2014-5-2
View :533




إن الحلمَ والتواضع من أكبر وأهم الفضائل الأخلاقية ويقابلهما الغضب، والمقصود من الحلم القدرة على التحمّل أمام الظواهر والأحداث التي تجرّ الإنسان إلى الغضب والانفعال السريع، فقد يصدر عنا تصرف غير عادل وغير صحيح أو لنقل غير طبيعي بمجرّد أن نسمع كلاماً ما يتناولنا بشكل سلبي، وقد نثور ونغضب أمام تعاطي السفيه والجاهل، وهنا تأتي أهمية الحليم الذي يتوجّب عليه التعاطي مع هذه الحوادث.



إن الإنسان العاقل هو الذي لا يترك العنان لنفسه ليتصرف بشكل عاجل وسريع مع الجهلة والسفهاء عند صدور أي عمل قبيح عنهم، وطبعاً أن هذا لا يعني أن يترك الإنسان الأمر ويتنازل عن حقوقه، بل الحلم هو تلك القدرة الأخلاقية التي تدفع الإنسان لمواجهة المشاكل بعد تدبر وتفكير.



قد لا تساهم كيفية تعاطي الشخص المبتلى بالغضب وسرعة الانفعال في حل المشاكل، وقد يؤدي عمل هذا الإنسان إلى تشجيع الجاهل أو السفيه على العمل القبيح، ومن هنا جاءت وصية الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) حول الحليم: (إن لم تكن حليماً فتحلّم، فإنه قل من تشبّه بقوم إلا أوشك أن يكون منهم)، فالحليم هو الذي يتغلب بحلمه على المقابل له لا بل ويجعله في حالة ندم على ما قام به.