2014-6-14
View :325



كرنفالُ النور يشعّ من أرض كربلاء المبجّلة


الأمانتان العامتان للعتبتين المقدستين تقيمان مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي العاشر




أقامت الأمانتان العامتان للعتبتين الحسينية والعباسية المقدستين، مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي، للمرة العاشرة على التوالي بمناسبة ولادة الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام) والأقمار الشعبانية.
وأقيم المهرجان تحت شعار (الإمام الحسين (عليه السلام) نور الأخيار وهداية الأبرار)، للمدة من (3-7 شعبان الأغر 1435 ه/ 2-6 حزيران 2014 م)، وتضمن فعاليات ثقافية وفنية متنوعة من بينها الأمسيات القرآنية والشعرية وجلسات البحوث والندوات الثقافية ومعرض الكتاب ومسابقة الفيلم الوثائقي الحسيني التي تنطلق للمرة الأولى في هذا المهرجان، فضلاً عن فعاليات ثقافية أخرى.
المهرجان الذي يعد نافذة حية على العالم ويهدف إلى إيصال الفكر المحمدي الأصيل والتعريف بفكر وثقافة أهل البيت (عليهم السلام)، شهد حضوراً لممثلي مراجع الدين العظام والأمناء العامين للعتبات المقدسة والشخصيات العلمائية والفكرية والأدبية والثقافية، التي قدمت من بلدان عربية وإسلامية وعالمية وهي (السعودية، الكويت، فلسطين، سوريا، لبنان، الجزائر، اليمن، البحرين، الأردن، تونس، المغرب، مالي، بوركينا فاسو، برواندي، نيجيريا، الكونغو، غينيا، موريتانيا، كينيا، جزر القمر، الصين، ماليزيا، الهند، إيران، سيرلانكا، إندونيسيا، مالديف، سنغافورة، بنغلادش، الفلبين، الباكستان، كمبوديا، تركيا، البوسنة والهرسك، كرواتيا، صربيا، رومانيا، بريطانيا، أمريكا، كندا، بولندا، بلغاريا، روسيا، جورجيا، أذربيجان، إسبانيا، فرنسا والبلد المضيّف العراق).
وابتدئت فعاليات المهرجان، بحفل الافتتاح الذي انطلق عصر يوم الاثنين الثالث من شعبان الأغر في الصحن الحسيني الشريف الذي تزيّن بالفرح والسرور، وقد استُهل الحفل بتلاوة عطرة لآيات من الذكر الحكيم، تبعتها كلمة الأمانتين العامتين للعتبتين الحسينية والعباسية المقدستين، والتي قرأها سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة وجاء فيها: «تودّ الأمانتان العامتان للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية بشخصَي أمينَيْها العامّين وجميع مسؤوليها ومنتسبيها من خدّام الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليه السلام) أن تعبّر عن اعتزازها وسعادتها وفخرها وتتقدّم بوافر امتنانها وثنائها الجزيل وشكرها الوفير لجميع الأحبّة والأعزّة لمن حضروا هذا المهرجان وشاركوا فيه».
وأضاف الشيخ الكربلائي: «أيّها الإخوة والأخوات ونحن نحتفل بمهرجاننا هذا بجوار من جعله الله تعالى نوراً للأخيار وهادياً للأبرار، لتتضاعف مسؤوليتنا ونحن نرى كيف أنّ رقعة الصراع بين المنهج الحسيني المتمثّل بالرحمة والإحسان ونشر العدل واحترام الآخر والتعايش معه بالرفق والقبول والسلام الاجتماعي، وبين المنهج المتمثّل بالوحشية والقسوة وقتل الآخر لا لشيء إلّا لأنّه يُخالفه بالمعتقد والرأي وعدم القبول بالتعايش معه بسلم وأمان، بل وصل الأمر بأصحاب هذا المنهج أن تُخطَفَ الفتيات الآمنات الطالبات من مدارسهن، وتُروّع الأسر والأمّهات والآباء حتى صارت صورة الإسلام في نظر شعوب العالم لا تحوي إلا منهج وعناوين الخطف والذبح والترويع والتفجير وشقّ الصدور وقطع الرؤوس».
وأوضح سماحته إنّ «امتداد مساحة هذا الفكر الجاهلي بممارساته وأفكاره إلى مختلف قارات العالم من آسيا إلى أفريقيا إلى غيرها، وعودة هذه الممارسات بمساحتها العالمية هذه التي ما بُعِثَ محمّد(صلّى الله عليه وآله) وما أوذِيَ ذلك الإيذاء إلّا ليُطهّر مثل هذه القلوب من أدناس هذه الأفعال المشينة، وليُنير العقول بنيّرات الفكر الإلهي، وتتعايش الشعوب تعايش الرحمة والسلام والاحترام، وهذا يجعلنا أمام تحديات مصيرية ومنعطفات تاريخية تشابه تلك التي وقف أمامها الإمام الحسين (عليه السلام) فاختار لها أن يعلو صوته ويجهر بموقفه ويضع نفسه وأهله وأعزّته قرابين على طريقٍ شاءت له الإرادة الإلهية ذلك، وخطّه له جدّه محمّد (صلّى الله عليه وآله) وأبوه أمير المؤمنين (عليه السلام) ليسير عليه وها نحن لا يكون لمهرجاننا هذا انعكاسٌ وميدانٌ لهذا النور (نور الأخيار) ومنارٌ لهداية الأبرار إلّا أن نعقد العزم ونمضي بإرادةٍ وثباتٍ وشجاعةٍ وعزمٍ راسخ، على طريق وضوح الرؤية وقوّة الموقف تجاه هذا المنهج -منهج الجاهلية الأولى-».
وأشار الأمين العام للعتبة الحسينية في الوقت ذاته إلى أنه «لابُدّ من مضاعفة الجهود والخطى لنُظهر للعالم صورة الإسلام الناصعة، ونكثّف من النشاطات العلمية والفكرية التي تصون مجتمعاتنا وأبناءنا وشبابنا من مخاطر هذا الفكر الظلاميّ الجاهليّ».
من جهته رحّب سماحة العلامة السيد صالح الحيدري رئيس ديوان الوقف الشيعي في كلمته خلال حفل الافتتاح بالحضور الكريم في رياض العتبتين المقدّستين الحسينية والعباسية اللتين توقدان مصابيح الفكر والهداية لتُشيع نور الحبّ والخير والسلام بين بني البشر.
وبين سماحته ان «الإمام الحسين (عليه السلام) مثلٌ رائع من أمثلة التضحية والفداء وقد اجتهد المؤلّفون والكتّاب من أجل الإحاطة بهذه الشخصية ونهضتها الخالدة ولكنّهم لم يبلغوا مُناهم فالإمام الحسين (عليه السلام) درّة نادرة تُعبّر عن روح الإسلام وتُطلق الإشعاع المحمّدي الأصيل من أجل خير البشر».
وأضاف  الحيدري انّ «ديوان الوقف الشيعي بمؤسّساته للعتبات المقدّسة والمزارات الشريفة اتّجه لإنارة الطريق للجميع، ونُعلن لهم أنّنا نعمل من أجل وحدة الكلمة والأمل الصادق في أعماق قلوبنا  لنكون الدرع الواقي ضدّ الإرهاب والقتلة والسفّاكين وتكفينا إرادةً وتصميماً توجيهاتُ المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظلّه الوارف) لتكون نوراً على نور».
ثم جاء دور الشعر الفصيح، حيث ألقى الشاعر المسيحي ميشيل جحى من لبنان قصيدة بالمناسبة، لتكون بعدها الكلمة لرئيس جامعة الكوثر في العاصمة الباكستانية إسلام آباد الشيخ محسن علي النجفي، والتي بيّن فيها «إنْ ظهر في الآونة أناسٌ يقومون بهتك كافة الحرمات، حتى تفخيخ أجساد الموتى ونخجل من ذكرها أمام العالم، فلعلّ هذا من باب «وإنْ عدتُمْ عدنا»، أي إنْ عدتم بسفك دماء الأبرياء عدنا بإحياء تراث الأولياء وإسقاط شرعية الأشقياء».
اما كلمة الوفود الأفريقية فقد ألقاها الأستاذ محمد محمد جالو سفير جمهورية غانا مقدما شكره عن الوفود الافريقية الى إدارة العتبتين المقدّستين الحسينية والعباسية على تقديمهما دعوةً له من أجل المشاركة في إحياء ذكرى ولادة الإمام الحسين (عليه السلام)، ومثمناً بالوقت ذاته الجهود الكبيرة لهذا الكرنفال الكبير وهذا المسعى الجبار في ضم المؤمنين تحت خيمة سيد شباب اهل الجنة (عليه السلام).
كما ألقى الشاعر أحمد الماجد من السعودية قصيدة بالمناسبة، لتأتي بعدها كلمة دول البلقان المشارِكة في هذا المهرجان التي ألقاها نيابة عنهم الأستاذ ألكسندر دراكوفيتش، ولحقتها كلمة الوفود الآسيوية التي ألقاها نيابة عنهم الكاتب والباحث الفلبيني أحمد نرزد،  لتكون بعدها الكلمة للأستاذ البروفيسور حيدر باش من تركيا التي ألقاها نيابة عنه الدكتور محمد أمين من جامعة إسطنبول.
وكان مسك ختام افتتاح المهرجان تكريم عددٍ من الشخصيات الكربلائية التي خَدَمَت القضية الحسينية وهم: السيد كاظم النقيب والشيخ محمد علي داعي الحق والمؤرّخ الدكتور سلمان هادي آل طعمة.