2015-2-14
View :456

* سعيد رشيد زميزم


 


في الخمسينيات من القرن الماضي كان صدور الوثائق الرسمية (شهادة الجنسية- جواز السفر- اوراق الطابو) وغيرها من الوثائق المهمة من العاصمة بغداد فقط وفي تلك الفترة كانت المواصلات صعبة وشحيحة في الوصول الى بغداد ، حيث لم تكن السيارات الكبيرة متوفرة باستثناء عدد من السيارات الصغيرة التي كان يطلق عليها بـ (التورن) وكان سعر ركوب الشخص لهذه السيارة بحدود (1) دينار وان هذا المبلغ كان كبيراً جداً ، كما ان الوصول متاخرا الى بغداد يجعل من الصعوبة انجاز المعاملة في نفس اليوم مما يضطر المواطن الى المبيت ومن ثم صرف مبالغ اضافية كالاكل ومصاريف الفندق وعليه اصبح ابناء كربلاء يشعرون بالتذمر وقد اوصل ابناء المدينة تذمرهم هذا الى وجهاء كربلاء الذين كانوا يجتمعون في الدواوين الكربلائية وعلى اثر هذه التطورات اجتمع مجموعة من تجار ووجهاء مدينة كربلاء في ديوان آل كمونة الواقع في منطقة المخيم وقد ناقش المجتمعون هذه المشكلة وتوصلوا الى  قرار وهو القيام بجمع مبلغ لشراء سيارة تُخصص لنقل ابناء كربلاء الى بغداد ويكون انطلاقها من مدينة كربلاء بعد أذان الفجر بربع ساعة مما يعني ان السيارة ستصل الى بغداد قبل بدء الدوام الرسمي وان هذا الامر سيؤدي الى توفير الوقت الكافي لإنجاز معاملة الحصول على الوثائق التي اشرنا اليها، اضافة الى ان الاجرة تكون تعاونية
شكل وجهاء كربلاء لجنة برئاسة الشيخ عبد الحسين كمونة وعضوية كل من المرحوم نعمة السلمان والمرحوم الحاج فالح البقال والمرحوم الحاج ناصر الخطيب لجمع التبرعات من وجوه وتجار كربلاء لشراء السيارات المذكورة.
قامت هذه اللجنة بحملة لجمع التبرعات فتمكنت من جمع الاموال اللازمة لشراء السيارة المذكورة وقد تم شراؤها من احد تجار مدينة البصرة والذي كان يأتي في زيارة الاربعين من كل عام ويدعى الحاج عبدالله البصري واطلق على هذه السيارة (سيارة الحسين (عليه السلام) ) وبهذا سهلت مهمة الوصول الى بغداد ومن ثم تمكن ابناء المدينة من الحصول على الوثائق التي اشرنا اليها بسهولة، وبهذا اصبحت هذه السيارة مركزا للتفاؤل بإنجاز المعاملات ببركة الامام الحسين (عليه السلام) وفعلا ً كانت المعاملات تُنجز بسرعة.