2015-8-30
View :1115

اجتهدَ آية الله الشيخ محمد إبراهيم الكلباسي النجفي (رحمه الله) على إصدار كتاب (الخصائص العباسية) الصادر عن المكتبة الحيدرية سنة (1420 هـ) تيمناً بمقام سيدنا أبي الفضل العباس (عليه السلام) عبر صفحاته 368 التي حوتْ الحديث عن سيرة بطل العلقمي وقمر بني هاشمَ وما رافقته من مواقف وبطولات يعجز اللسان عن ذكرها.
ويقول الشيخ الكلباسي في مقدمة كتابه: لمّا رأيت آثار الشيخوخة قد ظهرت عليّ، وعلامات الضعف والنقاهة قد بدت فيّ، فقواي الجسمية نحو الانحطاط، وشمس عمري تقرب من الأُفول والغروب، ولم أرَ في ديوان عملي عملاً صالحاً مقبولاً، ولا في ما سلف منّي أثراً خالصاً مفيداً، فكدت آيس لولا أن تداركتني رحمة ربّي.
وإذا بي أتذكّر ما روي متواتراً عن الرسول (صلّى الله عليه وآله): (( مثل أهل بيتي كسفينة نوح مَنْ ركبها نجا ........ )). ولكن كيف لي الركوب في سفينتهم؟ وأنّى لي الكون معهم (صلوات الله عليهم أجمعين) بلا وجاهة ولا لياقة منّي، ولا وسيلة ولا واسطة من ذي وجاهة وكفاءة؟! هذا وهم نور الله في الأرض، وحجج الله على الخلق، وأصحاب البسط والقبض، ووديعة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وخلفاؤه من بعده فينا، فخطر على بالي قوله تعالى: (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
ورأيت أنّ أبا الفضل العبّاس (عليه السّلام) هو باب الإمام الحسين (عليه السّلام)، ومَنْ أستطيع بوسيلته التمسّك بخامس أهل الكساء وريحانة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وألج عبره إلى سفينة نجاة أهل البيت (عليهم السّلام).
فكما إنّ الإمام عليّاً أمير المؤمنين (عليه السّلام) باب علم مدينة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فكذلك أبو الفضل (عليه السّلام) باب عناية أخيه الإمام الحسين (عليه السّلام).
ولذلك قرّرت مع قلّة بضاعتي وضعف بياني أن أطرق باب الإمام الحسين (عليه السّلام) وجهدي الضعيف، فأكتب من فضائل أبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) ومناقبه، وما تيسّر لي انتقاؤه من كتب شتّى، وما سمح لي التوفيق بجمع ما تفرّق من خصائصه الكبرى، وأنا أعترف بقصوري وعجزي عن درك ساحل يمّه الوارف، ونَيل قليلٍ ممّا يحويه بحر جوده الجارف، وبلوغ وصف شيء ممّا يحمله من فضائل ومكارم.