2016-3-13
View :430

الأحرار/ حسين نصر


 


معَ ما تُوليه المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف والمتمثلة بسماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف) من اهتمام بالغ بكافة شرائح المجتمع، فقد وضعت نصب عينيها تقديم المزيد من الاهتمام والرعاية الأبوية لشريحة الأيتام الذين تزايدت أعدادهم في البلد بسبب الحروب والمآسي التي مرّ بها، ولأن المرجعية الرشيدة هي صمام الأمان لهذا البلد العظيم فهي بالوقت ذاته خير أب ومعيل لشريحة الأيتام، وهذا ما يظهر من خلال المشاريع الخدمية التي تحرص المرجعية العليا على إقامتها خدمة لهذه الشريحة المهمة، ومن أبرزها إقامة مدرسة علي الأصغر (عليه السلام) في منطقة (الشبانات) بمحافظة كربلاء المقدسة، والتي افتتحها رسمياً ممثل المرجعية الدينية العليا في المحافظة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي؛ الأسبوع الماضي، وسط حضور شخصيات دينية واجتماعية وأكاديمية واعلامية.
مدرسة علي الأصغر (عليه السلام) ليست الأولى من نوعها في احتضان شريحة الأيتام، إلا أنها امتازت بضمها الأيتام من المرحلتين الابتدائية والثانوية.
وقال سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال كلمته بحفل افتتاح المدرسة: انّ «الشريعة الاسلامية اولت اليتيم رعاية كبيرة؛ وهناك الكثير من النصوص القرآنية والاحاديث الشريفة التي بينت اهمية ومنزلة رعاية اليتامى من الكفالة المعيشية والرعاية الاجتماعية والتربوية والتعليمية، ومن هنا جاء مشروع اقامة هذه المدارس الابتدائية والثانوية التي تتكفل بتعليم وتربية الايتام التعليم الاكاديمي المتعارف في المدارس واعتماد المناهج الحكومية، وكذلك رعايتهم من الناحية التربوية في المراحل الدراسية حتى الاعدادية ومراعاة الجانب الاخلاقي والقرآني»، مبيناً ان «افتتاح هذه المدرسة سيخدم شريحة كبيرة من الأيتام، وقبلها تم افتتاح مدرسة السيدة رقية (عليها السلام) للبنات، وتحرص المدرستان على رعاية الأيتام  بحيث لا يشعرون بفقدان الاب، والعمل على تنشئتهم نشأة صحيحة في بيئة صالحة، مع تقديم الرعاية الصحية والنفسية لهم، بالإضافة

الى الخدمات المجانية من نقل ووجبات غذائية».
وأوضح سماحته، «تم انشاء هذا المشروع من قبل مكتب ممثلية المرجعية الدينية العليا سماحة السيد السيستاني (دام ظله الوارف) في كربلاء المقدسة؛ وهناك مشروع بناء كلية للأيتام ليكتمل هذا المشروع من كل الجوانب في رعاية هذه الشريحة».
وأضاف سماحة الشيخ الكربلائي، إن «المرجعية الدينية العليا تدفع الى الايتام رواتب منذ سنين طويلة وهي  تعتني بهم  من الجانب النفسي والصحي والتربوي والاجتماعي بالتواصل مع عوائلهم وتوفير احتياجاتهم اللازمة وتقديم الخدمات المجانية لهم، ونامل ان يستمر هذا العمل المبارك في مشروع الكلية خاصة بالأيتام مع زيادة الايتام في العراق من التفجيرات والعمليات الارهابية والشهداء الذين يدافعون عن العراق وعلى الجميع التكاتف من مؤسسات الدولة وغيرهم لرعاية الايتام لنضمن لهم حياة مستقرة».
من جهته بين، معاون الامين العام للعتبة الحسينية لشؤون الإعلام والمشرف على مدارس الايتام التابعة للمرجعية الدينية العليا، السيد سعد الدين هاشم البناء؛ انّ «مدرسة علي الاصغر (عليه السلام) مكونة من أربعة طوابق، وبواقع اربعة وعشرين صفاً مع مكتبة ومطبخ وملحقات اخرى، وأصبحت تضم الآن (410) تلميذاً وطالباً»، مبيناً انه «قد تم شراء ارض خلف مدرسة السيدة رقية (عليها السلام) لتشييد مصلى من ثلاثة طوابق بالإضافة الى ساحة للمدرسة»، مشيراً إلى انه «قد تمت المباشرة حالياً بإنجاز مدرسة اولاد مسلم (عليهم السلام) للأيتام في منطقة (البوبيات) بخمسة طوابق؛ وايضا مشروع مدرسة للأيتام في حي الحسين، وبتوجيه من سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الحصول على اجازة في انشاء كلية وتكتمل المراحل الدراسية الخاصة بالايتام وبعدها يتم تعيينهم  وتزويجهم واسكانهم باذنه تعالى».
إلى ذلك، أوضح مدير مدرسة علي الاصغر (عليه السلام) الأستاذ نزار عبد خشان انّ «طلبة المدرسة هم من جميع انحاء محافظة كربلاء، ويتم نقلهم مجاناً عبر توفير (19) باصا، حيث يبدأ الدوام في الساعة الثامنة صباحاً بتناول الفطور المعد لهم ومن ثم الدخول إلى الصفوف لبدء عملية التدريس»، مبينا ان «عدد طلاب المدرسة من الاول الابتدائي الى الثاني المتوسط (410 طالباً)، وعدد الكادر التعليمي (34 معلماً ومدرساً)»، مؤكداً بالوقت ذاته ان «الكادر التدريسي يحرص على إيجاد العلاقة الطيبة والأجواء المناسبة للتدريس، والتعامل معهم تعاملاً أبوياً لتعويض ما فقدوه من رعاية واهتمام آبائهم».