2014-5-3
View :555




تعد الكآبة سحابة قاتمة تمر بحياة الإنسان، تظلم ضوء أيامه لبعض الوقت، إنها سحابة الكآبة العابرة، التي تصيب معظم الناس في العالم، في فترات كثيرة من حياتهم، إنها حالة نفسية حزينة قد تفاجئ الإنسان بدون سبب، وأثبتت الأبحاث الطبية أنّ الكآبة كثيراً ما تؤدي إلى تغيير جذري في حياة الملايين.. وتدل الاحصائيات أن شخصاً من بين كل شخصين يقول إنّه غير سعيد، وهذه الحالة تصيب الناس الناجحين وليس فقط الفاشلين، من الرجال والنساء، الأغنياء كما الفقراء، الصغار في السن وأيضاً الكبار، خاصة عند التقاعد، وعندما يغادر الأبناء البيت بعد أن يتزوجوا ويستقلوا بحياتهم. وهي تصيب المرأة في عدة مراحل من حياتها، وهناك كآبة العطلات التي تصيب بعض الناس عقب العودة من الاجازة، والمناسبات السارة، لتذكرهم ببعض الأحداث غير السعيدة في حياتهم، أو لخوفهم من انقضاء سعادتهم في لحظات، ويتميز الشخص المصاب بالكآبة بالشكوى من التعب بدون سبب عضوي أو اجهاد، وعدم القدرة على النوم والأرق، الاستيقاظ المبكر، الامتناع عن الأكل، فقدان القدرة على الاستراحة، عدم التركيز، الشعور بعدم القدرة على القيام أو اكمال المهام اليومية الرئيسية، السرحان، فقدان الاهتمام بالحياة وبالناس وبالأصدقاء والشعور بالتعاسة، التشاؤم، فقدان الاستمتاع بالصداقة، الهوايات الجميلة، ويجد العمل غير ممتع، وحديث الناس مملاً والحياة سوداء غير جديرة، وهذه النظرة خطيرة لأنّها تدل على عمق الكآبة والتي قد تتحول إلى مرض الاكتئاب المزمن الذي قد يودي إلى الانتحار لدى غير المؤمنين بالله ورسله، ويشعر الفرد انّه وحيد دون حول أو قوة، أو فاقد للآمال، يلوم نفسه باستمرار ويلوم غيره على أي أخطاء ارتكبها، ويفضل النوم أكثر والهروب من الحياة أحياناً، وقد يشكو المصاب بالكآبة أحياناً من بعض الآلام الجسدية كالصداع النصفي، وآلام الظهر والآلام العضلية المتفرقة بالرقبة أو الكتف أو الجسم، وقد يشكو من الحساسية الجلدية وفقدان الرغبة أو القدرة الجنسية، وقد يصاب بفترات بكاء الكآبة، والقلق، وتشترك الكآبة في بعض أعراض القلق مثل قوة ضربات القلب وعدم انتظامها، والخفقان، صعوبة التنفس والارتعاش في اليدين أو الجسم كله.