2014-6-19
View :318



أكّدوا أن المهرجان كسرَ الحواجز وكان ناجحاً وعالمياً


مهرجان ربيع الشهادة يحصد الإعجاب والقبول من قبل الحاضرين




تقرير: قاسم عبد الهادي
لقي مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي الذي تقيمه الأمانتان العامتان للعتبتين الحسينية والعباسية المقدستين للسنة العاشرة على التوالي، نجاحاً كبيراً وقبولاً أكبر من قبل الحاضرين والمشاركين في فعالياته المتنوعة التي تهدف إلى التعريف بفكر أهل البيت (عليهم السلام) وإيصال رسالتهم إلى الإنسانية جمعاء.
وقد أصبح هذا الكرنفال الكبير فسيفساءً للمحبة والجمال وهو يحتضن العشرات من الأكاديميين والمثقفين والباحثين والأدباء من مختلف الجنسيات والديانات في العالم.
وفي هذا السياق تحدث سماحة السيد أحمد الصافي الامين العام للعتبة العباسية المقدسة قائلاً:»تعلمون ان هذا المهرجان هو المهرجان العاشر وبدأنا به منذ عشر سنوات عندما كانت الظروف السابقة التي كان يمر بها البلد لم تكن منتظمة بشكل واضح سواء كانت من الناحية السياسية او الامنية, ولكننا بدأنا ذلك برغبة منا في تنشيط العامل الثقافي من جهة والانفتاح على بقية الافكار سواء كانت الاقليمية او الدولية او العالمية من جهة اخرى».
وتابع حديثه،»وصف الجميع هذا المهرجان بانه مهرجان عالمي والحمد لله في كل سنة يزداد من ناحية الوفود المشاركة ومن ناحية التنظيم ايضا وصولا الى هذا العام والذي نعتقد انه الاكثر حضورا سواء كان من نوعية الشخصيات او في كميتها وعدد البلدان المشاركة ايضا».
وبين سماحته، انّ»الهدف من هذا المهرجان هو الارتقاء بالفكر والتعليم والمعرفة العلمية ولفسح المجال ايضا للوفود المشاركة في التعارف والتباحث فيما بينهم لان المشاكل سواء كانت على الصعيد الانساني او الاسلامي او من جانب الديانات الاخرى حقيقة هي مشاكل كثيرة جدا ويمكن من خلال هذا اللقاء وضع بعض الحلول لتلك المشاكل او على الاقل الالتفاف على بعضها والحد منها سواء كانت من التطرف او التي لايراد من البلاد الاسلامية ان تحظى بها وتلك المشاكل تحاول ان تزعزع عموما استقرار الشعوب في المنطقة».
الحسين ثائراً كونياً
فيما تحدث (محمد بلو دابري) ممثل وفد دولة غانا قائلاً: «اتينا الى هنا لزيارة ابي الاحرار الامام الحسين (عليه السلام) وكذلك للمشاركة في مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي والتي تعد المشاركة الاولى لنا فيه حيث جاء حضورنا ومشاركتنا عن طريق السيد هاشم العوادي الذي ارسل الدعوة وكل الشرف لنا بالحضور وتلبية هذه الدعوة الحسينية».
وأوضح بلو دابري أن»حضور اكثر من خمسين دولة هو امر الهي وليس انسانياً ليثبت الله (عز وجل) الحقيقة التي من اجلها خرج الامام الحسين (عليه السلام) وان الذين قتلوه لا احد يسمع ذكرهم وكذلك لا احد يريد ان يذكرهم لانهم أناس طاغون وظالمون بكل معنى الظلم».
وأشار إلى ان»الاوضاع هنا عكس ما سمعناه عن طريق وسائل الاعلام فكل شيء يسير في العراق بالاتجاه الصحيح والامن والامان متوفر ببركة هذا الثائر الكوني الامام الحسين (علية السلام) وما نراه هنا في الصحنين الحسيني والعباسي لا يمكن ذكره لأنه لا يوصف ومشاعرنا جياشة ونحن نتشرف بزيارة العتبات المقدسة».
الحسين نور الاسلام وملتقى الاحرار
وقفتنا الاخرى كانت مع الشيخ (شمسول) ممثل وفد دولة ساحل العاج الذي تحدث قائلاً: «نحن الان في غاية السرور والفخر بزيارة الامام الحسين (عليه السلام) واحياء ميلاده وهذا المهرجان هو مهرجان تعارف وتواصل الدول مع بعضها وهو مهم من ناحية تبادل الاراء والافكار بين الوفود المشاركة».
وأضاف أن»هذا الكم الهائل من الوفود العالمية هدفه اظهار الحقيقة التي اراد البعض اخفاءها وحجبها عن العالم سواء كان الاسلامي او غير الاسلامي ولكنهم لم يستطيعوا ذلك لان الحسين هو نور الاسلام والهداية وهو ملتقى الاحرار من كل الطوائف».
هدف المهرجان التوحيد والألفة وتبادل الآراء
ومن جانبه تحدث (كورهان ارسيج) ممثل وفد دولة صربيا قائلاً: أن «حضور اكثر من خمسين دولة في كربلاء يدلّ على الوحدة في العمل والألفة والهدف منه هو التعارف وتبادل الآراء وهذا كله ببركة الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام)».
وبيّن أيضاً،»يجب على المسلمين وغير المسلمين ان يفكروا أكثر بقضية الامام الحسين ومبادئه التي خرج من اجلها حتى يستطيعوا نشر العقيدة التي كان يحملها وهي التقوى في العمل».
الحسين كسر جميع القيود في مهرجانه
ومن جهة اخرى كانت لنا وقفة مع (نبيل عبد الواحد موسى) ممثل وفد دولة رومانيا والذي تحدث قائلاً: «في الحقيقة ان زيارة ابي الاحرار الامام الحسين (عليه السلام) لا ينالها الا ذو حظٍ عظيم وكلما تكررت هذه الزيارة كلما وجدنا معاني كثيرة وكبيرة بان الحسين القرآن الناطق الذي تجد فيه معاني ومفاهيم جديدة وامورا تنفتح وتفتح لك آفاق جديدة».
وأكمل حديثه،»هذه هي المشاركة الاولى لي في مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي وان الحسين كان كاسرا لكل الحواجز وهذا الحضور خير شاهد ودليل على كلامي ولا أبالغ ان قلت ان جميع الاطياف قد حضرت اليوم تحت قبة الإمام الحسين (عليه السلام».
وجاء في حديثه:»نظرت بأمّ عيني ان احد الوفود الحاضرين كان (قسّاً) وآثر على نفسه ان يحضر ويشارك في هذا المهرجان وهذا هو اثبات ودليل قاطع بأن الحسين ليس مخصوصاً بطائفة معينة بل وليس مخصوصاً بدين معين وانما هو للناس اجمع ومن جميع الطوائف المختلفة».
واختتم موسى قائلاً:»مع كلّ الأوضاع الأمنية الموجودة في العراق لكن زيارة الامام الحسين تزيل الخوف المرافق لنا جملة وتفصيلاً».
زيارة الحسين(علية السلام) أعطتني درساً عظيماً
وقفتنا الاخيرة كانت مع الدكتور الباحث(احمد نرزة)ممثل وفد دولة الفلبين الذي تحدث قائلاً: «هذه الزيارة الاولى لي الى العراق بصورة عامة وكربلاء الحسين بصورة خاصة ومن خلالها تعلمت درساً عظيما سيبقى خالداً طوال حياتي ويمكن من خلال هذه الزيارة للأمام الحسين (عليه السلام) ان اسير على نهجه والتعلم من قيمه ومبادئه».
وبين أن »حضور هذا العدد الهائل من الوفود الدولية المختلفة يدلّ على التوحيد الديني والإنساني بين الدول المختلفة التي اجتمعت تحت قبة هذا الثائر المقدس الذي يمثل كل معاني الانسانية».
وأكد نرزه بأن «المهرجان ممتاز جدا ًمن ناحية التنظيم ويمكن ان نختصره بالقول ان المسلمين وغير المسلمين يعلمون ان الحسين هو مثال انساني وهذا يعطينا فكرة بأن حضور هؤلاء الوفود هو بسبب حبهم واهتمامهم بسيد الشهداء (عليه السلام)».