2014-7-12
View :445

 


تحدّث ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي في خُطبته الثانية من صلاة الجُمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 5 /رمضان المبارك/ 1435هـ  الموافق 4/7/2014م 

متناولا أربعة أمور استهلها بالقول:

تحدّث ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي في خُطبته الثانية من صلاة الجُمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 5 /رمضان المبارك/ 1435هـ  الموافق 4/7/2014م 


متناولا أربعة أمور استهلها بالقول:


اخوتي اخواتي اودّ ان اعرض على حضراتكم الكريمة بعض الامور المتعلقة بالوضع الراهن:


 


الأمر الأول :


انعقدت في يوم الثلاثاء الماضي اولى جلسات مجلس النواب الجديد وفقاً لما نصّ عليه الدستور، وتفاءل المواطنون ان يكون ذلك بداية جيدة لهذا المجلس، في الالتزام بالنصوص الدستورية والقانونية، ولكن ما حصل لاحقاً من عدم انتخاب رئيس المجلس ونائبيه قبل رفع الجلسة كان اخفاقاً يؤسف له، والمؤمل من الكتل السياسية ان تكثف جهودها وحواراتها للخروج من الازمة الراهنة في أقرب فرصة ممكنة.


وان على الجميع ان يكونوا في مستوى المسؤولية العظيمة الملقاة على عواتقهم في هذه الظروف الاستثنائية..


فان الاسراع في تشكيل الحكومة الجديدة وفقاً للأطر الدستورية مع رعاية ان تحظى بقبول وطني واسع في غاية الأهمية، وكما ان من المهم ان يكون الرؤساء الثلاثة منسجمين فيما بينهم؛ أي رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء..يكونون منسجمين فيما بينهم في وضع السياسات العامة لإدارة البلد، وقادرين على العمل سوية في حل المشاكل التي تعصف به، وفي تدارك الاخطاء الماضية التي اصبح لها تداعيات خطيرة على مستقبل العراقيين جميعاً..


 


الأمر الثاني :


ان عشرات الالاف من المواطنين من التركمان والشبك والمسيحيين والاقليات الاخرى يعيشون في هذه الايام ظروفاً قاسية بسبب التهجير والنزوح عن مناطق سكناهم بعد سيطرة الارهابيين على مدنهم وقراهم في محافظة نينوى وغيرها ..


ان الجهود المبذولة في رعايتهم والتخفيف من معاناتهم لا تزال دون المستوى المطلوب.. طبعاً عندما نذكر اخواني هذه القضية.. واقعاً هناك حالات مأساوية بحيث ولادات في الطريق مع هذا الحر، بعض المحتاجين لعلاج أمراض مستعصية كالسرطان اصبحت مفقودة، وايضاً حصلت وفيات في هذا الظرف، فضلا ً عن رحلة النزوح تضم النساء والاطفال والرضّع والشيوخ وبهذا الظرف القاسي..


ان الحكومة الاتحادية تتحمل مسؤولية كبيرة تجاه هؤلاء المهجرين والنازحين، كما ان حكومة اقليم كردستان والمنظمات الدولية مدعوّة الى بذل المزيد من الاهتمام بهم ..


ان هؤلاء المواطنين يجب ان تتوفر لهم فرصة العودة الى مناطق سكناهم بعد استتباب الامن والسلام فيها، ولا يجوز ان يكون تهجيرهم ونزوحهم عنها لا يجوز ان يكون مدخلا ً لأي تغييرات ديموغرافية في تلك المناطق..


 


الامر الثالث :


 ان الظروف الحساسة التي يعيشها العراق؛ تحتّم على جميع الاطراف ولا سيما القيادات السياسية .. الابتعاد عن أي خطاب متشدد يؤدي الى مزيد من التأزم والتشنّج..


ان احترام الدستور، والالتزام ببنوده من دون انتقائية يجب ان يكون هو الاساس الذي تبنى عليه جميع المواقف، ولا يمكن القبول بأية خطوة خارج هذا الاطار .




 الامر الرابع :


 نؤكد مرة اخرى على ضرورة تنظيم عملية التطوّع وادراج المتطوعين ضمن تشكيلات الجيش والقوات الرسمية، وعدم السماح بحمل السلاح بصورة غير قانونية، وفي هذه المناسبة نجدد الشكر والتقدير للقوات العسكرية والامنية، ومن التحق بهم من المتطوعين الذين يخوضون معارك ضارية ضد الارهابيين الغرباء من اجل الحفاظ على بلدنا وشعبنا بجميع مكوناته وطوائفه... سائلين الله سبحانه وتعالى العلي القدير ان يحميهم وان ينصرهم على عدوهم انه سميع مجيب وان يكحل اعيننا بالانتهاء من هذه الازمة التي نسأل الله سبحانه وتعالى ان لا تتفاقم وان يرينا في بلدنا هذا كل خير بعيداً عن هؤلاء القتلة.. 


سائلا ً الله سبحانه وتعالى ان يحفظ العراق واهله وان يحفظ جميع البلاد الاسلامية انه سميع الدعاء .. 


والحمد لله رب العالمين ..