2014-7-18
View :359

تناول ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي خطيب وإمام الجُمعة في كربلاء المقدسة في خُطبته الثانية من صلاة الجُمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 12 /رمضان/ 1435هـ الموافق 11/7/2014م، تناول خمسة أمور أستهلها بالقول:


فيما يتعلق بالأوضاع الراهنة هناك عدة امور سنتعرض لها :
الأمر الاول:
في الظروف الصعبة والحساسة التي يعيشها العراقيون جميعاً وهم يواجهون الارهابيين الغرباء؛ فان أهم ما تمس الحاجة اليه هو وحدة الصف، ونبذ الفرقة والاختلاف.
ومن هنا طالما طلبنا من السياسيين والذين يظهرون في وسائل الاعلام ان يكفوا عن المواقف الخطابية المتشددة، والمهاترات الاعلامية التي لا تزيد الوضع الا تعقيداً وارباكاً..
ولكن مع الأسف الشديد نجد ان البعض لا يزال يمارس ذلك، وحتى وصل الأمر الى بعض المواطنين، فنسمع منهم احياناً نماذج مؤسفة من الكلام الطائفي او العنصري او نجد ذلك في مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا لا يليق بالعراقيين بكل تأكيد.
اننا جميعاً ابناء شعب واحد، وقدرنا ان يعيش بعضنا مع بعض؛ فلابد من العمل على شدّ أواصر المحبة والألفة بيننا، وترك كل ما يؤدي الى مزيد من التشنج والاختلاف بين مكونات هذا الشعب العريق.
 الأمر الثاني :
ان التحديات والمخاطر الكبيرة الحالية والمستقبلية التي تحدق بالعراق، والتي تهدد السلم الاهلي، ووحدة النسيج الاجتماعي للشعب العراقي، وتنذر بواقع مقسم ومتناحر لعراق المستقبل، تتطلب وقفة شجاعة وجريئة ووطنية صادقة من الكتل السياسية والقادة السياسيين، تتجاوز فيها البحث عن المصالح الضيقة الشخصية والفئوية والطائفية والقومية، واستغلال هذه الظروف لتحقيق مكاسب سياسية او مناطقية او الاصرار على بعض المطالب التي تُعقِّد الوضع السياسي، وتمنع من حل الازمة الراهنة..لترتقي هذه الكتل والقادة الى مواقف تتجاوز (الأنا) بأي عنوان كان، لتعبر عن التضحية والايثار والغيرة على مصالح هذا البلد وشعبه المهدد بالتمزق والتناحر..
وذلك يقتضي من مجلس النواب المحترم عدم تجاوز التوقيتات الدستورية بأزيد مما حصل، والاسراع في انتخاب الرئاسات الثلاث، وتشكيل حكومة جديدة تحظى بقبول وطني واسع، لتضع الحلول الجذرية لمشاكل البلد وازماته المتراكمة.
الأمر الثالث:
لقد اوضحنا اكثر من مرة ان الدعوة للتطوع في صفوف القوات العسكرية والامنية العراقية انما كانت لغرض حماية العراقيين من مختلف الطوائف والاعراق وحماية اعراضهم ومقدساتهم من الارهابيين الغرباء..
ومن هنا نؤكد على جميع المقاتلين في القوات المسلحة ومن التحق بهم من المتطوعين الذين نُشيد بشجاعتهم وبسالتهم في الدفاع عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم..
نؤكد عليهم جميعاً ضرورة الالتزام التام والصارم برعاية حقوق المواطنين جميعاً، وعدم التجاوز على أي مواطن بريء مهما كان انتماؤه المذهبي او العرقي، وأياً كان موقفه السياسي، ونذكّر الجميع بما قاله النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجة الوداع عندما خاطب الناس بقوله : (ألا وان دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ، ألا ليبلغ الشاهد الغائب) وبقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة لقى الله عز وجل يوم القيامة مكتوب بين عينيه : آيس من رحمة الله) فالحذر الحذر من التسبب في اراقة قطرة دم انسان بريء او التعدي على شيء من امواله وممتلكاته.
ونؤكد ايضاً مرة اخرى على ضرورة تنظيم عملية التطوع وادراج المتطوعين ضمن القوات العسكرية والامنية العراقية الرسمية، وعدم السماح بوجود مجموعات مسلحة خارج الاطر القانونية تحت أي صفة او عنوان..
ان هذه مسؤولية الحكومة وليس لها ان تتسامح في القيام بها.
الأمر الرابع :
يُفترض بالمسؤولين من مختلف الدرجات والاصناف الحضور الميداني في تجمعات النازحين، ومعسكرات المقاتلين ، لمعايشة الواقع والاطلاع المباشر على احتياجاتهم والسعي لتلبيتها، والاسراع في صرف التخصيصات المالية لهم، ولا سيما توفير الادوية والكوادر الطبية للنازحين، ودعم القوات المسلحة بالمؤن الغذائية والمستلزمات العسكرية الضرورية، وشحذ الهمم ورفع المعنويات لمزيد من الصبر والثبات في مكافحة الارهابيين الغرباء.
الأمر الخامس :
يواجه الشعب الفلسطيني في غزة عدواناً اسرائيلياً متواصلا ً منذ عدة ايام.
اننا في الوقت الذي نؤكد فيه ادانتنا للعدوان وتضامننا مع اخوتنا واخواتنا في فلسطين المحتلة؛ ندعو بدورنا المجتمع الدولي الى وضع حد للاعتداءات الاسرائيلية، والوقوف الى جانب الفلسطينيين في محنتهم.