2014-7-6
View :758

أمّا دليلُنا على أن الفرقة الناجية هم الشيعة الإمامية ، فذلك يستند إلى دليلين ، نقلي وعقلي.
أمّا الدليل العقلي ، فيستند إلى مقدمتين: المقدمة الأولى : ان قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : (بان امته ستفترق الى ثلاث وسبعين فرقة ، فرقة ناجية والباقون في النار) ذكر في عدة مصادر منها(سنن أبي داود 3/896 ، صحيح الجامع الصغير للسيوطي 1/156 ، مشكاة المصابيح 1/61 الدر المنثور 2/286)أي ان هنالك فرقة ناجية واحدة.
أمّا المقدمة الثانية : فلابد من تشخيص الفرقة الناجية ، وتشخيصها هكذا : لما كان المسلمون قد افترقوا إلى عدّة مذاهب ، كلها تقول بإمامة الخليفة الاول ، واختلفوا فيما بينهم بالجزئيات ، عدا الفرقة الإمامية الإثني عشرية فإنها اختلفت معهم من حيث انها تؤمن بإمامة علي (عليه السلام) ويتلوه أحد عشر إماماً ، يتبين لنا اتفاق جميع الفرق على مشترك واحد وهو تقديم الخليفة الاول على علي ، في حين أن الإمامية الإثني عشرية تختلف مع الجميع في تقديم علي (عليه السلام) ، فقد تبين لنا تمييز فرقة واحدة تختلف مع بقية الفرق ، وهو نتيجة قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : أن هناك فرقة واحدة لابد أن تختلف مع الجميع وهي الفرقة الناجية ، فثبت أن الإمامية الإثني عشرية هي المختلفة مع الجميع وبذلك ستكون هي المشار إليها في قوله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ، وأنت ترى اليوم إذا استقصيت جميع المذاهب الإسلامية فستجد إنها تقول بإمامة أبي بكر إلاّ إنّها تختلف في الجزئيات عدا المذهب الإمامي الذي لا يقول بإمامة أبي بكر أبداً ، بل إمامة علي (عليه السلام) والاحد عشر من بعده . أمّا بقية الفرق الشيعية ، فتلك أكثرها منقرضة غير موجودة فهي ليست داخلة في مصداق الحديث الشريف ، وما بقي منها كالإسماعيلية والزيدية فهي غير متفقة مع الإثني عشرية ، أما الزيدية فتقول بإمامة أبي بكر ، وأما الإسماعيلية فلا تقول بإمامة اثني عشر إماما… ، فثبت أن المذهب الإمامي هو الذي يختلف عن بقية المذاهب الإسلامية الأخرى وليس له معها أي مشترك آخر في الإمامة ، وهي الحقيقة التي تشاهدها الآن ، فإن جميع الفرق تقول بمشروعية غيرها ، وجميع الفرق في نفس الوقت تتفق على عدم مشروعية الإمامية الإثني عشرية . فثبت أن الفرقة التي أشار إليها النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) والمختلفة مع غيرها مطلقاً هي الإثنا عشرية ، فهي الفرقة الناجية إذن .
أما الدليل النقلي : فقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قوله : شيعة علي هم الفائزون . روي ذلك سبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص ص 56)، والخوارزمي في (مناقبه الفصل 17)، وأبو نعيم الاصفهاني في (حلية الأولياء 1/101)، والسيوطي في (الدر المنثور في تفسير قوله تعالى : (أولئك خير البرية)، وابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة ص 122)، وابن حجر في (الصواعق المحرقة ص 16) . إلى غير ذلك من مصادر أهل السُنة فضلاً عن مصادر الشيعة. ومعلوم أن قوله (صلى الله عليه وآله وسلّم) هم الفائزون تعني هم الناجون ، وشيعة علي هم الذين يقولون بإمامته وإمامة ولده الاحد عشر إماماً وهم الإثنا عشرية .
أضف الى ذلك حديث الثقلين المروي متواتراً في مصادر الفريقين ، الذي يعتبر بمثابة وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) لأمته وهو قوله (صلى الله عليه وآله وسلم ): (إني مخلّف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا بعدي أبدا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض)، والمتمسك بهذه الوصية بحذافيرها هم الشيعة .
وكذلك الحديث المشهور المروي في مصادر الفريقين : (يكون بعدي اثنا عشر أميراً كلهم من قريش ) والفرقة الوحيدة التي تعتقد باثني عشر خليفة وأمير هم الشيعة الذين عرفوا بالاثني عشرية. فثبت أن الفرقة الناجية هم الإثنا عشرية بالدليلين العقلي والنقلي .