2014-7-18
View :2290

تحقيق : اثير رعد


 


عندَما ياتي الزائر لزيارة الحسين عليه السلام وأي عتبة مقدسة كانت فان هنالك مشاهد تتجلى للمبصر لتمتزج مع العاطفة والاحساس بماهية المكان وعظمة صاحب المكان هذه المشاهد تثير شجون الايمان في داخله والكثير منا يفقد سيطرته على دموعه فتنهمر مستذكرة صاحب المرقد من خلال مشاهدة الضريح او حتى ما يوجد من زحام للزائرين وهم يتدافعون لملامسة الضريح ، كل هذه المشاهد تساعد البصير في تحريك مشاعره اتجاه المرقد ، ولكن الكفيف كيف تكون مشاعره عندما تطأ قدمه صحن العتبة المقدسة ؟ ماذا يجول في خاطره ؟ كيف يرسم المشهد غيابيا؟ ماهي المشاعر التي تتحرك لديه ليكون على اتصال روحي مع الحسين عليه السلام ؟ واذا كان لايرى الضريح فكيف يكون احساسه وهو يلمس الضريح ؟ هل احساسهم هو بعينه احساس جابر الانصاري عندما زار قبر الحسين عليه السلام يوم الاربعين وطلب من خادمه ان يُلمسه القبر ولما وضع يده على القبر بدأ يناجي حبيبه الحسين عليه السلام في عقله وروحه وقلبه، كل هذه الاسئلة كانت بجعبتنا ونحن نلتقي بعض المكفوفين الذين دأبوا على زيارة ابي عبد الله الحسين عليه السلام لنعلم اجابتها .


1/الدكتور الضرير وسام مجيد حسن دكتور تدريسي للغة العربية في جامعة بغداد : «لقد فقدت بصري من عمر 11 سنة وسبب فقداني للبصر هو قصر النظر وضعف في الشبكية وفقداني للعين اليسرى قبل اليمنى منذ عام وبعدها بعام اخر فقدت عيني اليمنى اثر صدمة حصلت لي, وقبل ان افقد البصر كنت طفلا وازور الامام الحسين (عليه السلام)وهناك مخيلة صغيرة في داخلي عن المرقد الشريف , ولكن الان انا كفيف وإحساسي أثناء زيارتي المرقد الشريف يكوّن في داخلي الأحداث التي دارت بالإمام الحسين (عليه السلام) وعما جرى على اهل بيته وأصحابه وسبي العيال فأنها اجواء روحانية بحتة, كون ان الانسان المكفوف عوضه الله ببصيرة القلب اذ يجعله يرى كل ما موجود ببصيرته، ونتصور الانجاز الحاضر في التطور الذي تحتويه العتبة المقدسة من جميع نواحي الخدمات والأجواء والخدمات المقدمة من قبل العتبة المقدسة التي نسمع بها بوصف الاخرين لنا وان الرؤية هي بالدرجة الاولى للبصيرة وليس للعين , كنت طفلا وسجلت في معهد المكفوفين ودرست بطريقة البرايل للمكفوفين وأكملت دراستي الابتدائية في معهد النور في محافظة بغداد مرورا بدراسة المتوسطة وبعدها الدراسة الاعدادية ومن ثم الجامعية للمكفوفين ,وانا الان حاصل على شهادة الدكتوراه في اللغة العربية في جامعة بغداد وأستاذ فيها في قسم علوم القرآن ولله الحمد اعمل على الحاسوب كوني احفظ الازرار الموجودة في لوحة الكتابة وانا ايضا اقرأ القرآن وحاصل على الكثير من الإجازات القرآنية وقراءتي أشبه بالمبصر وقد وفقني ربي عز وجل ووصلت الى مناي».
2/ الضرير حسن طاهر محمد الكريمي من منطقة الاحساء بالسعودية: « فقدت بصري وعمري سنتان انا أتردد كثيرا على العتبات المقدسة من عمر الشباب الى هذا عمري وقد بلغت 65 سنة  , و تبعث لي زيارة سيدي ومولاي ابي عبد الله الحسين (عليه السلام)استقرارا روحيا وصحيح اني لم اره ببصري لكني أرى ببصيرتي فقلبي يراه ويشعر به وقلبي يبصر ومشاعري عند زيارة الامام الحسين (عليه السلام) هي اولا تغمرني بالحزن والأسى بما جرى على الامام الحسين وأهل بيته الطاهرين (عليهم السلام), وأيضا تملأ قلبي إيمانا وسرورا وفرحا عندما ازور الامام الحسين وأخاه ابا الفضل العباس (عليهما السلام) كوني بقربهم وكونهم مصدر أمان روحي للإنسان , وآمل من الله عز وجل ان يطول عمري لكي ازور مرارا وتكرارا وان توفاني الله فسيشفع لي الامام الحسين (عليه السلام) يوم الورود , كوني ضريرا ولكن لم تنته حياتي بفقداني بصري فقد تعلمت القراءة بطريقة برايل للمكفوفين وكنت اعمل موظفا حكوميا اختصاص البدالة والان متقاعد من 8 سنوات وأيضا تعلمت القرآن الكريم في معهد النور للمكفوفين وكثيرا ما اسمع القرآن واردده مع القارئ ودرست الرياضيات ايضا في معهد النور بالإحساء».
3/ الضرير احمد فتلاوي مرود من سكنة محافظة كربلاء : «في سنة 2009 كنت اعمل كاسبا وانفجرت في وجهي بطارية شحن سيارة وقد تدفق محلولها داخل عيوني فقل نظري جدا وعميت احد عيوني وبعدها أصابني مرض وهو داء السكري حيث تأثرت الشبكية واكفف نظري تماما, انا مواظب على زيارة اهل البيت (عليهم السلام) وزيارة مولاي ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) والذي يدفعني للزيارة هو حب اهل البيت (عليهم السلام) ولم يكن اكفاف بصري عائقا للزيارة وإنما زاد ايماني وان المؤمن مبتلى وعسى الله ان يشفيني ويرجع الي بصري بزيارتي للإمام الحسين ومولاي ابي الفضل العباس (عليهم السلام), وعندما ازور أئمتي مشاعري وأحاسيسي لا توصف وعندما ادخل الحرم المقدس اشعر وكأني اراه وأشاهده والبصيرة لدي كبيرة حيث انني انسى ان ليس لدي نظر و يطمئن قلبي جدا وينتابني شعور بالطمأنينة وهذا فضل من الله عز وجل وأهل البيت عليهم السلام , والناس الخيرون يأتون بي الى العتبتين المقدستين لكي ازور جزاهم الله خيرا واقف عند قارئي الزيارة بين الحرمين الشريفين كي اقرأ الزيارة معهم ومنتسبو العتبتين يدخلونني الى المرقد كي أطوف بجنة الارض واصلي وأتم زيارتي ,وأمنيتي ان ازور بقية العتبات المقدسة كزيارة امير المؤمنين والإمام الكاظم (عليهم السلام) وهي صعبة جدا من حيث اني ضرير اولا ولم يتيسر لي ان اذهب بمفردي للاماكن البعيدة وثانيا ان حالتي المادية ضعيفة جدا وبهذا يصعب علي الزيارة وتبقى زيارتهم امنية اتوق اليها ,علما ان لدي شهادة المتوسطة وكنت في شبابي اقرأ القرآن الكريم قبل الحادثة والان لم يتيسر لي ان اقرأ ولكني أحفظ بعض السور واردد بعضها مع القارئين في الراديو او التلفزيون».
4/الضريرة نعيمة روانبغش مديرة مدرسة حفاظ القرآن في ايران :»كان عمري 15 عامافقدت البصروهذه الزيارة الاولى لي لمرقد الامام الحسين(عليه السلام)حيث شعرت بأجواء روحانية وشعور لايوصف وشعور بالراحة والطمأنينة على رغم انني لم اشاهد في حياتي ضريح الامام عليه السلام ولكن من خلال من قرأت عنه وماينقله لي اهلي وأقاربي مما يشاهدونه رسمت لي صورة جميلةعن المكان  المقدس احسها ببصيرتي».
5/الضرير محمد عبدالشهيدباقر من ايران : «نحن لانرى الامام الحسين(عليه السلام)بالأبصاروإنما ننظراليه بعين القلب وعندما ادخل مرقده الطاهر ينتابني الخشوع وأتذكر مباشرة ماجرى على الامام الحسين(عليه السلام)وأهل بيته(سلام الله عليهم)في واقعة كربلاء,وأيضاعندماادخل الضريح المقدس اتفكرفي نفسي كيف كان قبره سابقا واليوم كيف اصبح ولااستطيع ان اتصور شكل المكان ولكني اراه بعين قلبي وافقد صوابي عند دخولي ولايتصورالموقف بكلمات فهو احساس ينتابني ويشعرني بالاستقرار الروحي».


6/الضرير يوسف محمد دحنون من جنوب لبنان: «انا طالب في الحوزة العلمية منذ عام 2003 وعمري الان 33 سنة وأنا لم ابصر منذ الولادة , تشرفت بزيارة الامام الحسين (عليه السلام)لأول مرة وأرجو ان يوفقني الله تعالى ويشرفني بالعودة لزيارة الامام المظلوم وان الله سبحانه قد امتحنني وأكرمني بفقد بصري وهذه نعمة اشكر الله عز وجل عليها صحيح اني ضرير ولم ابصر ولكن الله عوضني بنور محمد وال محمد ونور الحسين وأخيه ابي الفضل العباس (عليهم السلام) وقد منَّ الله علي ان ارى بنور مصباح الهدى وان اركب سفينة النجاة سفينة اهل البيت عليهم السلام , ومشاعري لا توصف بكلام عند دخولي مرقد ابي الاحرار (عليه السلام) فتتخللها الاهات والاسى والحزن على ماحصل على الامام واهل بيته (صلوات الله عليهم) وأيضا الاطمئنان الروحي والشعور احسه بقلبي وبصيرتي ونور اهل البيت (عليهم السلام) هو من يأتي بهذا الشعور في داخلي ,واني اشكر خدام العتبة الحسينية المقدسة وأتمنى ان اكون خادما لخدام الامام الحسين (عليه السلام)وأسال الله لهم علو المقام والدرجات في الدنيا والآخرة وأخر دعواي ان الحمد لله وان يتقبل اعمالنا ويقضي حوائجنا بالإمام الحسين (عليه السلام)».