسبة عظيمة وان الانسان يريد ان يبيّن لإمامه انه لا زال على الصراط ومتمسكاً بدينه رغم كل المغريات وهذه المسألة عندما يتفاعل معه الانسان ويقترب من الله تعالى يحقق شيء من هذا الاحتفال، ولذلك هلمّوا الى النصف من شعبان بروح طيبة وبذكر الله تعالى على كل حال ولا شك ان الانسان اذا اوكل اموره الى الله تعالى فهو من يتكفل به.