2016-3-13
View :2347

تحقيق : ضياء الاسدي


 


المتصفح لتاريخ مدينة كربلاء المقدسة عبر تاريخها يجد هناك معالم وأثارا تستحق اهتمام ورعاية الدولة لها ووضع اليد عليها لتكون معلما يتغنى به الجيل الجديد ويأخذ من تاريخه العبرة والحكمة والموعظة الحسنة... ولقصر الحاج(مصطفى خان) في منطقة (ابو عصيد ) التابعة لناحية الحسينية بكربلاء مآثر واثار وحكايات لا يزال مالكوه الاصليون يسردونها كلما سنحت فرصة تواجدهم في القصر...هذا القصر الذي شيده (خان) منذ عام 1931  بمساحة تبلغ حوالي( 2500 م2)، التي تبعد عن مركز كربلاء ما يقارب( 8 كم) محاذاة الشارع الرئيسي المؤدي الى بغداد سابقاً..ورحل  (خان )عن الحياة قبل 20 عاما او اكثر وله من الابناء (الحاج كمال وفاضل وأموري وطالب) منهم من يتواصل مع الحياة ومنهم من رحل ايضا الى دار الحق..
مجلة (الاحرار) سجلت عبر زيارتها للقصر هذا التاريخ المهم لكربلاء المقدسة من شفاه مجايليه ومن يتذكرون حكاياته ...



فقال (حسنين علي كاظم الحسن ) الوكيل المسؤول عن حماية القصر بالإنابة عن والده : ان تاريخ هذا القصر يعود الى الثلاثينيات  من القرن الماضي وعائديته ترجع لشخص هندي يدعى (مصطفى اسد خان) ويطلق عليه (مصطفى خان) جاء واستوطن المنطقة وكانت زيارته للقصر تنحصر بأيام العطل لغرض الاستراحة والاستجمام في اوقات فراغه  بسبب طبيعة المنطقة الزراعية ليتمتع بجمالها الخلاب.. ومنذ ذلك الوقت يستخدم المولدة الكهربائية التي تعمل بالكاز لعدم شمول المنطقة بالكهرباء الوطني انذاك...مضيفا ان  القصر كان يرتاده كبار الشخصيات واصحاب الأموال، محاولين شراءه او استثماره ولكن الابناء يرفضون  بيعه وذلك من اجل ذكرى والدهم وبذات الوقت يعتبرونه ارثا للتأريخ الاباء والأجداد،مشيرا ان ورثته يقومون بزيارته بواقع ثلاث مرات في السنة  مستصحبين ابناءهم للإطلاع على ما تركه لهم اجدادهم وما كان يتمتع به من رفاهية وعيشة كريمة ..
مؤكدا : ان للخان ورثة هم  الان على قيد الحياة ويسكنون بدول مختلفة منها لندن ودبي ، وهم يرفضون البيع لان القصر باسمهم وكما يقال (طابو صرف)، منوها الى ان دائرة السياحة والآثار ليس لها علاقة به نهائيا.. ويروي لي والدي ان احد ابنائه قد باع القصر لشخص في الامارات ولكن اخاه الاصغر رفض ذلك ليعود مرى اخرى ويشتري القصر بضعف السعر حفاظا على الارث التاريخي لوالده (مصطفى اسد خان)،علما ان للحاج (مصطفى خان) الكثير من الاملاك وقد منحني اولاده وكالة بالتعاون مع والدي للقيام بحراسة القصر.



 فيما اوضح (حسن حمد جبر اليساري) احد ساكني المنطقة  قائلا: ان مقاطعة (ابو عصيد) تعود ملكيتها الى الحاج مصطفى خان ، والقصر عائدا له منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وكون الان القصر شبه مهجور وليس فيه احد سوى حارسه الاخ (علي كاظم الحسن) وهومسؤول عن حمايته وإدارته.
مستذكرا ان القصر كان ايام الستينيات من القرن الماضي منارا ومزارا يعرج اليه الوفود والزوار ومرتادون على مختلف مشاربهم ومن جميع الدول وهناك عراقيون يتمتعون برويته خاصة من اصدقائه ومن لهم شأن في المعالم الاثرية لما فيه من حدائق ومتنزهات، ومعمل لصناعة الدبس.
وتمنى  «اليساري» من دائرة الاثار والسياحة العراقية إدامته ليعود القصر الى سابق جمال عهده..لافتاً الى ان اكثر المساحات الكبيرة في منطقة ابو عصيد  والتي تعود لملكية مصطفى خان قدباعها للفلاحين ما عدا القصر بقيت عائديته له ووريثه الحالي ابنه كمال اسد خان..
شخصيات كربلائية تاريخية لها ثقلها الاجتماعي في العراق



وكشف الباحث والمؤرخ التاريخي( سعيد رشيد زميزم) عن الدور الكبير والبارز للشخصيات الكربلائية ذات الوزن المعتبر والتي لها دور كبير وعلاقات مع مسؤولين في الدولة وابناء المدينة من حيث دورهم الكبير في حل المشاكل التي تحدث بين ابناء المدينة ومحلاتها وهم يتوسطون لقضاء بعض الامور الشائكة التي تحدث بين المدينة والدولة، ومن هذه الشخصيات (المرحوم عبد الحسين كمونة ، واغا حسن ضياء الدين احد السدنة في العتبة الحسينية ،وعلوان البو هر، والمرحوم رشيد الحميري والحاج عبد المحسن الجلبي) اضافة الى الحاج (مصطفى اسد خان) وهو هندي الاصول وكربلائي الولادة ومن اهم الشخصيات الثرية وذو مركز اجتماعي مرموق،مبينا ان (اسد خان ) في وقتها اشترى مجموعة من المقاطعات الزراعية في (ابو عصيد) منطقة الحسينية بمحافظة كربلاء المقدسة وحرص على ان تكون تلك البساتين اشبه بالمنتجعات السياحية لما تحمله من طبيعة خلابة وذات موقع مهم على الطريق الرابط بين المحافظة وبغداد، من خلال بناء قصراً لاستراحته الخاصة في ثلاثينيات القرن الماضي مستضيفا فيه العديد من الشخصيات العراقية وكبار مسؤولي الدولة وبحسب المعلومات كان يستضيف في قصره الشخصيات الحكومية من وزراء ومسؤولين فضلاً عن استضافته رئيس الوزراء السابق للعراق( نور السعيد باشا ،و الوصي على العرش عبد الاله، وتوفيق السويدي ،وعبد الحسين الجلبي ) وشخصيات كثيرة يطول الحديث عنها.
وأضاف «زميزم» ان مصطفى اسد خان كان يتمتع بعلاقات جيدة وكان رجلا واعياً ومثقفاً وكريما لإقامته  مآدب كبيرة لضيوفه وكان يحرص كثيراً على اقامة الشعائرالحسينية ومجالس العزاء على اهل البيت (عليهم السلام)،مشيرا الى ان  (اسد خان) كان يحظى بتميزه وتواصله الاجتماعي وحب ابناء المدينة له بشغف لمساعدته الفقراء والعطف على اليتيم.