2015-2-26
View :347

 تقرير :ضياء الاسدي



شهدتْ قاعة الندوات في مجمع سيد الشهداء في محافظة كربلاء المقدسة انعقاد ندوة لمعالجة ظاهرة التسول أقامها مركز كربلاء للدراسات والبحوث التابع للأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة قرئت فيه ثلاث اوراق بحثية حملت عنوان (قراءة في أبعادها الاجتماعية وسبل معالجتها) وسط حضور رسمي لشخصيات من قبل المديرية العامة للتربية في المحافظة وشخصيات علمية واكاديمية..
وحولَ هذا الموضوع تحدث مستشار الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة الاستاذ عبد الأمير القريشي في تصريح لمجلة «الاحرار» قائلا:» لا يُخفى على أحد أن ظاهرة التسول هي ظاهرة عالمية ولا تقتصر على العراق فقط ولكن في العراق بدأت تتنامى بسبب الوضع الذي يعيشه هذا البلد نتيجة الحروب والإرهاب خصوصاً وأنه خاض حربين من عام 1980م إلى عام 1990م مع الجارتين إيران والكويت وهذه الحروب خلفت الكثير من العاطلين والمعوقين والأرامل والأيتام ثم الإرهاب الصدامي الذي كان يمارسه ضد معارضيه اضافة الى اعداد كبيرة من  الأيتام والعوائل الفقيرة بالخصوص بعد سقوط اللانظام ولهذه الساعة يعيش العراق حالة إرهاب وتفجيرات كثيرة وحروبا كثيرة وأنشأت هذه الحالة شبكة كبيرة من المعوزين الذين التجأوا إلى التسول قسم منهم بعوز حقيقي والقسم الآخر امتهنها كمهنة».
واضافَ القريشي :» ان انتشار هذه الظاهرة يأتي  بسبب عدم وجود مراكز لرعاية الأطفال والمسنين توفر لهم المتطلبات الضرورية التي تكفل حياة حرة كريمة لهؤلاء وبالتالي عدم إيجاد هذه الوسائل دفعت الناس إلى ظاهرة التسول والاستجداء وأن محافظة كربلاء لها النصيب الأكبر في احتضان هؤلاء المتسولين باعتبارها مدينة سياحية ويفد إليها الملايين من الزائرين سنوياً فكانت دافعاً إلى وجود المتسولين بأن يتخذوا من هذه المدينة ملاذاً لهم».   
من جهتِه قال رئيس الجلسة الدكتور عبد عون عبود جعفر المسعودي:» تم قراءة ثلاث اوراق بحثية في هذه الندوة لمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد البلد أمنياً وتربوياً واجتماعياً وكانت هناك مداخلات من قبل الحاضرين الهدف منها كان  لوجود حلول وعلاجات لها ,كما وضعنا مجموعة توصيات منها (تكوين لجنة متابعة من العتبة الحسينية المقدسة مع مؤسسات الدولة الحكومية وغير الحكومية) ، وبناء مكان إيواء للمشردين الذين لا توجد لديهم عوائل وترحيل بعض الساكنين الذي يمتهنون التسول داخل كربلاء وهم من محافظات أخرى إضافة إلى تفعيل دور الإعلام في توعية الناس للتعامل مع هكذا ظواهر وخصوصاً التي تهدد المجتمع العراقي».
  في السياقِ ذاته  تحدث عضو مجلس إدارة العتبة الحسينية المقدسة الحاج فاضل عوز قائلا:» كما تعلمون ان ظاهرة التسول ظاهرة سلبية وأصبحت في يومنا هذا ملاذا للمشبوهين والمأجورين وتهدد امن البلد على الصعيدين الامني والاخلاقي وللأسف ان محافظة كربلاء أصبحت في الفترة الاخيرة  مأوى وحضناً لهذه المجموعات وان الحد من هذه الظاهرة بات من الضروري جدا كون 80% من هؤلاء المتسولين يعتبرونها مهنة وذات مردود عالٍ من خلال استغفال الزائرين باصطحاب قسم من الأطفال وقسم من المعوقين واسترحام الزائرين لإعطائهم مبالغ خيالية ونتمنى من الجهات المعنية وبالأخص السادة القضاة ومدير شرطة كربلاء ومدراء مراكز الشرطة معالجة هذه الظاهرة وسبق أن كانت هناك لجنة مشكَّلة  عملت مدة أكثر من ستة أشهر في هذا الجانب وحصلت على نتائجَ إيجابية للحد من هذه الظاهرة بشكل ملحوظ».