2014-6-14
View :346



ضمن الفعاليات البارزة لمهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي العاشر، شارك باحثون من العراق وخارجه في فعالية جلسة البحوث التي تسلّط الضوء على القضية الحسينية وحياة وسيرة أهل البيت (عليهم السلام).
وقد انطلقت الجلسة الأولى للبحوث عصر يوم الثلاثاء (4 شعبان 1435هـ)، بحضور شخصيات دينية وثقافية وجماهيرية حاشدة.
وقدّم مدير الجلسة البحثية الشيخ ضياء الدين الزبيدي أوّل الباحثين وهو سماحة آية الله المحقّق الشيخ محمد السند، والذي قدّم بحثاً بعنوان: (النهضة والسلم والصلح الدوليين)، حيث بيّن فيه وجود جدلٍ دوليّ وعصريّ في تحديد آفاق الصلح والسلم في العالم، وما هو النظام الذي ترسو عليه سفينة البشر لصلحٍ وسلمٍ دائمين.
ثم جاء الدور للدكتور السيد محمد عامر من جمهورية مصر، حيث قدّم بحثاً بعنوان: (قراءة لما حدث في الطف) حيث تطرّق فيه إلى معنى الإمامة، وهل هي اتّباع سياسي فقط أو هي خلافة سياسية؟ مُبيّناً: لو حصر هذا الأمر ونظر إلى سيرة النبيّ(صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته(عليهم السلام) من جانب سياسي فقط، سنجد أنّها لا تتناسب وعالمية الرسالة الإسلامية.
ثم جاء بعده الأستاذ الشيخ عصام العماد حيث قدّم بحثاً بعنوان: (المقارنة بين المُعجزة وورود كلام الأئمة عن إحياء ذكرى الإمام الحسين (عليه السلام) حيث بيّن أنّ هناك بحوثاً ومؤلّفات كثيرة في أسباب نزول القرآن، وبعدها جاءت الكتب والبحوث لتبيّن أسباب ورود الحديث ولماذا جاء الحديث، لذا لابُدّ من وجود أسباب لورود كلام الأئمة(عليهم السلام) لأنّهم الامتداد للنبيّ(صلّى الله عليه وآله).
ليكون مسك الختام ببحثٍ للسيد سامي البدري والذي كان بعنوان: (إشارات الأنبياء للنبيّ محمّد(صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام))، حيث تطرّق فيه إلى بعض الإشارات التي وردت في التاريخ القديم والتي تدلّ على النبيّ الأكرم وأهل بيته(عليهم السلام)، كما بيّن أنّ كربلاء المقدسة ذُكِرت قديماً بأنّها أرض القربان، حيث طَرَحَ سؤالاً استفهاميّاً، من هو هذا القربان؟؟.
واستَشْهَدَ ببعض الأسفار من الكتب السماوية التي دلّت على النبيّ وأهل بيته(عليهم السلام) وواقعة الطف.
وقد شهدت الجلسة الثانية للبحوث التي أقيمت في صباح يوم الأربعاء الـ 5 من شعبان الأغر على قاعة خاتم الأنبياء في الصحن الحسيني الشريف، مشاركة فاعلة لباحثين من داخل العراق وخارجه.
وابتدئت الجلسة ببحث للشيخ محمد الحسون من العراق، وكان بعنوان: (الطبعات المحرّفة لرسالة التنزيه للسيّد محسن الأمين) فبعد أن قدّم الباحث شرحاً موجزاً عن المؤلّف لهذه الرسالة وما أحدثته من ضجة كبيرة وانقسام في الشارع بين مؤيّدٍ ومعارض، كونها تطرّقت لموضوع مهمّ وحيويّ ويمسّ شريحة كبيرة وهو موضوع الشعائر الحسينية، ثمّ بيّن الباحث بعد ذلك ما تعرّض له المؤلّف من انتقادات واسعة، ليبيّن بعدها كيف تمّ تحريف هذه الرسالة والعمل على تغييب الرسالة الأصلية، والتي هي بخطّ المؤلّف، وكيف قام الباحث طيلة فترات زمنية بالبحث والتنقيب عن طبعة الرسالة الأصلية، حيث بيّن أنّه جمع نسخاً كبيرة من المطبوعات لهذه الرسالة بعد تحريفها، وكيف اعتمد الناشرون على طباعة نسخٍ محرّفة، ثمّ بيّن بعد ذلك الأهداف والغايات من التحريف وكيف أنّه وجد النسخة الأصلية لهذه الرسالة وكيف تمّ حذف وإضافة جملة من الأمور في كتابها المطبوع.
جاء بعده بحثٌ من الجزائر للشيخ فضيل الجزائري والذي كان بعنوان: (المجتمع المدني الإيماني عند الإمام السجاد «عليه السلام») حيث أوضح فيه أنّ المجتمع الإسلامي يعيش حالة من التطرّف والإرهاب، والتي تدمّر الإسلام باسم الإسلام، ولو أُمْعِن النظر بكلام الإمام السجاد(عليه السلام) فهو قد أسّس مجتمعاً مدنيّاً قائماً على: (1-رضا الله. 2-المصلحة.) وهذا ما يفرّق بين المجتمع الإسلامي والمجتمع الغربي الذي ركّز على المصلحة دون مرضاة الله.
وبيّن أنّ دراسة كلام الإمام السجاد(عليه السلام) هو الذي يمكن من خلاله تحديد المصلحة ومرضاة الله، لذا يجب أن تكون الصحيفة السجادية نسقاً معرفيّاً يُدرّس في جامعاتنا، لنؤسّس أطروحة معرفية ينتج منها مجتمعا مدنيّا جميلا.
ثم كان الدَّور للأستاذ عبدالسلام عبدالله الصليخي من اليمن: حيث قدّم بحثاً بعنوان: (ثقافة الشهادة والاستشهاد) وقد تطرّق فيه إلى ورود الشهادة في أكثر من مورد في القرآن الكريم، وهذا يدلّ على أنّ الأمة بأمسّ الحاجة لهذه التضحيات على أن تتلقّى الشهادة وتعرفها من القرآن الكريم.
مُوضّحاً: «يحاول الكثير أن يُميت الروح الجهادية في الإسلام، لأنّ الإسلام الحقّ لم يُحفظْ إلى الآن إلّا بدماء سالت في زمن النبيّ الأكرم(صلّى الله عليه وآله) والإمام علي(عليه السلام)، ودم الحسين الذي أصبح صرخة المظلوم، لأنّه ضحّى من أجل أن تعيش الأمة حرّة كريمة.
ليكون مسك ختام البحوث ببحثٍ من السعودية للشيخ وجدي مبارك بعنوان: (قراءة معاصرة للإعلام الحسيني)، حيث أوضح فيه أنه «في خضمّ الإنتاج الإعلامي الذي يشهده العالم لابُدّ من التساؤل، كيف يقف الإعلام من القضية الحسينية، ويوظّفها ضمن بلورة ثقافية، ويركّز على الأبعاد التي جاء بها الإمام الحسين(عليه السلام).
مُوضّحاً: «نحن بحاجة إلى الحالة النقدية الهادفة التي استخدمت في رفع مستوى وعي العالم وتطبيقها على الإعلام الحسيني، لـكون قراءة الحدث الحسيني بطريقة إعلامية حديثة، لذا لابُدّ من تبنّي مشروع إعلاميّ حسيني ينهض بنشر ثقافة الإمام الحسين(عليه السلام)، فلكي تُخاطِبَ العالم تحتاج إلى أسس علميةٍ دقيقة تتناول قضية الإمام الحسين(عليه السلام)».
كما تطرّق في بحثه إلى الإعلام الزينبي في واقعة الطف والدَّور القيادي والإعلامي للسيدة زينب(عليها السلام)، وكيف استطاعت إبراز الحقيقة وهدم الإعلام الأموي الذي كاد أن يشوّه صورة نهضة الطف.