2016-3-24
View :1722

حيدر عاشور


 


الجدية صفة غلبت على عقول العراقيين، بعد الاحداث الدامية والمؤلمة، وبعد جمعة حاشدة من التظاهرات في مركز العاصمة العراقية بغداد، المشهد العراقي الدامي اجج اسئلة مبطنة وأخرى علنية والتكهنات تسارعت، حتى اصبحت قراءته صعبة للغاية، خاصة بعد ان توقفت الخطبة السياسية للمرجعية الدينية العليا، وخروج الافاعي من جحورها تدعي الوطنية، والفاسدون من السياسيين خانوا حتى انفسهم وهم يمهدون الطريق للقتل المجاني عبر الانفجارات المعدة  في المناطق الفقيرة من العراق..هنا نضع اسئلة هي محض نقاش ومباشرة، هل المرجعية ستنقذ البلاد من الخراب السياسي..؟ وهل تخفي وراء عباراتها سيكون لنا موقف عند الضرورة هو استنهاض الضمير عند السياسيين والشعب..؟ هل ستقوِّم السياسيين والحكومة بعد ان قوَّمت وأرجعت هيبة الجيش والشرطة والأمن في ربوع العراق ..؟ وما زالت تقارع (دواعش) العصر من مخلفات ال يزيد ومعاوية، هل ستترك الاخرين يفرضون هيمنتهم على العراق بعد ان اثبتوا فشلهم سياسيا وأخلاقيا..؟
الشعب العراقي والعالم الان يتطلع الى المرجعية بعين المنقذ والفارس الذي سينقذ العراق وينتشل شعبه من ظلمات السياسة الجائرة وانحرافها، والهجمات الشرسة التي هدفت الى تفكيك وتجزئة الاراضي والهيمنة عليها لأهميتها الإستراتيجية، بعد ان فرض عليها الاحلاف على عدم استقرارها، بمدها بالحروب بالوكالة بين الاخوة بالعقيدة والدين في كثير من الأحايين، وانجرارهم نحو هاوية الموت الذي يدفع ثمنه الشعب نتيجة غياب الوعي القيادي للعراق، وتأتي دائما القوة الالهية المتمثلة في المرجعية لسد الفراغ الذي ينتج عن غياب القيادة الحكيمة ...
وهكذا كل ما ينفذه الامريكان واذنابهم من مخططات ضد البنى العراقية، وتحدث فجوة عميقة في العملية السياسية تأتي القوة الربانية ترمم وتسد الفراغ، وهي النغمة التي اصبحت محل تداول كبير في الاوساط الثقافية والسياسية والدينية وحتى من بسطاء الشعب،اثر حجب المرجعية خطبتها السياسية بجمعها المباركة والتي كانت محط ترقب لجميع اطياف الشعب العراقي والعالم بمختلف مشاربه وتوجهاته، وهي تحذر  وتطالب وتكشف الألاعيب والمحاور السياسية والاجتماعية، وبذات الوقت تعطي الحلول وتسد الفراغات التي تعجز الدولة من ان تملأها بوضوح وهي رافضة للتدخلات الخارجية بعد ان تعنون كل المسميات بأسمائها وتساعد الحكومة على التمتع بالاستقلال الناجز وفي بعض الاحايين صممت على ان تملأ الفراغات السياسية والمدنية والعسكرية بنفسها في حالة الخطر المحدق وشاهد الامر الحشد الشعبي الذي شكل بيوم واحد وصد مئات الهجمات لـ(داعش) الإرهابي، واستمرت هذه المواقف من دون اي تغيير برغم المحاولات التي بذلتها المرجعية على أكثر من مستوى محلي لإحداث تبدل في مواقف المشاركين في العملية السياسية نحو بناء عراق خال من الارهاب والفساد عبر ثورة الاصلاحات التي تبناها الشارع العراقي ولكن تمادي السياسيين والمتسلطين والمستفيدين وكشف نياتهم في عرقلة البناء وفسح المجال عبرهم لـ(داعش) الداخل و(داعش) الخارج ان تنفذ مخططاتها المعدة سلفا على العراق وهي دعوات واضحة لـ(داعش) كي يتمكن في فعله الاجرامي بالمناطق الفقيرة في العراق..
يقول محدثي ان للمرجعية الدينية دورا خاصا في قيادة العراق لا يجوز ان تتركها، بعد ان منحها الشعب ثقته وأدمن على حلولها وسد الفراغات الكبيرة بأوقاتها، ويؤكد ان تدخلها عند الضرورة يعني ان الشعب ملزم ان يكون صاحب قرار في اروقة البرلمان نتيجة ضغطه عليهم لتحسين ادائهم او رحيلهم...
وقال مستمع النقاش ليس الجميع يفهم ما تقوله المرجعية الدينية العليا، لكنها العين الحارسة للعراق وشعبه وعلينا ان لا ان نناقشها بل نساعدها على ملء الفراغ السياسي بالخروج الجماعي لإثبات واستمرار ثورة الاصلاحات التي شجعت الناس عليها، لأنها تراقب عن كثب المشهد العراقي برمته.