2015-1-29
View :414

هنالك بعض التصرفات ممن يلتزم بها البعض من الناس او المؤسسات عند استقبالهم ضيفا والبعض من الكتّاب ان لم يكن الاغلب يقومون بهذا التصرف ، الا وهو اهداء الكتب ، كثيرا ما يقوم الكاتب باهداء كتابه الى اصدقائه او كل من يزوره او الى المؤسسات ذات العلاقة ( مكتبات ومدارس ومعاهد) وكذلك المؤسسات من دور نشر واعلام تقوم باهداء مجموعة من اصداراتها الى ضيوفها او الى مؤسسات اخرى .
الغاية من الاهداء لامرين ، الاول هو لترويج الكتب من قبل اصحابها ، والثاني لترويج الكاتب لنفسه او المؤسسة لكيانها.
الحقيقة ان الغاية من التاليف بالنسبة للمؤلف هو ايجاد معلومات يستفيد منها القارئ هذا هو الامر الطبيعي والاستفادة تختلف حسب طبيعة القارئ ، هذا المعيار الان اصبح في عداد الغائب ، حيث للاسف الشديد هنالك الكثير ممن يطبع الكتب ويصرف اموالا طائلة وجهودا جبارة ومن ثم يرزمها ليهديها الى كل من يلتقيه بغض النظر عن ما اذا كان هذا الشخص يقرأ هذه الكتب ام يركنها على الرفوف ، الغالبية تركنها على الرفوف، وهذا شيء معروف.
البعض يهتم بشكل الطباعة ونوعية التغليف اكثر من نوعية المعلومة وقد رايت في المكتبات كثيرا من الكتب والتي يقال عنها موسوعة مطبوعة طباعة فاخرة ومكلفة ولكن مافيها ليست المعلومة الفاخرة ، وكم من كتاب قيم طبع طباعة شعبية رخيصة ومن غير حتى تغليف كارتوني لعدم امكانية المؤلف المادية من طباعته طباعة فاخرة ينظر اليه القارئ بانه كتاب ليس بقيم .
وفي بعض الاحيان تهدى كتب لاناس مثقفين الا ان اختصاصهم الثقافي لا يتفق ونوعية الكتاب فياخذ الكتاب المهدى اليه مرغما ويضطر للمجاملة بانه كتاب قيم من غير ان يطلع عليه او معرفة تقييمه ليس لانه غير جيد ولكن لانه غير مختص بماهية محتوى الكتاب، وفي الوقت ذاته هنالك قراء لا يستطيعون شراء الكتب لضعف حالتهم المادية قراء فقط ومثقفون وليس مؤلفين ، هذه الشريحة لا تحصل على الهدايا.
هنا نسال كم كتاب تم طباعته كلف اكثر من فائدته؟ وكم من اختصاص معين في معلومة الكتاب لا تنفع ولا تضر بل في بعض الاحيان تضر؟ من هو الرقيب؟ لا احد، متى نهدي الكتاب الى من يستحق لانه يقرأ لا نعلم .
احد العلماء المراجع طلب منه احد مقلديه رسالته العملية فقال له هنالك مكتبة في السوق الفلاني ستجد الكتاب تستطيع ان تحصل عليه بثمن.