2015-1-29
View :296

الامويون والعباسيون هم سواء في تحريف التاريخ الاسلامي والتحريف اخفاء رواية وتغيير معنى اخرى وتنسيب ثالثة حسب طبيعة المنسوب اليه الرواية مدحا او قدحا ،والمميزون ( بصنفيهم الحسن والسيء) يكونون هم عرضة لهذا العبث ، ولا حدود او ضوابط معينة لهذا العبث فتجميل القبيح او النيل من المليح هو ديدن المحرفين .
زينب عليها السلام هذه المراة الشامخة في التاريخ والذي يابى لان يدس ماليس لها من سلبية عملوا على حذف ما لها من اهمية ، وفي نفس الوقت هذا التحريف اظهر قوة موقف زينب يوم الطف التي لم تستطع يد التحريف من تحريفها وهذا الموقف كشف زيف وبغض بني امية للاسلام.
التصحيف لا يعتبر تحريف ولكنه شكلا هو تحريف ، أي عندما يكون هنالك تصحيف في رواية معينة فهذا لا يعني عدم صحة الرواية سندا ومتنا بل انها صحيحة ولكن النقل الخطي لهذه الرواية قد يجعل بعض الناقلين يخطئ في قراءة كلمة فيكتب ما يشابهها بالرسم وهذا يسمى التصحيف.
حياة زينب عليها السلام فيها اكثر من محطة تستحق الوقفة ولكن التاريخ لم يذكر لنا مواقفها فهي عاصرت احداث جسام منها استشهاد رسول الله صلى الله عليه واله وامها وابيها واخيها الحسن وشهادة الحسين عليهم السلام اجمعين ، فمثل هذه الاحداث الا يوجد لها حديث او رواية ؟ باستثناء خطبتها في مجلس يزيد بقيت خالدة لم يدنسها او يحرفها الظلمة من المؤرخين الماجورين للخلفاء الغاصبين ، وكل هذا نجد ان  زينب عليها السلام ليس لها زيارة مخصوصة فهل حقا غفلها المعصوم ام العابثون في التاريخ كانت لهم الكلمة؟ نعم لا توجد زيارة ولا حديث عن المعصومين خاص بها وبمواقفها، واما الزيارة التي نقراها فقد أورد السيد ابن طاووس في كتابه (مصباح الزائر) زيارتين يُزار بهما أولاد الأئمّة وضمنت زينب عليها السلام بهما.
نعم خطبتها التي قالتها في مجلس يزيد لم تستطع يد التاريخ ان تحرفها فكم هي قوية ومدوية في حينها مما ادى الى تناقلها على الالسن بين المسلمين وستبقى خالدة حتى يوم الساعة.
الامام محمد الباقر له بنت اسمها زينب والامام الكاظم عليه السلام له بنتان اسمهما زينب وزينب الصغرى ، فان دل على شيء فانما يدل على المكانة التي هي عليها زينب في قلب المعصوم فهل يعقل انهم لم يذكروها في حديث؟
تاريخ وفاتها ومرقدها ، نقطة خلاف ، لماذا ؟ البعض من النساء يذكر التاريخ تفاصيل حياتهن وكيفية وفاتهن ومتى توفين ومن صلى عليهن واين مدفنهن، ولكن زينب عليها السلام اختلفت الروايات حولها.
وتاكيدا على كلامنا بخصوص التحريف وحذف المهم من التاريخ استشهد برواية المراة التي ادعت انها زينب في زمن المتوكل كما جاءت في الخرائج « ١ / ٤٠٤ »»عندما ادعت هذه المراة بانها زينب قبل لها ان زينب توفيت فقالت كذبوا فجاء الامام الهادي عليه السلام وقال : كذبت فإن زينب توفيت في سنة كذا في شهر كذا في يوم كذا»، السؤال هنا هل قال الامام الهادي توفيت سنة كذا وشهر كذا ويوم كذا ام ذكر التاريخ؟ من المؤكد ذكر التاريخ اذاً من وضع كذا بدلا من السنة والشهر واليوم؟
وعبارة كذا استخدمها ابن كثير في تفسير وانذر عشيرتك الاقربين بالقول ان رسول الله صلى الله عليه واله لما طلب المؤازرة من عشيرته فلم يستجب لطلبه غير علي عليه السلام فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم انت كذا وكذا وكذا ، فهل قال رسول الله صلى الله عليه واله كذا وكذا وكذا؟ ام ان يد العابثين حاولت ان تطفئ نور الله والله يابى ذلك رغما عن انفهم.