2014-3-6
View :807

هنالكَ من يمتلك موهبة رائعة والأروع من هذه الموهبة عندما يوظفها في مجالات شرعية تزيد من رونق وجمال الشارع الإسلامي ، وفي بعض الاحيان هنالك مواهب لم تأخذ استحقاقها من العناية والإعلام ولكن تبقى آثارها خالدة .


الخط العربي جميل جدا وجماله يكون في معاني كلماته وضبط قواعده وممن اجاد في هذا المجال ناهيكم عن الدراسة الدينية هو الشيخ الجليل محمد علي داعي الحق أطال الله في عمره، أرغمتنا موهبته وخبرته وتاريخيه على التوجه اليه لمعرفة ولو بعض محطات حياته حتى يعلم الجيل الحالي مكانة هكذا رجالات في كربلاء المقدسة خاصة والعراق عامة .


بعد حفاوة استقباله لنا وحسن ضيافته وأدب اولاده بدأنا نتجاذب الحديث حول ما يملك من موهبة بخصوص الخط العربي وعن البداية تحدث لنا قائلا :


في بداية تعليمي عند الشيخ باقر كان يكتب الحروف بشكل جميل وبالألوان بحيث ان كل حرف بلون وهذا الرسم استهواني ولكن بعد فترة قليلة انتقل الى رحمة الله فانتقلت الى الشيخ علي اكبر نائيني رحمه الله وكان خطاطا بارعا ومنه بدأت موهبتي في الخط  .


عدد المخطوطات كثيرة جدا بلغ 17 سبعة عشر مليون مخطوطة البعض منها استغرق سنة واكثر والبعض منها عشرين مخطوطة في يوم مثلا


اشتغلت بالتدريس في المدرسة الحسنية ولله الحمد خرَّجنا اجيالا وانا أؤمن بالضرب المعتدل للطلبة واتذكر ان هنالك عائلة جاءت تشتكي علي عند المدير لأنني ضربت ابنهم فقلت للمدير ماذا تسمى وزارتنا ؟ قال التربية والتعليم ، قلت التربية وما قمت به هو التربية بعينه فالولد ذكي ولكني سمعته يتلفظ كلمات بذيئة في الشارع ولأجل ذلك ضربته ، وبعد ان كبر هذا الطالب جاء يشكرني على الضربة لأنه استقام بفضلها.


اهم مخطوطة تعتز بها ؟


لاسيما القرآن الكريم لقد استغرقت في خط القرآن الكريم اربع سنوات ونصف السنة ، هذا القرآن هو الوحيد الذي لم يسرق من بين مخطوطاتي ، ففي الانتفاضة الشعبانية عندما وجه الطاغية نداء بترك بيوتنا تركنا البيت وعند العودة وجدت ان كل مخطوطاتي قد سُرقت ولربما اعرف البعض من السارقين ، المهم القرآن هو الوحيد الذي لم يُسرق لانني كنت قد غلفت كل ورقة بجريدة ولهذا اعتقدوا انها جرائد فتركوها .


هذا القرآن رفضت الأوقاف العراقية في وقتها طباعته لأنه لخطاط شيعي كما انني لم اكتب اسم الطاغية عليه .


هل الرسم القرآني وكتابة الكلمات الذي استخدمته هو نفسه الذي في بقية المصاحف؟


بالتأكيد نفس الرسم وطبق الاصل من المصحف الذي طبع في المانيا سنة 1986 على نفقة وزارة الأوقاف العراقية وفيها 26 مشرفا على القرآن ولا شخص من مذهبنا بينهم .   


اهم ما يجب ان يتميز به الخطاط؟


الخطاط الذي لا يجيد اللغة العربية ليس خطاطا ، اللغة العربية اهم شيء في الخط وللأسف هنالك الكثير ممن تبوأ منصبا يخص اللغة وهو لايفهم باللغة وقد حصلت لي كثير من المواقف معهم،  صححت كتابا لأحد الأشخاص ووجت فيه 350 خطأ وذكرت ذلك لشخص آخر فقام هذا الشخص بنشرها في الانترنيت حيث انه خان الأمانة وللأسف الشديد ، وهنالك كتب اخرى منهجية عُرضت علي لتصحيحها فوجدت في اول اربعة اسطر ستة اخطاء ، يجب الحفاظ على اللغة العربية .


البعض منهم يلحن عند القراءة وهذه طامة كبرى ، فانا على كبر سني على استعداد لتدريس اللغة العربية وأتمنى ان يتم افتتاح معاهد خاصة باللغة العربية.


الذي يخط ويجيد اللغة العربية من المؤكد له موهبة الشعر ؟


طبعا لدي ديوان مخطوط ولا اطبعه الان وأتمنى ان يطبع بعد وفاتي ، ومن نظمي الشعري هو قصيدة تؤرخ تجديد التل الزينبي ومنها  


ذا مقام شامخ ينمى لزينب           فيه صبحا ومساء يعبد الرب


رحمات الله تترى بكرة              وعشياً فيه والحاجات تُطلب


وهنا زينب في يوم الطفوف        وقفت نادبة والظهر احدب


اين مني يابن امي ياحسين         ودماء السبط فوق الصدر تشخب


قلت مذ جدد هذا الصرح أرخ     ( قد غدا موقع الزهاد كوكب) 1421


اليوم ابارك جهود العتبة وهي تقوم بتوسعة الصحن واستملاك العقارات بين المخيم والروضة وحول التل الزينبي حيث انها اصبحت محل عبادة وهذا فضل من الله عز وجل


كيف هي كربلاء اليوم ؟


أتمنى ان تأخذ اهتماما اكثر مما هي عليه الان وللأسف انا اراها لازالت بحاجة الى من يكتب عن تاريخ كربلاء ، للأسف قرأت كتابا عن الخطاطين العراقيين ولم اجد ذكرا للخطاطين في كربلاء بعيدا عني!!


وانت هل فكرت في التأليف ؟


نعم فلدي مجموعة قيمة من 42 مجلدا فقهيا للغروي كتبته بيدي ولكنه لم يطبع.


أوضاعنا اليوم كيف تراها؟


انا أفضل الابتعاد عن الأحزاب وأؤمن بالاستقلالية ، وليذكر العراق فضل الاغا (السيد السيستاني) فانه يعلم مايجري في العراق ويتابع أمورهم ويُخطئ من يعتقد انه منعزل ولايجامل على حساب الخطأ ويغضب لله غضبا شديدا ، ففي احدى المرات رايته يوبخ شخصا لانه أخطا وهو محسوب على رجال الدين. 


موقف تتذكره ؟


كرامة ابي الفضل العباس عليه السلام حيث طلب مني ولدي مبلغ 65 دينارا لشراء كتب وملابس مدرسية وانا لااملك هذا المبلغ ذهبت الى ابي الفضل العباس وطلبت حاجتي منه وخرجت من الروضة ولقيني شخص فقير جدا وهو طالب معي وكان السيد عبد الله الخوئي يسكن معنا في بيتنا الكبير وهو على درجة عالية من العلم  


هذا الشخص طلب مني ان اخط لوحة على الجدار لأحد الجوامع فطلبت 500 دينار فقال تعال معي حتى أعطيك أربعمائة والبقية بعد إنهاء العمل ، هذا الشخص هو من ارسله لي الله عز وجل بفضل توسلي بابي الفضل العباس عليه السلام.