2014-5-3
View :1970




دخلت التقنية الحديثة إلى البيوت من غير استئذان، وها هو اليوم جهاز الحاسوب (الكومبيوتر) قد راح يغزو البيوت على أنّه اختراع العصر ولغته، وبقدر ما جلب إلينا من الخيرات جلب معه أيضاً الكثير من الويلات، فبعد ما أتيحت اللقاءات الحرّة عبر (الانترنيت) وازدادت فرص الانفتاح وغرف الدردشة، وامكانية المخاطبة عبر الصوت والصورة، وكثرت مواقع الإغواء والإغراء، بدأت تتكشّف مخاطر هذه القنوات التي ينفذ من خلالها الشيطان.



ففي دراسة عن مفاسد الشبكة العنكبوتية أجريت في إحدى دول العالم إتّضح أنّ 90 % من روّاد المقاهي الإلكترونية في سن خطرة وحرجة جداً، وأنّ 60 % من الشبّان والفتيات يقضون أوقاتهم في مواقع المحادثـة، وأنّ الإقبال عليها يأتي كنتيجة لضعف الرقابة الأسرية، والفراغ الذي يعاني منه الشباب، والفضول أو البحث عن الممنوع.



وخطورة هذه المقاهي في أنّها تجعل الباب مشرعاً لاقتراف المحرّمات، واصطياد الشباب للفتيات، ولكن الدخول على أي مقهى مشبوه أو مريب ستكون ضريبته باهظة، فسياسة الشيطان هي سياسة استدراجية، سياسة الخطوة خطوة (فلا تتّبِعوا خُطُوات الشّيطان ) (البقرة/ 168)، التي تقودكم إلى المنزلق الخطير والوقوع في جوف الهاوية.



لقد تبيّن من خلال دراسات اجتماعية عن تأثير الانترنيت والمقاهي الالكترونية أنّها كانت السبب في ضعف التوجّه الديني، وانخفاض المستوى الدراسي، وزيادة الاضطراب النفسي، ولكننا نقول دائماً إنّ المشكلة ليست في الكومبيوتر كجهاز وإنّما في استخدامه، وقد صدق مَن قال: لسنا ضدّ التقنيات الحديثة من تلفاز وسينما وغيرها، وإنّما نحن ضدّ الفحشاء والمنكر.