يقولُ أميرُ المؤمنين عليه السلام ان في احاديثنا محكما ومتشابها كما هو حال الآيات القرآنية ، والمتشابه لايمكن لمن هب ودب ان يفهم البعد الذي قصده المعصوم في حديثه ، والبعض من الاحاديث تظهر ابعادها بعد مدة من الزمن من خلال الاحداث التي تجري على اصحاب العلاقة.
من هذه الأحاديث حديث رسول الله صلى الله عليه واله لابي ذر رضوان الله تعالى عليه عندما قال: ما اقلت الغبراء ولا اظلت الخضراء اصدق لهجة من ابي ذر.
المعنى السطحي للحديث بان ابا ذر صادق في كلامه وهذا المفهوم يحاول البعض ممن ليسوا على نهج اهل البيت عليهم السلام تفسيره تفسيرا سلبيا مثلا ابن تيمية في منهاج السنة ينكر الحديث بالرغم من ان احد رواته عبد ابن عمر الا انه يرفض الحديث باستنتاج سلبي الا وهو لو كان ابو ذر اصدق رجل يعني انه اصدق من رسول الله ومن علي بن أبي طالب ، ومثل هذا الأمر مرفوض ، بل ان استنتاج ابن تيمية مرفوض لأنه لايفهم البعد المطلوب من هذا الحديث .
وتأتي الأحداث متسارعة فيختلف ابو ذر مع معاوية ومع الخليفة الثالث ومورد الاختلاف ان ابا ذر يردد آيات قرآنية وأحاديث نبوية ولان المسلمين سمعوا حديث صدق ابو ذر فعليه من يخالفه هو الكذاب وهنا جاء الحديث ليدين مخالفي ابي ذر وفي نفس الوقت ليؤكد رسول الله صلى الله عليه واله من خلال هذا الحديث هذا الحدث .
بالإضافة الى أحاديث اخرى ذكرها ابو ذر تدل على أحداث المستقبل منها مثلا
حدثنا علي بن هاشم بن البريد عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه ، عن علي بن أبي رافع ، قال :أتيت أبا ذر أودعه ، فقال : إنه ستكون فتنة ، ولا أراكم إلا إنكم ستدركونها ، عليكم بالشيخ علي بن أبي طالب عليه السلام فإني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول له :أنت أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة وأنت الصديق الأكبر ، وأنت الفاروق تفرق بين الحق والباطل ، أنت يعسوب المؤمنين ، وأنت أخي ووزيري وخليفتي في أهلي ، وخير من أخلف بعدي ، تقضي ديني ، وتنجز موعدي.
وادعيتم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخر الفاضل ، وقدم المتأخر للصلاة بأسانيدكم ورجالكم الذين شرحنا أخبارهم وبينا آثارهم ، ووصفنا أفعالهم ، وعنه أخذتم دينكم واعتمدتم على رواياتهم ، وفي القوم زعمتم كذابون مدلسون .
وبالفعل حصلت الفتنة مع القاسطين والناكثين والمارقين .
هذا الحديث ينطبق عليه حديث رسول الله صلى الله عليه واله بخصوص عمار بن ياسر عندما قال : ويح عمار تقتله الفئة الباغية ، فهل ان من يقتل حجرا وحبيبا وميثما وغيرهم ليسوا بغاة ؟ كلا كلهم بغاة ولكن مقتل عمار له حدثه وحديثه فالكل سمع حديث رسول الله والكل شاهد حدث مقتل عمار ليعطي دليلا دامغا على الفئة الباغية .