2014-6-19
View :464



تقرير: حسين نصر


ضمنَ الفعاليات المميزة والجديدة لمهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي العاشر، انطلاق مسابقة الفيلم الوثائقي الحسيني التي شارك فيها (57) فيلماً وثائقياً من دول عربية وأجنبية.
وقد اختيرت الأفلام من قبل لجنة تحكيمية من المختصين في المجال السينمائي من بينهم الفنان العراقي حمودي الحارثي والفنان المصري أحمد ماهر والمخرج العراقي جمال أمين والمخرج المصري وائل رضوي والأستاذ روح الله أسعدي، والأستاذ إحسان الحلي والشيخ عمار الهلالي والمخرج مجتبى راعي.
وتم عرض وتحكيم الأفلام المشاركة خلال ثلاث جلسات حضرها وشاهدها عدد كبير من المختصين والجماهير، حيث انطلقت الجلسة الأولى للمسابقة يوم الأربعاء الـ 5 من شعبان الأغر في قاعة الإمام الحسن (عليه السلام) بالعتبة العباسية المقدسة، وتلتها فيما بعد الجلستان الثانية والثالثة في يوم الخميس الـ 6 من شعبان.
وتأتي هذه المسابقة من أجل إبراز الجوانب المضيئة من نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) وتوثيق الحقائق التاريخية والفكرية والأخلاقية وانعكاساتها على الواقع المعاصر بطريقةٍ فنية وطرحٍ حديث.
وقد تم عرض أفلام متنوعة تتجه نحو قضية واحدة ومنها ما قدّمته جمعية أصدقاء القطيف حمل عنوان: (ذوو الاحتياجات الخاصة)، حيث سلّط الضوء على مدى تعلّق ذوي الاحتياجات الخاصة بالقضية الحسينية وحرصهم على ممارسة الشعائر.
أما الفيلم الثاني فقد حمل عنوان: (الحاج حسن) وهو يروي قصةً من الواقع لرجلٍ حوّل ثلاثة أرباع معمله الخاص بصناعة الحلويات إلى (تكية) حسينية لإحياء القضية الحسينية، وقد قدّمت هذا الفيلم قناة أبي الفضل الفضائية، ليكون الفيلم الثالث مقدّماً من قناة الحضارة وهو يحمل عنوان: (العطش الأخضر).
أما الفيلم الرابع فكان مقدّماً من إعلام العتبة الحسينية المقدّسة وقد حمل عنوان: (أرض الفردوس)، وهو يسلّط الضوء على تاريخ مدينة كربلاء المقدسة على مرّ التأريخ، وتناول أبرز المعالم الأثرية في هذه المدينة، ليكون الفلم الخامس مقدّماً من مركزٍ سينمائي مسند حمل عنوان: (بخشو) وهو يتحدّث عن منشدٍ حسينيّ أمضى حياته في خدمة القضية الحسينية، ليكون الفلم السادس للجهة نفسها مركز سينمائي مسند ولكنّه حمل عنوان (زوّاره) وهي مدينة نائية ولكنّها تحرص على إقامة الشعائر الحسينية.
وقد أوضح علي الصفار انّ شعبة الإعلام بقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة قدمت فلماً وثائقياً بعنوان (ألق المآذن)، الذي تناول مشروع تذهيب مآذن أبي الفضل العباس(عليه السلام)، والفيلم الثاني كان من الأرجنتين وحمل عنوان: (بعيد لكنّه قريب) حيث نقل تعلّق أتباع أهل البيت (عليهم السلام) بالقضية الحسينية وكيف يشعرون بقرب المراقد الطاهرة لأهل البيت(عليهم السلام) رغم طول المسافات.
ثمّ قُدّم فيلمٌ من إنتاج قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة أيضاً، حمل عنوان: (أقدام العاشقين)، الذي تناول المسيرة المليونية للمؤمنين الذين يقصدون كربلاء المقدسة في ذكرى أربعينية الإمام الحسين(عليه السلام)، ثمّ جاء بعده فيلمٌ قدّمته قناة المنار الفضائية حمل عنوان: (أنا والحسين) تناول الفيلم حياة الكاتب التركي أحمد تورغورت، بعدها كان العرض لفيلمٍ من إيران بعنوان: (نقل نخل)، ثم جاء فيلمٌ آخر من إيران أيضاً  وأخيراً مع فيلم من إيران كذلك حمل عنوان: (فرش ثار الله) تناول صناعة السجاد الفاخر الذي تُشكّلُ زخارفُهُ قصصاً من ملحمة الطف الخالدة.
وقد شهدت الجلسة الختامية لعرض الأفلام الوثائقية، عرض فيلم (لب هاي سقا / شفاه السقا) من إيران، وتناول قصة طفلة تفقد والدتها وهي سائرة بالقرب من أحد المواكب الحسينية، وبعد عناء طويل من البحث عنها أحسّت بالعطش ولم تجد من يروي ظمأها، فتوجّه اليها شابٌّ مقطوع اليدين ليسقيها الماء بعد أن ملأ إناءً وحمله بفمه ليروي ظمأ هذه الطفلة، ليربطها بعطش عيال الحسين (عليه السلام) يوم العاشر وكيف توجّه أبو الفضل العباس(عليه السلام) ليجلب لهم الماء.
أمّا الفيلم الثاني: (نشانه ساز / صانع علم زنكي) وهو من إيران وتمحور الفيلم على شخصية حداد يعمل على صناعة وتثبيت القطع الحديدية المستخدمة في صناعة (علم زنكي) في المواكب العزائية الحسينية وبطريقة قصصية شيقة.
ليأتي بعدها دور الفيلم: (برتو خورشيد / ضوء الشمس) وهو من إيران أيضاً، ويتناول قصة طفل في أحد أيام العزاء الحسيني الأيام العشرة الأولى من محرم الحرام ينهض منذ الصباح ليلتحق بأحد المواكب الحسينية التي كانت تتجمّع بأطراف المدينة، ثم يروي قصة انطلاق الموكب الحسيني في أحياء المدينة.
اما فيلم (مسيرة عطاء) وهو من العراق ومن إنتاج قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، تناول عرضاً موجزاً لحياة الرادود الحسيني محمد حمزة الكربلائي منذ نشأته الأولى، وكيف تتلمذ على يد كبار الرواديد والشعراء الحسينيّين آنذاك أمثال كاظم المنظور وحمزة الصغير، وكيف جمع خصلتين مهمتين، وهما: الشعر الحسيني إضافة الى المنبر الحسيني، وما قدّمه لمدينة كربلاء المقدسة بعدما تصدّى للعمل الحسيني ونَذَرَ عمره حتّى وفاته من أجل الخدمة الحسينية.
وكان الفيلم الخامس من العراق ايضاً يحمل عنوان: (قيامة الأربعين) وجسّد هذا الفيلم مسيرة الأربعين الخالدة بعد تقديمٍ تأريخيّ موجز وتعريفٍ عرفيّ واصطلاحيّ لما يعنيه رقم الأربعين في تاريخ البشرية وصولاً لأربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)، وما حملته هذه الزيارة من معاني وعظات وعِبر، وكيف أنّ الناس تترك أعمالها وأشغالها وتتّجه صوب ضريح أبي عبدالله الحسين(عليه السلام)، ويركّز الفيلم على القادمين من خارج العراق.
فيما كان الفيلم السادس بعنوان: (كاروان عشق / مسيرة العشق) وهو من إيران كذلك، ويحكي هذا الفيلم شخصية تقوم بصناعة ما تحتاجه مواكب التشابيه الحسينية، والتي تنطلق في أيام العزاء الحسيني، وما يبذله هذا الشخص من جهد كبير في صناعة الملابس والآلات وغيرها من التجهيزات المستخدمة في مواكب التشابيه الحسينية.
لتُختَتَم الجلسة بفيلم من إيران أيضاً حمل عنوان: (رسم عاشقي همينه/ طريقة العشق) ويجسّد هذا الفيلم شخصيةً تعمل في صناعة الأبواق التي تستخدمها المواكب الحسينية في مسيراتها أثناء إحيائها لمراسيم العزاء الحسيني.
وقد تم خلال حفل ختام المهرجان الإعلان عن أسماء الأفلام الفائزة في المسابقة، وكالتالي:
- الفيلم الذي فاز بالمرتبة الأولى (فرش ثار الله) وهو مقدّم من الأستاذ علي رضا سجافي.
- الفيلم الذي فاز بالمرتبة الثانية ( گِل گيران) وهو مقدّم من الأستاذ محمود غفاري.
- الفيلم الذي فاز بالمرتبة الثالثة (نقل نخل) والذي كان مقدّماً من الأستاذ علي محمد ناصر.
فيما حصد الفيلم (رسم عاشقي همينه / طريقة العشق) جائزة أفضل بحث توثيقي، وحصد فيلم (أنا والحسين) جائزة أفضل فكرة، وحصد فيلم (أقدام العاشقين) جائزة أفضل تصوير، أمّا فيلم (بعيد ولكنّه قريب) حصد جائزة أفضل إنتاج، وحصد فيلم (ألق المآذن) جائزة أفضل مونتاج.