2014-6-7
View :1804

اذا كان المخالفون للامامية لايعتقدون بالعصمة لا للانبياء ولا للائمة عليهم السلام اجمعين فكيف اذا كانت زينب عليها السلام لاسيما انها لم تكن ضمن اهل الكساء ولا ضمن المباهلة



المعلوم أن الحسنين (عليهما السلام) كانا في مبلغ الصبا عند نزول اية التطهير مما يعني أن الحوراء زينب (عليها السلام) كانت موجودة لأنها ولدت بعد الحسين (عليه السلام) بسنة واحدة، إلا أن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يدخلها في الكساء لأن الدعوة كانت مخصوصة لمن يريد الله ان يجعل لهم العصمة التي تقوم بها الحجة على العباد.. وهي (عليها السلام) ليست معصومة بالعصمة الثابتة لهم بالإتفاق وإنما لها منزلة وشأن عظيم لمحل تربيتها في بيت العصمة والطهارة وهي ما قد يطلق عليها بعض العلماء (العصمة المكتسبة)، والامر ذاته ينطبق على حديث وحادثة المباهلة .



واما ما يتعلق بالعصمة فهنالك ابجديات يمكن للمرء ان يلتزم بها ومنها مثلا الالتزام بالاحكام الشرعية مع مراعاة الاحتياط والابتعاد عن الشبهات تولد لدى البعض درجة عالية من التقوى تعصم الانسان من الوقوع في الذنوب وان الاقبال على الله تعالى ودوام الذكر له تعالى يولد لدى الانسان حالة من الذكر بحيث لا يحصل عنده النسيان فاذا قلنا لزينب (عليها السلام) عصمة فلا يكون الا من تلك العصمة المكتسبة التي تحصل عند الانسان في زمن الاقبال على الله تعالى والوصول الى درجة عالية من التقوى وهذه العصمة المكتسبة تختلف عن العصمة التي نثبتها للانبياء والائمة المعصومين (عليهم السلام) فانها ثابتة لهم منذ الولادة والى الممات من جميع الذنوب ومن السهو والنسيان والخطأ، وان هذه العصمة المكتسبةُ تعني عدم المفارقة عن طريق العدل والطاعة وعدم السلوك في طريق القبيح والمعصية. والذي شهد لعصمة سيدتنا زينب الكبرى (سلام الله عليها) بالمعنى المتقدم:



1ـ ان الامام الحسين (عليه السلام) حملها مقداراً من ثقل الامامة أيام مرض الامام السجاد (عليه السلام) وأوصى اليها بجملة من وصاياه، وأنابها الامام السجاد (عليه السلام) نيابة خاصة لبيان أحكام الدين وآثار الولاية، كما نلاحظ في حديث (اكمال الدين للصدوق ص45 ج27) و(الغيبة9 للشيخ الطوسي الذي جاء فيه: ((ان الحسين بن علي أوصى أخته زينب بنت علي بن أبي طالب (عليهم السلام) في الظاهر وكان ما يخرج من علي بن الحسين ينسب الى زينب بنت علي تستراً على علي بن الحسين (عليه السلام))).



2ـ قول الامام السجاد (عليه السلام) لها بعد خطبة الكوفة في حديث حزيم بن شريك الاسدي في (الاحتجاج): (انت بحمد الله عالمة غير معلمة وفهمة غير مفهمة)، فان هذا العلم غير المحتاج الى التعليم هو من شأن المعصوم فيكشف علمها عن عصمتها. (راجع العقائد الحقة ص345).



ومن جانب آخر فان للعصمة إمتيازًا آخر ألا وهو إن المعصوم يجيب على الاشكالات التي تعترضه او من يطرحها عليه فتكون اجابته صحيحة ونصاً يلتزم به المتشرعة وهذا الامر بعينه لو اريد لنا ان نبحث عما تحمل زينب عليها السلام من علوم فانها لم تتعرض لمواقف محرجة جعلتها تعجز عن الاجابة .



هنالك الكثير من الكتاب والمحققين الذين عكفوا على دراسة ماهية خطبة الحوراء زينب عليها السلام في مجلس يزيد لعنه الله فقد وجدوا فيها من العلوم المتعددة والتي لايمكن لاحد ان يقولها الا من يحمل علوماً خاصة ومن منهل خاص تجعله بدرجة الوثوق والايمان بما يقول ويكفيها انها اقسمت قسماً غليظاً بما سيكون عليه الحال بعد استشهاد اخيها ابي عبد الله الحسين عليه السلام ، ففي الخطبة بلاغة وادب وتشريع وتنبُّؤٌ باحداث المستقبل وقوة معانٍ بحيث الجمت فم يزيد ومن حوله من الاقزام ، هذه الخطبة التي اصبحت صرحاً اعلامياً بحيث ان كل من يريد ان يعلم جزءًا مهماً من تاريخ الطف عليه ان يتتبع خطبة الحوراء زينب عليها السلام .



(فالعالمة غير معلمة) عبارة عميقة جدا مصداقها خطبة الحوراء في الكوفة وفي مجلس اللعين يزيد ، هذا ناهيكم بالرغم من قلة المصادر التي تتحدث عن حياة زينب عليها السلام لم نجد في التاريخ رواية لعثرة او زلة للحوراء عليها السلام ابدا وهذا دليل صدق العبارة التي اطلقها الامام السجاد عليه السلام بحق عمته الحوراء عليها السلام.