2015-9-5
View :733

تقرير : ضياء الاسدي


 


اعرب عددٌ من المسؤولين في دائرة ذوي الاحتياجات الخاصة ومعهد النور التابع لوزارة العمل والشؤون الأجتماعية في محافظة بغداد ,عن استعدادهم التام بفتح باب التعاون اللامحدود مع العتبة الحسينية المقدسة عن طريق اقامة مختلف الدورات التي تستهدف شريحة المكفوفين في داخل محافظة كربلاء المقدسة خدمة للانسان بصورة عامة وشريحة المكفوفين على وجه الخصوص.
جاء ذلك خلال الزيارة التي اجراها وفد العتبة المقدسة الى للدائرة بهدف تكريم الكوادر التعليمية والتدريسية في المعهد والعاملين في الدائرة بعد نجاح الدورة الاولى للتعلم القراءة والكتابة للمكفوفين والاعلان عن الدورة الثانية التي ستقام بداية الشهر العاشر.
وقال معاون المدير العام لشؤون المحافظات ومدير العوق البدني في دائرة ذوي الاحتياجات الخاصة؛ الدكتور عامر خزعل الموسوي: «في الوقت الذي نثمن فيه دور العتبة الحسينية المقدسة في القدوم على مثل هكذا خطوات مشجعة تستهدف شريحة المكفوفين من خلال اقامة الدورات الخاصة بهم؛ نأمل في الوقت ذاته بتقديم العديد من الخدمات الاجتماعية والنفسية والايوائية وبما ينضوي تحت عنوان الرعاية الاجتماعية لكافة شرائح المعوقين وليس للمكفوفين كون اننا لدينا في كربلاء  المقدسة العديد من المعاهد ومنها معهد الرجاء للعوق العقلي بالاضافة الى معهد الأمل لشريحة الصم والبكم و الذي نحن الان بصدد إعداد مناهج لشريحة الصم لتمكينهم من الحصول على شهادة الابتدائية ومواصلة مراحل التعليم المتقدّم».
واضاف:»  نحن نأمل ان تساعدنا الامانة العامة للعتبة المقدسة بتشييد واقامة معهد يستهدف هذه الشرائح واخص بالذكر (المكفوفين) ونحن بدورنا على استعداد عالٍ ولا محدود بأن نوفر جميع ما يتطلبة المعهد من كوادر تعليمية وتدريسية وتزويد مايحتاج اليه المكفوف من مواد للدراسة وفق افضل واحدث التقنيات المعمول بها وهي البرامج الناطقة والابتعاد عن اللغة التقليدية والمعروفة ببرايل  «.
من جهته تحدث أحد تدريسيي معهد النور لذوي الاحتياجات  الخاصة بمحافظة بغداد  علاء ابو رغيف قائلا: «لابد من تقديم الشكر الوافر والامتنان للعتبة الحسينية المقدسة، واما بخصوص مبادرة العتبة الحسينية فأقولها بصراحة أن هذه الشريحة مظلومة لم يذكرها الا القليلون فشريحة المكفوفين هي شريحة حملت التراث العربي على ظهرها بل وخدمت اللغة العربية والدين الاسلامي والفقه الاسلامي على رأس هذه الشريحة بدءاً من عبدالله بن عباس والمكتوم الى الاخفش وآخرين بحيث اذا اردنا ان نتتبع المكفوفين في قراءة القران والادب العربي والتفسير القرآني فاننا نجد ان المكفوفين لهم القدح المعلّى والكعب الاعلى في قضية الاسلام واللغة العربية والتراث العربي، بينما نجدها قد همشّت وظُلمت واليوم نجد ايادي تمتد لهذه الشريحة فالشيخ الكربلائي هو اول من تذكر شريحة المكفوفين».
واضاف ابو رغيف :» نرجو من العتبة الحسينية ان تاخذ بنظر الاعتبار حاجات المكفوفين من افواههم لأنه لدينا في كربلاء الكثير منهم حُرِم من الزواج لقلّة ذات اليد وللعلم ان المكفوف يستلم 50 الف دينار في الشهر لذلك ندعو بكل صراحة الى تطبيق قانون ذوي الاحتياجات الخاصة وندعو الى اعانة المكفوفين بطريقة رسمية ونامل ان تكون هناك ديمومة لتلك الدورات من الحكومة المركزية وبمناشدة القائمين على العتبات المقدسة».
مبيناً: بأنّ «المكفوفين اليوم يشغلون مواقع كثيرة في جامعات العراق ففيها العديد من الفاعلين ولكن المكفوف لا يُسمح له بالتعيين في التربية وللاسف وانا عن نفسي مستعد للحضور واعطاء المحاضرات في أي دورة تقيمها العتبة المقدسة وبدون أي مقابل خدمة للإنسان بصورة عامة وشريحة المكفوفين بصورة خاصة».
في سياق متصل تحدث عمار علي حامد استاذ مادة اللغة الانكليزية في معهد النور للمكفوفين وقال:»من خلال مشاركتنا في الدورة الاولى التي اقيمت من قبل العتبة الحسينية وجدنا ان المكفوفين في كربلاء يفتقرون بصورة كبيرة الى تعلّم القراءة والكتابة بطريقة برايل  وهذه الدورات في الحقيقة وقتها قصير ورغم ذلك فقد نضجت ثمارها وبدأ الطلبة يستفيدون منها ويقرأون ويكتبون وكان الدافع الاول لهذا هو رغبتهم لتعلم القراءة والكتابة فأنا ارجو لإقامة وديمومة لتلك الدورات وبوقت اطول يمتد لشهر او شهرين كما ونامل ان يكون هناك مركز متخصص لتعليم هذه الشريحة والالتفات اليها من جميع النواحي و يشتمل على اقسام متعددة في مجالات مختلفة كأن يكون قسم تعليمي للقراءة والكتابة واستخدام الحاسوب والبرامج الناطقة، وقسم تأهيلي حيث ان بعض المكفوفين يحتاج الى تأهيل نفسي وحركي كي يتم تعليمه كيف يختلط مع الآخرين وكيف يتم دمجه بالمجتمع وتقوية ثقته بنفسه ويشاهد الاساتذة الذين يقومون بتدريسه وهم مكفوفون ايضا؛ كون ان هناك الكثير ممن  ينظر الى الكفيف وكأنه عاجز لا يستطيع الانضمام الى المجتمع او التعلم او التواصل مع الآخرين».
وقدم حامد مقترحاً يقضي بان «تضم مكتباتها كتب مطبوعة بطريقة برايل واستيرادها  من الوقف الجعفري في دولة الكويت كونه مركز متخصص لطباعة الكتب بطريقة برايل وهي كتب متنوعة ادبية  وفقهية و كتب للتفسير وغير ذل, مع تهيئة وجلب طابعات متخصصة طابعة (انديكس) تحول المادة المطبوعة بصيغة ملف وورد من الكتابة العادية الى كتابة مطبوعة بطريقة برايل».
الجدير بالذكر ان الدورة الأولى التي اقامتها شعبة النشر التابعة  لقسم اعلام العتبة الحسينية وبالتعاون مع قسم تطوير الموارد البشرية فيها قد وصل اعداد المشتركين فيها الى اكثر من 18 كفيف من داخل محافظة كربلاء المقدسة؛  ولضيق الوقت وعدم الاستعداد لها بالشكل المتوقع فأن العتبة المقدسة دأبت على ديمومة الاهتمام بتلك الشريحة وتم الاعلان عن بدء الدورة الثانية والتي سيكون بدايتها مع بداية الشهر العاشر وباستيعاب اعداد مضاعفة».