2014-7-6
View :350

تطرق ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي خطيب وإمام الجُمعة في كربلاء المقدسة في خُطبته الثانية من صلاة الجُمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 28/شعبان/1435هـ الموافق 27/6/2014م تطرق متناولا ستة أمور استهلها قائلاً:


أود ذكر الامور التالية :
اولاً :
في ظل الاوضاع الراهنة التي يمرُّ بها بلدنا الحبيب العراق وشعبه؛ فانه يجبُ الحذرُ من المخططات المبيّتة لتفتيت العراق وتقسيمه... ونَسمَعُ اليومَ ان رئيسَ الكيان ِ الاسرائيلي يُجاهِرْ بتأييده لذلك ... إن الازمة الراهنة وإن كانت كبيرة ً، ولكن الشعبَ العراقي أكبرُ منها..
فقد تجاوز ازمات ٍ كثيرة في تاريخه الطويل، ولا ينبغي ان يُفكِّرَ البعضُ بالتقسيم حَلاًّ للازمة الراهنة.. بل الحل الذي يحفظُ وحدة َ العراق وحقوقَ جميع مكوناته وفقَ الدستور موجود ٌ ويمكن التوافقُ عليه؛ اذا خَلُصَتْ النوايا من جميع الاطراف..
ثانياً :
بعد صدور المرسوم من رئاسة الجمهورية الذي دَعَاْ فيه اعضاء مجلس النواب الجُدد الذين تم انتخابهم في الثلاثين من شهر نيسان الماضي الى عقد الجلسة الاولى لهم يوم الثلاثاء المقبل؛
فان المطلوب من الكتل السياسية الاتفاق على الرئاسات الثلاث خلال الايام المتبقية الى ذلك التاريخ رعاية ً للتوقيتات الدستورية... وفي ذلك مَدْخلٌ للحل السياسي الذي ينشدُه الجميع في الوضع الراهن ..
ثالثاً :
نوصي جميع الاطراف بالابتعاد عن أي شحن ٍ إعلامي طائفي او قومي بين مكونات الشعب العراقي .. فإن ذلك سيؤدي الى تأزيم الاوضاع اكثر.. بما يُولِّدُ مشاعر عدائية بين هذه المكونات والذي قد يترجمُهُ البعض الى أعمال ِ عنف ٍ كما وصلتنا أخبار عن ذلك من بعض المناطق ..
ان الشعب العراقي بجميع قومياته وطوائفه .. بعربه وكرده وتركمانه.. بشيعته وسُنته ومسيحييه وغيرهم .. يقفُ صفاً واحداً امام ارهاب الغرباء الذين عاثوا فساداً في ارض العراق .. ولا يجوز ان يتهَّمَ بعضُنا البعض الآخر بايِّ موقف ٍ غير لائق ٍ خلافَ ذلك..
رابعاً :
في ظل الاوضاع المزرية والصعبة جداً التي يعيشها النازحون من مختلف مناطق القتال .. فإننا ندعو المنظمات الدولية والمحلية المعنية بالإغاثة الى الاسراع بإغاثة هذه العوائل التي يزداد عددها يوماً بعد يوم والتي تعيش محنة انسانية صعبة ..
كما ندعو جميع المواطنين الى الوقوف مع هذه العوائل الموقف الانساني الذي يتناسب مع حجم المأساة التي تعيشها هذه العوائل وذلك بإغاثتهم بكل ما يمكن وتوفير المأوى والطعام والاحتياجات الاخرى لهم..
خامساً :
ندعو جميعَ افراد القوات المسلحة وجميعَ المواطنين الى التنبّه والحذر من الاشاعات المغرضة للأعداء .. فان الاشاعة من الاسلحة الفتّاكة التي يستخدمها الاعداء لتضعيف معنويات افراد القوات المسلحة، وكذلك المواطنين .. وينبغي علينا – جميعاً - ان نكون اقوياء بعزمنا وارادتنا ووعينا وهمتنا العالية .. وبأبنائنا من افراد القوات المسلحة والمتطوعين الغيارى على وطنهم وشعبهم واعراضهم ومقدساتهم والذين اظهروا في الاسبوعين الماضيين من العزم والحماس مما جعل الجميع يقفون مبهوتين ومبهورين امام عظمة هذا الشعب..
ونأمل من الوسائل الاعلامية ان تتصدى لتكذيب الاشاعات الخطيرة التي يسعى من خلالها الاعداء الى تحطيم معنويات القوات المسلحة والمواطنين عموماً .. خصوصاً تلك الاخبار الكاذبة التي تصدر من الوسائل الاعلامية ذات الاهداف المشبوهة..
سادساً :
نتوجه بالشكر والثناء لجميع المواطنين الذين قاموا بالتبرع والمساهمة في تقديم المواد الغذائية للقوات المسلحة والمتطوعين والنازحين ونحن نحث الجميع على المزيد من العطاء في هذا السبيل ..
قال تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَائِزُونَ (20)) – سورة التوبة -
وقال الامام السجاد (عليه السلام) في دعاء اهل الثغور :
(أللَّهُمَّ وَأَيُّمَا مُسْلِم خَلَفَ غَازِياً أَوْ مُرَابِطاً فِي دَارِهِ أَوْ تَعَهَّدَ خَالِفِيْهِ فِيْ غَيْبَتِهِ، أَوْ أَعَانَهُ بِطَائِفَة مِنْ مَالِهِ، أَوْ أَمَدَّهُ بِعِتَاد، أَوْ شَحَذَهُ عَلَى جِهَاد، أَوْ أَتْبَعَهُ فِي وَجْهِهِ دَعْوَةً، أَوْ رَعَى لَهُ مِنْ وَرَآئِهِ حُرْمَةً. فَأَجْرِ لَهُ مِثْلَ أَجْرِهِ وَزْناً بِوَزْن وَمِثْلاً بِمِثْل وَعَوِّضْهُ مِنْ فِعْلِهِ عِوَضاً حَاضِراً يَتَعَجَّلُ بِهِ نَفْعَ مَا قَدَّمَ، وَسُرُورَ مَا أَتَى به، إلَى أَنْ يَنْتَهِيَ بِهِ الْوَقْتُ إلَى مَا أَجْرَيْتَ لَـهُ مِنْ فَضْلِكَ، وَأَعْدَدْتَ لَهُ مِنْ كَرَامَتِكَ.