2015-2-14
View :802

عباس عبد الرزاق الصباغ


 


من نافلة القول ان خُطب الجمعة التي يلقيها ممثلا المرجعية العليا الرشيدة المتمثلة  بسماحة الإمام السيستاني المفدى (دام ظله الشريف) ، كل من سماحة السيد احمد الصافي وسماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي بشكل دوري كل يوم جُمعة في صلاة الجُمعة العبادية ، ان هذه الخطب لها آثار سايكلوجية بالغة الأهمية على نفسية رجل الشارع ومعنوياته وإزالة مقومات الإحباط  عنه ودفعه الى أمام ولأسباب كثيرة منها :
ان هذه الخُطب تطرح رؤية شاملة تمس حيثيات الشأن العراقي بكل تفاصيله وتداعياته وإسقاطاته مما يدل على ان المرجعية الدينية العليا لايغيب عنها أي مفصل من مفاصل الدولة العراقية سواء السياسية او الأمنية او الاجتماعية او الاقتصادية وغيرها ولاتفرق بين مفصل ومفصل آخر  فضلا عن العبادية والعقائدية  وكل ما يتعلق بحياة الناس وكما عرف عنها ان المرجعية العليا الرشيدة تقف على مسافة واحدة من جميع ألوان الطيف المجتمعي والسياسي والاثني العراقي فهذه الخطب تستقطب (كما تستهدفهم) جميع شرائح المجتمع العراقي المكونة للنسيج السيوسولوجي / الاثني العراقي كونها تخاطب  الجميع من منبر واحد وهو  منبر صلاة الجمعة العبادية التي تقام في الصحن الحسيني المقدس .
اما السبب الثاني فيكمن في  ان هذه الخطب لها تأثير فعال على مجمل  الفعاليات والنشاطات الحكومية والدولتية والمجتمعية  والمكوناتية العراقية ونادرا مايتم تجاهل إرشادات ونصائح وتقويمات المرجعية التي يتم طرحها بشكل عقلاني بدون تكلف او تعسر او مجاملة او محاباة بالقفز فوق هموم الناس بل العكس من ذلك ان طرح المرجعية العقلاني هذا يعطي انطباعا بالارتياح النفسي والثقة لدى الشارع العراقي ورجل الشارع البسيط بانه ليس وحده في الميدان  وفي خضم الحياة القاسية وانه ليس وحده يقارع الإرهاب والإرهابيين ويحارب الفساد والمفسدين وانما يوجد من يترجم آماله وآلامه  وطموحاته في عيش آمن وكريم ويطرح وجهات نظره أمام المسؤولين ويوصل صوت الفقراء والمحرومين الى أسماع أولي الأمر المعنيين بإدارة وتمشية الأمور بكافة مستوياتهم وأصنافهم باعتبار ان المرجعية العليا الرشيدة هي مرجعية الميدان والجماهير المغلوبة على أمرها وهو مايعطي زخما معنويا كبيرا ودافعا الى تحمل أعباء الحياة والصبر على مكارهها وترقب النتائج العملية  التي تتمخض عنها خُطب الجُمعة  .
 والسبب الثالث في التأثير البالغ لخطب الجُمعة على سايكلوجية رجل الشارع  يتمثل في ان هذه الخُطب تطرح مواضيعَ مهمة جدا تتعلق اغلبها بالمشاكل والأزمات التي ينوء بها المشهد العراقي والتي لها تماس مباشر بحياة الناس طرحا واقعيا ومهنيا وموضوعيا مهذبا بعدم الانحياز الى جهة دون اخرى او اعتماد سياسة التسقيط او التثبيط بل هي اقرب الى نبض الشارع والموطن البسيط منها الى المسؤولين وهي ـ اي المرجعية ـ الرشيدة ماانفكت تضع يدها على الجرح وتذكر السلبيات والاعوجاجات  وتحاول ان تضع المعالجات والمقترحات ان أمكن ذلك.
والمرجعية الرشيدة العليا أثبتت بطرحها الوسطي والمعتدل وتقديمها المصلحة الوطنية العليا فوق جميع المصالح انها خيمة جامعة وحاضنة  لكل العراقيين بكافة  طوائفهم وقومياتهم واثنياتهم(بل لكل المسلمين والإنسانية جمعاء) ولعل فتوى الجهاد الكفائي هي ابلغ دليل على مانقول، تلك الفتوى التي أرجعت ثقة المواطن العراقي بنفسه وأشعرته بوطنيته التي عمل الطغاة على تفريغها من محتواها وتشويه معالمها ومسخ جوهرها الا ان المرجعية العليا استردت ثقة المواطن بنفسه مرة اخرى ووضعته على السكة الصحيحة ...
وما الاندفاع المليوني الهادر للدفاع عن العراق ومقدساته ككل تلبية لفتوى الجهاد الا مثل صارخ ودامغ واحد عن الأثر السايكلوجي البالغ الذي تحدثه خُطب الجُمعة لاسيما من منبر الجُمعة في الصحن الحسيني المقدس اذا ما علمنا ان فتوى الجهاد الكفائي قد أُطلقت من هذا المنبر الشريف.