2014-7-6
View :559

منهج العقيدة في تربية النَّفس، أنّها تدعو إلى عدم كبت رغباتها لاَنّ الكبت يقتُل حيويتها، ويُبدد طاقتها، فلا تعمل ولا تنتج، وفي الوقت ذاته لا تشجع العقيدة على إطلاق رغباتها بلا ضوابط، بل تحثُّ على اتّباع سياسة حكيمة معها، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): «سياسة النفس أفضل سياسة».
وعملية السيطرة على النفس تتحقق من خلال ضبط رغباتها وتوجيه نزواتها نحو الاعتدال، وتتحقق أيضاً من خلال محاسبتها، قال الاِمام موسى الكاظم (عليه السلام): «ليس مِنَّا من لم يحاسب نفسه في كلِّ يوم، فإن عمل حسنة استزاد الله تعالى، وإن عمل سيئة استغفر الله تعالى منها وتاب إليه».
ولا بدَّ من الاِشارة إلى أنّ العقيدة لا تحبذ اتّباع الوسائل الملتوية من أجل السيطرة على النفس، فعن طلحة قال: انطلق رجل ذات يوم فنزع ثيابه وتمرّغ في الرمضاء، وكان يقول لنفسه: ذوقي، وعذاب جهنّم أشد حرّاً، أجيفة باللّيل بطّالة بالنّهار ؟!
قال: فبينا هو كذلك إذ أبصره النبيَّ (صلى الله عليه وآله) في ظل شجرة فأتاه، فقال: غلبتني نفسي، فقال له النبيَّ (عليه الصلاة والسلام): «ألم يكن لك بدٌّ من الذي صنعته؟».
من هذا التوجه النبوي، نجد أنّه في الوقت الذي تشجّع فيه العقيدة كلّ محاولة صادقة من الاِنسان للسيطرة على نفسه، نجد أيضاً أنّها لا تُحبّذ اتّباع الاَساليب غير العقلانية للسيطرة على النفس، فالنفس تحتاج إلى صبر وسياسة طويلة ورياضة خاصة لتقلع عن ضراوة عاداتها.