2016-6-4
View :1767

إن مسؤولية تربية وتوجيه الشباب تقع على عاتق الجميع، لأنها قضية إنسانية يجب أن يساهم فيها كل من له علاقة بشكل أو بآخر بالشباب.
ومن أجل إرشادهم، وتمكينهم من تحقيق ذواتهم، لابُدَّ من الاطلاع الكافي على مشاكل الشباب وظروفهم، وسنتطرق هنا إلى المناهج والخطط التي يفترض اتِّباعها من أجل تنمية طاقاتهم، وإيصالها إلى المستوى اللائق، للمشاركة في إدارة أمور المجتمع
أولاً : تقويمهم وتوجيههم لإدارة المجتمع:
إن أحد أسباب تخلّف بعض البلدان هو عدم توظيف طاقات الشباب وإهمالهم، وفي بلدان أخرى عدم منح الشباب مكانتهم الحقيقية في المجتمع وإعطائهم أدواراً هامشية لا تساهم في بناء البلد.
كما أن سَبَب تخلّف بلدان أخرى هو استلام الشباب مسؤوليات كبيرة لم يؤهلوا لاستلامها إذ لم تكن هناك برامج تمهيدية، فتُلقى على عاتق الشباب مسؤولية كبيرة جداً، لا يدري كيف ينجزها، بسبب قصور المربّين في توجيهه وتأهيله لها، لذا فالضرورة تقتضي أن يدير الشباب الكثير من المواقع الحساسة والمهمة في المجتمع، ويشترط في ذلك أمران أساسيان:
الأول: الإحاطة بمعرفة قدراتهم وقابليَّاتهم الحالية منها والمستقبلية.
الثاني: إعدادهم وتأهيلهم لاستلام المناصِب الحسَّاسة.
ثانياً: التزكية الأخلاقية:
لا يمكن للحياة الاجتماعية أن تدوم دون الاهتمام بالموازين الأخلاقية والعمل بها، وتُعدّ تزكية النفس والتحلِّي بالموازين الأخلاقية ورعاية الأعراف الاجتماعية شروطاً أساسية في تحقيق السعادة فكم تضيع هدراً الكثير من القابليَّات والاستعدادات بسبب الانحراف الأخلاقي.
كما يجب أن نشجع الشاب ليتخلَّى عن الغرور والكِبر والقضاء على الانحرافات الخلقية التي نشأت في مرحلة الطفولة، لأن أي انحراف أخلاقي سيتفاقم بمرور الزمان ويسبب كوارث أخلاقية للشاب وللآخرين، فخطورة الشاب المنحرف لا تقتصر عليه فقط؛ وإنما تؤثر على الآخرين، وتسبب لهم الاضطرابات، وتثير عندهم القلق.
ثالثاً: الاطِّلاع على الأمور المهمة:
من المشاكل التي تواجه المربِّين دائماً هي أن جسم الشاب ينمو إلى حَدٍّ يجعله يشعر بالغرور والتكبّر، ويتصوّر أن له اطِّلاعاً تامّاً بجميع الأمور.
كما يتصوّر الآباء أيضاً أن أبناءهم بإمكانهم أن يُسَيِّروا أمورهم بأنفسهم، فيما هم بأمَسِّ الحاجة إلى الاستفادة من خبرات وتجارب الماضي والحاضر.
وعليهم أن يدركوا الأهمية الفائقة للأمور الثقافية، والاقتصادية، والعقائدية، والأخلاقية، والسياسية، فهي تلعب دوراً أساسياً في حياتهم.
رابعاً : الاهتمام بالأَبعاد الاجتماعية للشباب:
إن إحدى الوظائف الكبيرة التي يسعى الآباء والمربون إلى إنجازها، هي إيجاد التطابق بين الحياة الفردية للشباب والحياة الاجتماعية.
فالشاب الذي تربَّى تربية سليمة، لن يجد ثَمَّة مشاكل في حياته الاجتماعية، وفي تعامله مع الآخرين، ولن يجد صعوبة تحقيق استقلاليته، فعدم الاهتمام بالشباب يعني تبديد أعمارهم وقدراتهم.
خامساً : ضرورة مراقبة الشباب:
لابد من بذل الجهود الكثيفة للحيلولة، دون بقاء الفراغ العاطفي والفكري عند الشاب، وملء هذا الفراغ قبل أن يقع في هاوية الانحراف.
فالشباب يُشبَّهون بالأرض الخصبة، يحصد منها ما يزرع فيها، لذا يجب أن يتم زراعتها بشكل صحيح وسليم، قبل أن يستغلها الآخرون.