2014-7-28
View :619

مستقاة من الخُطبة الاولى لصلاة الجُمعة بإمامة السيد احمد الصافي  في 19/رمضان/1435هـ الموافق 18/7/2014م


 


من جملة ما قاله النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في استقبال شهر رمضان الكريم: (واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه، وتصدّقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقّروا كباركم، وارحموا صغاركم، وصلوا أرحامكم، واحفظوا ألسنتكم).

وبالتأكيد فإن السمة الغالبة لشهر رمضان أن الانسان المؤمن يمتنع فيه عن اللذائذ الحسيّة ولعل قرب الانسان من هذه اللذائذ وحاجته لها بدنياً هي مسألة الاكل والشرب، والدنيا فيها صيف وفيها شتاء والانسان في بعض الحالات تتوفر له الاطعمة والاشربة وفي بعض الحالات تشح، ولذا فان الانسان يقدم باختياره على ان يترك هذه اللذائذ بما اوجب الله تبارك وتعالى هذا شرط بل صحة الصيام تتوقف على ذلك وهو وقت من الفجر الصادق الى الغروب، لكن النبيّ (صلى الله عليه وآله) جعل هذه الحالة فيها تذكرة وان الانسان يمرّ بحالات كثيرة.

فمثلاً قد يصادف الإنسان خلال حياته الظلمة فيتذمر منها.. ولكنه في الوقت ذاته ويعتبر؛ فكيف يعتبر ؟! 

ان هناك ظلمة ستواجه الانسان وهي ظلمة القبر والانسان عندما يتذكر هذه الاشياء لا مجرد ان تمر عليه مر الكرام بلا ان يترتب اثر او مثلا ً الانسان يشيّع بعض الاحبة او الاصدقاء ثم اثناء وقوفه على هذا القبر يضطر هو والاخرون ان ينصرفوا عن الميت وهذه الحالة تجعل الانسان يتصوّر المصير الذي لابد منه وهو الموت، وبالتالي فعلى الانسان ان يرتب عمله حتى اذا جاءت تلك اللحظة التي لابد منها لكل حي هو قد استعد لذلك، فمعنى التذكر ان الانسان يتذكر لا ان تمر عنده قضية بخاطره فقط.

وهنا خلال شهر رمضان يقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ان الانسان يجوع في الصيام وخصوصاً في ايام الصيف مع الجوع والعطش الشديد، ولكن على الانسان ان لا تمر عليه هذه الحالة بدون اعتبار وبلا تذكر، حيث يقول (عليه الصلاة والسلام): (في تلك الحالة اذكروا بجوعكم وعطشكم في هذا الشهر الفضيل جوع يوم القيامة وعطشه).

إن الجوع والعطش في صوم شهر رمضان لهما فترة وتنتهي، اما جوع وعطش يوم القيامة فحقيقة مشكلة كبيرة ان الانسان عندما يجوع ان كان للحساب فهو يوم طويل وان كان مآل هذا اليوم وحساب الشخص لجهنم والعياذ بالله فانه سوف لا يُسقى الماء وانما يُسقى الحميم ولا يأكل الاكل المتعارف، فالإنسان اذا تذكر جوع وعطش يوم القيامة وقارنه بجوع وعطش شهر رمضان فهذا يعينه على طوي الساعات بشكل يسير وسيرى بانها ساعات وتنتهي مسألة الجوع والعطش في شهر الصيام وعندما يتذكر ذلك اليوم الشديد يهون عليه هذا اليوم القليل.

ثم قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (وتصدّقوا على فقرائكم ومساكينكم ، ووقّروا كباركم ، وارحموا صغاركم ، وصلوا أرحامكم).

إن هذا التصدّق من المفاهيم الاقتصادية والانسان عندما يتحسس الاخرين ويتصدق ويخرج هذا المال حتى يخفف العبء على فقير او على مسكين .. هل هذه المشاركة الوجدانية والاحساس بالاخرين يجعل الانسان عندما يتصدق لا يمنّ بل بالعكس يتشكر من الفقير لأنه كان ضمن مشروع ثوابه.. ولعلّ بعض المعصومين كان عندما يتصدّق يرجع المال يقبله ثم يعطيه لماذا ؟! لأن الصدقة تقع بين يدي الله سبحانه وتعالى قبل ان تقع بين يدي الفقير، فهذا التعامل والأدب في شهر رمضان يولّد حالة من الطبيعة الجميلة المحببة الاحسان ومشاركة الاخرين بمعاناتهم يجعل الانسان يتفحص عن الفقير والمسكين وكان الائمة يقومون بهذا العمل بأنفسهم.

ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم): (ووقّروا كباركم ، وارحموا صغاركم)، وهنا لابد أن نشير إلى ما يحدث من انحراف الاخلاق في مسألة الآداب العامة، فهناك حالة من الإعراض عن التربية في مواطن الآداب العامة، اذ تجد ولداً صغيراً يتجاوز على كبير بلا سبب او حتى مع السبب لكن السبب لا يرقى لذلك أو أن جاراً يتجاوز على جاره!!

إن احترام من هو أسن ومن هو اكبر هذا خلق ندب اليه الشارع وعندما يمر رجل كبير امام بعض الشباب قد يستهزئون به وقد لا يحترمونه الاحترام اللائق وقد يتجاوزون عليه .. ولا من نكير.. لا الاب في مقام ان يربي ويقول ماذا صنعت في هذا النهار؟ ولا الام تعلم بما يصنع ابنها !! ويبقى هذا يتجاوز ويتجاوز وتكون اخلاق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ووصايا النبي في جانب ونحن في جانب آخر، او مسألة الصغير فالصغير يحتاج الى رحمة وعطف فهناك مشاكل اسرية فمثلا ً زوجة توفي زوجها وتتزوج من آخر هذا الاخر يبدأ ينتقم من اولادها وكأنهم اعداء وهم صغار ينتقم منهم ويضربهم ضرباً بعيدا عن الرحمة.

ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم): (وصلوا أرحامكم)، إن صلة الرحم من ابرز موارد الطاعة الى الله تعالى والانتصار على شهوات النفس ورغبات النفس، وصلة الارحام تطيل العمر فضلا ًعن الروابط الاجتماعية التي تؤسسها صلة الرحم، ونلاحظ سويةً النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عندما يتكلم بأمور حساسة وهو يستقبل شهر رمضان، وهذه الاشياء بالتأكيد جزء من بناء مجتمع سليم ونظيف لا يمكن ان تتسرب اليه الامراض فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وضع يده الكريمة على مواطن الخلل الموجود في المجتمع ولحرصه علينا يريد ان يقودنا الى مواطن الهداية خصوصاً في هذا الشهر الكريم.

من جملة ما قاله النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في استقبال شهر رمضان الكريم: (واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه، وتصدّقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقّروا كباركم، وارحموا صغاركم، وصلوا أرحامكم، واحفظوا ألسنتكم).


وبالتأكيد فإن السمة الغالبة لشهر رمضان أن الانسان المؤمن يمتنع فيه عن اللذائذ الحسيّة ولعل قرب الانسان من هذه اللذائذ وحاجته لها بدنياً هي مسألة الاكل والشرب، والدنيا فيها صيف وفيها شتاء والانسان في بعض الحالات تتوفر له الاطعمة والاشربة وفي بعض الحالات تشح، ولذا فان الانسان يقدم باختياره على ان يترك هذه اللذائذ بما اوجب الله تبارك وتعالى هذا شرط بل صحة الصيام تتوقف على ذلك وهو وقت من الفجر الصادق الى الغروب، لكن النبيّ (صلى الله عليه وآله) جعل هذه الحالة فيها تذكرة وان الانسان يمرّ بحالات كثيرة.


فمثلاً قد يصادف الإنسان خلال حياته الظلمة فيتذمر منها.. ولكنه في الوقت ذاته ويعتبر؛ فكيف يعتبر ؟! 


ان هناك ظلمة ستواجه الانسان وهي ظلمة القبر والانسان عندما يتذكر هذه الاشياء لا مجرد ان تمر عليه مر الكرام بلا ان يترتب اثر او مثلا ً الانسان يشيّع بعض الاحبة او الاصدقاء ثم اثناء وقوفه على هذا القبر يضطر هو والاخرون ان ينصرفوا عن الميت وهذه الحالة تجعل الانسان يتصوّر المصير الذي لابد منه وهو الموت، وبالتالي فعلى الانسان ان يرتب عمله حتى اذا جاءت تلك اللحظة التي لابد منها لكل حي هو قد استعد لذلك، فمعنى التذكر ان الانسان يتذكر لا ان تمر عنده قضية بخاطره فقط.


وهنا خلال شهر رمضان يقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ان الانسان يجوع في الصيام وخصوصاً في ايام الصيف مع الجوع والعطش الشديد، ولكن على الانسان ان لا تمر عليه هذه الحالة بدون اعتبار وبلا تذكر، حيث يقول (عليه الصلاة والسلام): (في تلك الحالة اذكروا بجوعكم وعطشكم في هذا الشهر الفضيل جوع يوم القيامة وعطشه).


إن الجوع والعطش في صوم شهر رمضان لهما فترة وتنتهي، اما جوع وعطش يوم القيامة فحقيقة مشكلة كبيرة ان الانسان عندما يجوع ان كان للحساب فهو يوم طويل وان كان مآل هذا اليوم وحساب الشخص لجهنم والعياذ بالله فانه سوف لا يُسقى الماء وانما يُسقى الحميم ولا يأكل الاكل المتعارف، فالإنسان اذا تذكر جوع وعطش يوم القيامة وقارنه بجوع وعطش شهر رمضان فهذا يعينه على طوي الساعات بشكل يسير وسيرى بانها ساعات وتنتهي مسألة الجوع والعطش في شهر الصيام وعندما يتذكر ذلك اليوم الشديد يهون عليه هذا اليوم القليل.


ثم قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (وتصدّقوا على فقرائكم ومساكينكم ، ووقّروا كباركم ، وارحموا صغاركم ، وصلوا أرحامكم).


إن هذا التصدّق من المفاهيم الاقتصادية والانسان عندما يتحسس الاخرين ويتصدق ويخرج هذا المال حتى يخفف العبء على فقير او على مسكين .. هل هذه المشاركة الوجدانية والاحساس بالاخرين يجعل الانسان عندما يتصدق لا يمنّ بل بالعكس يتشكر من الفقير لأنه كان ضمن مشروع ثوابه.. ولعلّ بعض المعصومين كان عندما يتصدّق يرجع المال يقبله ثم يعطيه لماذا ؟! لأن الصدقة تقع بين يدي الله سبحانه وتعالى قبل ان تقع بين يدي الفقير، فهذا التعامل والأدب في شهر رمضان يولّد حالة من الطبيعة الجميلة المحببة الاحسان ومشاركة الاخرين بمعاناتهم يجعل الانسان يتفحص عن الفقير والمسكين وكان الائمة يقومون بهذا العمل بأنفسهم.


ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم): (ووقّروا كباركم ، وارحموا صغاركم)، وهنا لابد أن نشير إلى ما يحدث من انحراف الاخلاق في مسألة الآداب العامة، فهناك حالة من الإعراض عن التربية في مواطن الآداب العامة، اذ تجد ولداً صغيراً يتجاوز على كبير بلا سبب او حتى مع السبب لكن السبب لا يرقى لذلك أو أن جاراً يتجاوز على جاره!!


إن احترام من هو أسن ومن هو اكبر هذا خلق ندب اليه الشارع وعندما يمر رجل كبير امام بعض الشباب قد يستهزئون به وقد لا يحترمونه الاحترام اللائق وقد يتجاوزون عليه .. ولا من نكير.. لا الاب في مقام ان يربي ويقول ماذا صنعت في هذا النهار؟ ولا الام تعلم بما يصنع ابنها !! ويبقى هذا يتجاوز ويتجاوز وتكون اخلاق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ووصايا النبي في جانب ونحن في جانب آخر، او مسألة الصغير فالصغير يحتاج الى رحمة وعطف فهناك مشاكل اسرية فمثلا ً زوجة توفي زوجها وتتزوج من آخر هذا الاخر يبدأ ينتقم من اولادها وكأنهم اعداء وهم صغار ينتقم منهم ويضربهم ضرباً بعيدا عن الرحمة.


ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم): (وصلوا أرحامكم)، إن صلة الرحم من ابرز موارد الطاعة الى الله تعالى والانتصار على شهوات النفس ورغبات النفس، وصلة الارحام تطيل العمر فضلا ًعن الروابط الاجتماعية التي تؤسسها صلة الرحم، ونلاحظ سويةً النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عندما يتكلم بأمور حساسة وهو يستقبل شهر رمضان، وهذه الاشياء بالتأكيد جزء من بناء مجتمع سليم ونظيف لا يمكن ان تتسرب اليه الامراض فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وضع يده الكريمة على مواطن الخلل الموجود في المجتمع ولحرصه علينا يريد ان يقودنا الى مواطن الهداية خصوصاً في هذا الشهر الكريم.