2015-2-14
View :468

في سنة 1939م / 1358هـ زار كربلاء الرحالة المصري الأديب عبد الوهاب عزام فوصفها في كتابه ) رحلات) قائلاً : في كربلاء نخيل وأشجار كثيرة وصلنا المسجد المبارك الذي به ضريح الحسين بن علي رضي الله عنهما فرأينا مسجداً عظيماً على نسق مسجد الكاظمية في بنائه وزينته، ولجنا الباب إلى ساحة واسعة فإذا إلى اليسار جماعة قد وقفوا صفوفاً يدقون صدورهم دقات موحدة موزونة وأمامهم منبر عليه خطيب يتكلم عليهم وإلى اليمين أبصرنا جماعة من النساء جالسات يولون في الحين بعد الحين مستمعات إلى محدّث آخر وذلك أن اليوم كان أيام ذكرى مقتل الأمام علي بن أبي طالب، وقد دخلنا المسجد فإذا هو يدوي بالقارئين والداعين، فزرنا الضريح المبارك ومنعنا جلال الموقف أن نسرح أبصارنا في جمال المكان وما يأخذ الأبصار من زينته وحليته وروائه، وفيه سرداب يهبط فيه نحو عشر درجات إلى مكان مغطى بشبكة من الحديد يسمونه المذبح، ويقولون أن دم الحسين رضي الله عنه سال فيه حينما قتل في فاجعة كربلاء. وهناك رواية يقال إنها مولد المسيح عيسى بن مريم. ثم هناك حجرة إلى ناحية من المسجد دفن فيها من ملوك القاجاريين آخرهم أحمد وأبوه محمد علي وجده مظفر الدين، والقبور ليست عالية وإنما هي بلاطات في ناحية من الحجرة، وقد علقت في مقربة منها صور الملوك الثلاثة.
رحلات : عبد الوهاب عزام (القاهرة مط الرسالة 1358هـ / 1939م )