2014-5-3
View :531




إن شيئاً من النظافة مع شيء من الذوق الفنّي يُحيلان البيوتات البسيطة أو الفقيرة إلى جنينات، فليست فخامة الأثاث والديكور هما الجمال الوحيد، فمن الممكن أن تنظر إلى متجر يكدِّس البضاعة فوق بعضها البعض وقارنهُ بآخر يعرض بضاعته ومنتوجاته بطريقة فنّية فيها لمسة جمالية راقية قد تكون بضائع الأوّل أغلى وأثمن لكن أسلوب العرض هو الذي جعل الزبائن يقبلون على الثاني ويُعرضون عن الأوّل.



إن الذوق الجمالي ليس شيئاً ترفياً في العناية بالبيئة هو جمالها المكمّل وهو مسؤوليتك ومسؤوليتي ومسؤولية الدولة.



إن صاحب البلدية ذا الذوق الرفيع يساهم في توفير أسباب الجمال في المدينة، وأعمدة الكهرباء ذات الأبعاد المتناسقة والألوان المتجانسة والمصابيح الموحّدة تضفي على جوّ المدينة ـ خاصة في الليل ـ طابعاً جميلاً قريباً من القلب.



والحدائق العامة التي تتوزع فيها النافورات وكأنّها ولدت هناك وأصص وأحواض الورود الزاهية المبثوثة في جنباتها، والتي لا تفتر يد البستانيين في تقليمها وتشذيبها والعناية بسقايتها، وهندسة أشجارها تغرسُ في مخيلة الناظر نشوة جمالية وقد تعلِّمه درساً في تذوّق الجمال.



كما أن السير المروري المنظّم وفق اشارات ضوئية تُراعى من قبل السائقين؛ يقفون حيث تُضيء اشارة الوقوف ويتحركون عندما تشتعل الإشارة هو نهرٌ جار من السيارات المتدفقة في تناسق بديع.. (قارن ذلك مع ما تشاهده من فوضى مرورية في بعض مدننا).



إذا عرفت أهمية الحفاظ على نظام البيئة عرفت لماذا كان النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يأمر بتنظيف البيوت والمنازل والشوارع والساحات والأماكن العامة: «نظِّفوا أفناءكم (منازلكم) وساحاتكم ولا تشبّهوا باليهود». ويبدو من الحديث أنّ اليهود لم يكونوا يهتمّون بالنظافة كما ينبغي.



البيئة لوحة فنية رائعة ومَن يتعامل معها على أنّها كذلك فيراعي نظافتها وجمالها وروائحها وألوانها وظلالها هو فنان حتى ولو لم يدرس الفنّ!



هل أنت معنا في أنّ البيئة لا تحتاج النظافة فقط وإنّما إلى الروح الفنّية الجميلة أيضاً؟