2014-6-29
View :2356

تناولتْ وسائل الإعلام المحلية والعالمية باهتمام كبير، بيان المرجعية الدينية العليا المتمثلة بالمرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) بالوجوب الكفائي للدفاع عن المقدسات لمن يستطيع حمل السلاح والانخراط بين صفوف الجيش العراقي لمساندته في حربه ضد الإرهاب، وعدّ المقتولين شهداء من الدرجة الأولى.


وقد هبت الجموع الغفيرة من أبناء الوطن ملبية نداء المرجعية الرشيدة لمساندة القوات الأمنية، حيث شهدت محافظات العراق خروج الجماهير العراقية التي لم تقتصر على أبناء الطائفة الشيعية فحسب كما يروّج لذلك الإعلام المعادي، وإنما ضمت كافة مكونات النسيج العراقي.
وفي تصريح لشبكة أنباء العراق، أعلن النائب عن قائمة الرافدين يونادم كنا، عن دعمه وتأييده للفتوى التي أصدرها المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني للجهاد ضد داعش وأعوانها من العصابات الإرهابية.
وقال كنا في تصريح إن «فتوى المرجع السيستاني موجهة لكل العراقيين وليس لطائفة أو مذهب معين، والمراد منها إسناد ودعم الجيش العراقي والقوى الأمنية في حربها ضد عصابات داعش الإرهابية، لتحرير الأرض العراقية المغتصبة في الموصل وغيرها من المدن العراقية.
وأضاف ، إننا ندعم الشباب العراقي في تطوعه دفاعاً عن الموصل وكنائس الموصل التي دنسها داعش الإرهابي ، ونقوم بهذه المهمة كعراقيين وليس كطائفة أو دين، فالموصل مدينة عراقية.
وفورَ صدور بيان المرجعية الدينية الرشيدة، نقلت قناة العراقية الرسمية خبراً عن رئيس جماعة علماء العراق الشيخ خالد الملا، إن «جماعة علماء العراق المقر العام في بغداد اصدرت فتوى تدعو فيها المواطنين الى حمل السلاح ضد الدواعش والمرتزقة الماجورين».
واضاف الملا ان «الجماعة تهيب بجميع المواطنين للحفاظ على الهوية الوطنية».
أما قناة العربية التي تعاطت مع الأحداث العراقية بسلبية واضحة، فقد كتبت فور صدور بيان المرجعية الدينية، الأزمة العراقية: السيستاني يدعو إلى حمل السلاح لمساعدة الحكومة على محاربة المسلحين
وقالت القناة في خبرها: دعت أكبر مرجعية شيعية في العراق إلى حمل السلاح في ظل استيلاء مسلحين بقيادة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» على مزيد من المدن والمناطق شمالي العراق ومنها مدينة الموصل.
وجاءت الدعوة إلى حمل السلاح التي أعلنها آية الله العظمى علي السيستاني في خطبة الجمعة التي ألقاها نيابة عنه ممثله الخاص، الشيخ عبد المهدي الكربلائي، في ظل توسيع المسلحين قبضتهم على مناطق في الشمال والشرق، مهددين بالزحف جنوبا.
أما وكالة (رويترز) الأمريكية فقد سلطت الضوء هي الأخرى على بيان المرجعية الدينية العليا في العراق، ولكنّها حرضت من خلال خبرها بتاريخ الـ 13 من حزيران الجاري على العنف والطائفية وبأن دعوى الجهاد جاءت ضد المتشددين (السنة) وليس الإرهابيين.
وجاء في خبرها، حث المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني أتباعه على حمل السلاح والدفاع عن أنفسهم في مواجهة تقدم المتشددين السنة وذلك في تصعيد خطير للصراع الذي يهدد باندلاع حرب أهلية.
ووفقاً لما أفادته وكالة أبنا الإلكترونية، أصدرت حركة «أنصار ثورة 14 فبراير» البحرينية يوم السبت الماضي بياناً حول فتوى المرجع الديني «آية الله السيد علي السيستاني» بالجهاد الكفائي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) الإرهابي وقالت في بيانها «لقد أثبت المرجع السيستاني أنه الأحرص من بين الجميع على مصلحة العراق وشعبه وهو للعراقيين بلا تمييز، يدافع عن مصالحهم ويصون دماءهم وأعراضهم وأموالهم وأمنهم وحياتهم ومستقبلهم، ويعض على الجراح وقت الأزمات، ويتغافل عن الإساءات عند الشدائد، ويقدم المصالح العليا للعراق فوق كل المصالح الأخرى».
أما موقع صوت العراق الإلكتروني فقد كتب (النائب الحكيم: البيان التاريخي للمرجعية العليا في الدفاع عن الأرض والعرض أيقظ امة وقصم ظهر المخطط الإرهابي التكفيري)، حيث قال النائب المستقل الدكتور عبد الهادي الحكيم في رده على ما بدأت تردده بعض القنوات والصحف المعروفة بمعاداتها للنظام الجديد في العراق ومخالفتها لمبادئ الديمقراطية من مزاعم مفادها أن فتوى المرجعية العليا ذات بعد طائفي وليس بعدا وطنيا عاما قال النائب الحكيم: إن فتوى المرجعية العليا في الدفاع عن الوطن لم تصدر إلاّ بعد أن أعلنت الجماعات الإرهابية استباحتها للعراق وأهله ومدنه واحدة تلو الأخرى قبل وبعد أن استباحت الموصل العزيزة، وإذ فعلت ذلك فاحتلت الموصل العزيزة وتقدمت لاستباحة محافظات أخرى أعلنت المرجعية العليا - كونها صمام أمان للعراق والعراقيين - وجوب (الدفاع الكفائي) عن الوطن وأهله ومقدساته، مذكرا بإن المرجعية العليا أوصت بالصبر عندما اعتدى الارهابيون التكفيريون على مقدساتنا ومواكبنا الدينية وغيرها.
وأكد النائب الحكيم ان فتوى المرجعية الدينية العليا زادت من لحمة أبناء شعبنا العراقي الواحد، وما مشاهد التطوع من أبناء الأديان والمذاهب كافة الا دليل على ان الفتوى التاريخية جاءت لجمع ما تشتته فتاوى التكفيريين من تصدع وسط النسيج المنسجم واللحمة الوطنية العراقية الواحدة، خصوصا وان المناطق المستباحة من قبل الإرهابيين هي مناطق ذات غالبية سنية تعايشت فيها الأديان والمذاهب والأقليات والقوميات العراقية المختلفة، فكان الهدف من موقف المرجعية العليا التاريخي هو تحقيق الصالح العام للوطن الواحد والاجتماع الوطني وحماية المقدسات.
وأوضح الحكيم ان المرجعية الدينية العليا لم تفتِ بالجهاد يوم اعتدى التكفيريون على مقدسات الشيعة في سامراء ففجروا قبة مرقد الإمامين العسكريين ( عليهما السلام ) عام 2007 م، بل أوصت بالصبر وقتها، ودرء لفتنة كادت أن تحرق الأخضر واليابس لولاها، كما انها طالبت بالعض على الجراح والصبر على الألم وكظم الغيظ يوم استشهد أكثر من ألف زائر شيعي في المجزرة المعروفة بجسر الأئمة في ذكرى استشهاد كاظم الغيظ الامام الكاظم (عليه السلام) في 2005 م وغير ذلك من الشواهد.
ونقلاً عن وكالة السومرية نيوز، اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، ان فتاوى المرجعية العليا وعلماء السنة هي لحماية الوطن والعراقيين جميعا، مشيرا الى ان هذه الفتاوى هي ضد القتلة والخونة والمجرمين الذين يريدون العودة بالعراق الى الاقتتال والفترات المظلمة.
وقال المالكي: ان «هذه ليست فتاوى ضد السنة ولا فتوى علماء السنة التي دعت الى الجهاد هي فتوى ضد الشيعة انما فتوى الطرفين هي لحماية مقدسات الوطن هي للمسلمين والعراقيين جميعا»، مشيرا الى ان «هذه الفتاوى هي ضد هؤلاء القتلة الخونة المجرمين الذين يريدون العودة بالعراق الى الاقتتال والفترات المظلمة والتراجع والانحطاط لانه يتناسب مع عقلياتهم».