حيدر عاشور العبيدي

منذُ أمد بعيد أتسلق جدران أحلامي، وأتعلم منها أن أخطو مع الموت في آخر طريقي، وأحاور برعم ذكرياتي في فضاء روح عشقي وارسم من نجوم السماء عيونا لي وبجميعها انظر إليك وأبحر في ملاذك ولا انوي الخروج

أنت أمسيت قضيتي في هذا الزمن الذي يفلت عنانه من كل مكان إلا مكانك، فعلى أبواب مقامك قرأت الحياة وحملت ثنايا قلبي عشقا لكل عالمك لكني أخشى مؤامرة أن يكون هناك من لا يريد عشقي أن يكبر فيك وان أموت على أديم ترابك الطاهر وهم يعرفون بمجرد أن اخرج رأسي أموت دونك يا تاج رأسي.
منذُ أمد بعيد ارتدي روحي هدير شلال آلامي نحو دنياك سيدي، واغزل الغيوم وأقدمها إليك بعيون مليئة بالدموع، ووهج مصيبتك يلفح وجهي، والحزن يوقظني ويخنق عباراتي ويخجلني امتداد الصمت، لون الصمت، عري الصمت في كثرة من ينكرون حقك ويكابرون وتمر السنون تلو السنين وهم يتناسلون عصابات يمدون أيديهم لشياطين العصور خوفا منك.
منذُ أمد بعيد هم ينقرضون وأنت خالد، واسمك راسخ في الأذهان وفكرك يغزو العالم وعقيدتك علوم تبحر في العقول وعلمُك رُفع في كل البلدان وجنودك الأوفياء مطيعون لتمزيق شعاراتهم المسعورة ويكبرون ويتكاثرون يوما، فيوم كالبحر الخالد رغم الوقت ورغم الدهور وكأنك عمر لا ينتهي !!كأنك الأزل بل أنت الأزل كالصدق في أيام الرياء والحب أيام الخيانة وكالشمس وسط الغيوم.
منذُ أمد بعيد تسكنني الجراح وتستيقظ في صمت الليل حروفي وتعلن الكلمات تمردها فتحطم كل القيود... وذكريات حلم طفولتي ترافقني على مدى سني عمري تحملني من عالمي الكئيب الى عالم الأمل والضياء...قلبي حطمته الأنواء وأنانية الأقوياء أنا جريح يؤلمه النفاق وشفائي الوحيد هو قربك، لاشك بأنك يا سيدي في صدري تملك قلبي تملك أمري وحدود ضريحك مملكتي ظل خيّم عليّ كالقدر فأيقنت بأنني ضيفك بما تبقى لي من أحلامي فتحت بابك لي ولم ادر قبلك ما الدنيا بزمنها المشوه، فاستنهضتني روحي مرارا وهي غارقة في بحر الوهم تعالج الخطأ بالخطأ وتثير أسئلة اللوم على قلة الفهم وتستذكر طرقا توهج الحياة بضعة لحظات وتعيد الكرة ثانية وينام الضمير بين أحضان الحياة لا توقظه إلا الصدمات،وتحاصرني روحي فألوذ بنفسي واتجه اليك.
منذ الآن سأضيف كل يوم الى قلبي حبة عشق لوجودك وامنح جسدي قوة لخدمتك وسأحمل روحي....