2014-6-8
View :979

 


الكلمة هي الأداة والواسطة التي يتعامل من خلالها الناس ويتفاهمون، فهي أداة نقل الأفكار إلى الآخرين وما يريده الإنسان منهم. لذا كانت الكلمة هي الوسيط في التفاعل الاجتماعي، وبناء الثقافة والحضارة والمعرفة، ومعظم العلاقات بين الناس.
والإنسان يعبّر بالكلمة عن موقفه تجاه القضايا والاشياء والناس والآخرين.. لذا  كانت الكلمة أداة هدم وبناء. والإنسان يتعامل مع الآخر ويفهمه ويقيّمه من خلال ما يسمع منه من كلمة، بل ويعتبر الكلمة معبرة عن الذات وكاشفة عن محتواها.
ان الكلمة الطيِّبة تبني الدولة والأسرة والمجتمع المتحاب والمتفاهم والمتعاون الذي يحل مشاكله بالكلمة والحوار والتفاهم. يقابل الكلمة الطيبة.. الكلمة الخبيثة التي تزرع الحقد والكراهية والكفر والفساد والعدوان والنفور.. أو تنال من الآخرين: كالغيبة والكذب والبهتان والنميمة والسباب والتخاذل والخ.. وجاءت هذه المقابلة بين الكلمتين.. الطيبة والخبيثة، واعتبرها القرآن مثلاً للتذكر والوعي والفهم.. جاء هذا المثال والتصوير في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (٢٤) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (ابراهيم/ 24-25).
وإذا كانت الكلمة الطيبة صدقة.. فان السير الى الصلاة في المساجد صدقة.. صدقة على النفس.. وصدقة على الاخرين.. فالصلاة قربان المؤمن، وعماد دينه وعلاقته بخالقه، والمنقذ له.. والصلاة بعد ذلك تنهى عن الفحشاء والمنكر.. لذا فهي صدقة على النفس، كما هي أيضاً صدقة على الآخرين؛ لأنها تأتي بالخير والمعروف والإحسان لهم وتكف الشر عنهم.. فان هذا المصلي يكون قد تصدق عليهم بمعروفه وإحسانه، وكف الاذى عنهم بصلاته وروحانيته.. كما تصدق على نفسه بطاعته لله تعالى.