2014-7-6
View :583

*تقرير: أحمد القاضي



أقام مركز كربلاء للدراسات والبحوث الإسلامية التابع للعتبة الحسينية المقدسة، ندوة تثقيفية تحت عنوان (المرجعية الدينية العليا وفتوى الدفاع عن العراق والمقدسات ((الأهمية التاريخية، المضامين الفكرية والأبعاد السياسية)، بحضور الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي وعدد من رجال الدين وشيوخ العشائر والمثقفين والأدباء والكوادر التدريسية والإعلامية.
وقال سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي: «لقد أصدرت المرجعية العليا بالنجف الاشرف قرارا وطنيا بالدفاع عن العراق وأرضه وشعبه ومقدساته وأعراض مواطنيه بالأمر الواجب «الوجوب الكفائي»، وقد أوضح سماحته ما هي الظروف وما هي تلك الأحداث والأوضاع التي عاشها العراق وكان لابد من اتخاذ هذا الموقف الشجاع والوطني التي نأمل من خلالها تغيير مسار الأحداث التي تجري بالعراق».
وأكد الشيخ الكربلائي «تغير الموقف منذ صدور فتوى «الجهاد الكفائي» واليوم المبادرة بيد قواتنا المسلحة وأصبحت قادرة على تصدي الهجمات من قبل تنظيم «داعش» الإرهابي وغيرها وقامت بتحرير عدة مناطق ومدن... وتغيير الوضع تماما سواء كان من الناحية الميدانية والعسكرية والمعنوية والنفسية للمواطنين، مما أعطى زخما معنويا كبيرا للقوات المسلحة والمواطنين بحيث وصلت إعداد المتطوعين الى «مليونين» من الذين هبوا للدفاع عن العراق وشعبه ومقدسته».
وبين موقف المرجعية العليا في النجف الاشرف من إعلان فتوى الجهاد مشيراً الى ان «سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) بيّن ما المراد من «الواجب الكفائي» ومن هو مشمول بالتطوع للدفاع عن ارض الوطن وأهله ومن هم المشمولون للانخراط في الأجهزة الأمنية حيث أوضح بيان الفتوى ان جميع من لديه القدرة والخبرة على حمل السلاح بالعدد الكافي للتصدي للإرهاب وليس من الموظفين..لم يكن سماحته يدعو لأي توجه طائفي أو مذهبي بل هو كان موقفا للدفاع عن العراق وشعبه برمته بكل طوائفه وقومياته وأديانه».
موضحا «أيضاً تم توضيح الموقف بصورة تفصيلية وماذا يعني كونه واجبا كفائيا، وما هو هذا الدفاع ومن هو المشمول بالتطوع للانخراط في الأجهزة الأمنية والبيان ان الغرض لسماحة السيد (دام ظله الوارف) لم يكن ابداً ذا توجه طائفي بل هو موقف للدفاع عن العراق برمّته وعن شعب العراق بكل طوائفه وقومياته وأديانه، وحفظ وحدة العراق وحفظ التعايش السلمي الأهلي بين أبناء البلد الواحد، وحفظ روابط أواصر المودة والتآلف بين المواطنين جميعاً» متابعا «هو منهج دأب عليه سماحة السيد طوال السنوات العشر الماضية وكذلك توضيح بعض التوجيهات التي صدرت من قبل المرجعية الدينية العليا بعد صدور ذلك الموقف ودعوة المواطن للتطوع دعوة مناشدة للمواطنين جميعاً خاصة في المناطق المختلطة ان لا يصدر منهم أي تصرف أو رد فعل يحمل توجهاً طائفياً او قومياً وحفظ أواصر المودة والتآلف بين المواطنين جميعاً».
واختتم سماحته بالقول: «يجب على البعض ان لا يستغلوا هذه الدعوة وان يكونوا جماعات مسلحة بشكل غير رسمي خارج إطار القانون... وان يكونوا  تحت نظر الأجهزة الأمنية وتحت إشراف القوات المسلحة، وان لا يجردوا البلد من القوانين الرسمية المتعارف عليها لدى الأجهزة المعنية».
ومن جانبه أوضح مدير مركز كربلاء للدراسات والبحوث عبد الأمير القريشي ان «الغاية الأساسية من إقامة هذه الندوة هي إيضاح حيثيات وموجبات نداء المرجعية المباركة الذي أطلق يوم الجمعة المصادف (14 شعبان) حيث أصبح الكثير يتساءل عن فحوه هذه الفتوى، حيث أقيمت هذه الندوة بمشاركة جميع شرائح المجتمع من المثقفين والأدباء والشعراء والكوادر التدريسية والإعلامية وشيوخ العشائر من جميع الطوائف، حيث كان النداء لجميع شرائح المجتمع باختلاف ألوانهم ودياناتهم وطوائفهم».
وتابع حديثه، «أوضحت الحناجر التي أطلقت النداء موجبات ومهمات هذا النداء، وبينت بكل شفافية جميع ما يتعلق بنداء الدفاع، وكما أكدت ان هناك خطورة كامنة قبل صدور نداء المرجعية وعلى العراقيين الدفاع عن أرضهم وشعبهم ومقدساتهم... حيث كان هناك نداء من جميع علماء السُنة بالدفاع عن مقدسات وارض ووحدة العراق وعن أنفسهم وأعراضهم من عصابات «داعش» الإرهابية».
ومن جهته اكد سماحة آية الله السيد ياسين الموسوي (دام ظله) أن «داعش هو خطر على الحضارة الإنسانية والأخلاقية، وان هذه الفئة المنبوذة غزت العراق وغزت واحتلت عدة مناطق عراقية فلم يكن أمامنا إلا مجابهتها ومقاتلتها والوقوف أمامها موقفاً واحداً وعدم السماح لها بالتدخل بشؤون العراق الداخلية منها والخارجية».
وبين الموسوي «لقد صرح هؤلاء الأوغاد بهدم مراقد أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، في النجف الاشرف وكربلاء المقدسة، ليحدثوا فجوة طائفية بين المذاهب الإسلامية...وليعلموا ان أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ليسوا لطائفة معينة أو مذهب معين بل هم لجميع الأديان السماوية واكبر دليل هو ما نشاهده من خدمة الزوار في زيارة الأربعين وهم من الشيعة والسُنة والمسيحيين والايزيديين فلقد  وقفوا وقفة واحدة لا اختلاف بينهم وهم هؤلاء حقيقة أبناء العراق، وهذه هو شعار العراق ورمزه».
وفي نهاية حديثه قال ان «جميع الأطياف والأديان السماوية لبت نداء المرجعية العليا بالنجف الاشرف والتطوع والمشاركة في القضاء ومقاتلة الدواعش أعداء الدين والإسلام على وجه الخصوص وأعداء العراق بمختلف مذاهبه على وجه العموم وسوف نشهد في الأيام القلائل النصر الساحق لجيشنا البطل...وهذا العداء هو عداء سياسي لإسقاط العراق وهؤلاء هم مدعمون من دول مجاوره للبلد غايتها الأساسية القضاء على حضارة العراق».