2014-9-22
View :8779

الأسئلةُ تصنف الى علمية والى غير علمية وحسب قصد السائل، فالعلمية هي التي يروم سائلها الى معلومة علمية وغير العلمية فهي الأسئلة الفوضوية التي لا تستند الى بحث علمي يرتجى منها مجرد مسالة التشكيك ، وليس كل الأسئلة لها جواب ، وهنالك أسئلة جوابها ليس من اختصاصنا او ليس بمقدور عقولنا معرفة أجوبتها ولكن إيماننا المطلق بالله عز وجل هو الذي يجعل العقل يرضخ الى الالتزام بعبادات لا نعرف علتها ، وعدم الإيجاد لا يعني عدم الوجود ، والدليل ان الأئمة عليهم السلام عندما يسالون لا يمتنعون عن الجواب بحجة ان هذا ليس من اختصاصهم.
من هذا المنطلق هنالك البعض لاسيما من الناصبيين يحاول التشكيك بسلسلة الأئمة الاثني عشر من خلال طرح سؤال عن سبب جعل الأئمة عليهم السلام من ذرية الحسين دون الحسن عليهما السلام؟ .
مثل هذا السؤال يدخل ضمن الحكمة الإلهية والتي مهما تكن الاجابة سيكون هنالك سؤال اخر فلو كان الأئمة من ذرية الحسن دون الحسين لجاء نفس السؤال ، ومثل هذه الأسئلة يعبر عنها عند الأصوليين بالدور والتسلسل وهي ساقطة لا إجابة عليها لانها تدخل ضمن هل الدجاجة من البيضة ام البيضة من الدجاجة ؟
البعضُ حاول الإجابة عن هذا السؤال جوابا اجتهاديا الا انه لم يكن اقناعيا فقد ذكر البعض ان السبب لما حضرت الحسين الوفاة لم يحز له ان يردها إلى ولد أخيه لقول الله تعالى : ( وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض ) في كتاب الله فكان ولده أقرب إليه رحما من ولد أخيه وأولاده هكذا ولي بها فأخرجت هذه الآية ولد الحسن عن الإمامة وصيرتها إلى ولد الحسين فهي فيهم أبدا إلى يوم القيامة ، ولقول الله تعالى : ( ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا ) فكان علي بن الحسين بدم أبيه أولى وبالقائم به أحرى، وهذا الجواب لايؤخذ  به ، لان الحسين عليه السلام أوصى ام سلمة بان تعطي الأمانة لولده السجاد عليه السلام وهذا يعني ان الأمر محسوم.
ولو ردوه اي السؤال الى اهل البيت عليهم السلام لجاء الجواب المقنع والذي يدل على عدم السؤال عن الحكمة الإلهية، نعم نفس السؤال سئل الإمام الصادق عليه السلام وحتى صحابته فكان الجواب مقنعا .
عن المفضل بن عمر قال : سألت الصادق ( عليه السلام ) كيف صارت الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن ؟ فقال : ان موسى وهارون كانا نبيين ومرسلين أخوين فجعل الله النبوة في صلب هارون دون صلب موسى ، ثم ساق الحديث إلى قوله : ( وهو الحكيم في أفعاله لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ).
وفي رواية اخرى قال عبد الله بن الحسين : ان الإمامة في ولد الحسن والحسين لأنهما سيدا شباب أهل الجنة وهما في الفضل سواء ألا ان للحسن فضلا بالكبر والتقديم فكان الواجب أن تكون الإمامة إذا في ولد الأفضل ، فقال الربيع بن عبد الله : ان موسى وهارون كانا نبيين مرسلين وكان موسى أكبر من هارون وأفضل فجعل الله النبوة في ولد هارون دون ولد موسى ، وكذلك جعل الله عز وجل الإمامة في ولد الحسين لتجري في هذه سنن من قبلها من الأمم حذو النعل بالنعل فبلغ ذلك الصادق ( عليه السلام ) فقال :أحسنت يا ربيع
المناقب ابن شهراشوب 3/207