2016-3-13
View :1728

الدكتور علي التميمي


 


الإصلاح مصطلح قرآني, تحوّل لدى البعض تاريخيا الى شعار يترنح بين مفاهيم لم يستطع أصحابها تجسيدها في الواقع, فأشعلوا الحروب والنزاعات, فكانت البلاد العربية والإسلامية محطة تلك الحروب, وأصبح ما يسمّى بالشرق الأوسط محطة النزاعات التي تتوزع من هرم الدولة ورأس السلطة الى هرم العائلة حتى أصبح الأفراد كأخوة يوسف.
وتحول مصطلح (الإصلاح) لدى أحزاب السلطة بعد 2003 في العراق الى استرخاء ومماطلة لتضييع الوقت وتفتيت الجهد حتى أصبحت الدولة العراقية أرملة لا تجد لأيتامها زراعة تدفع جوعهم, ولا صناعة تشغل العاطلين وتخفف من حاجتهم للآخرين؟
والذين أفسدوا مفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان: هم الأمريكيون ومعهم الأوربيون, وأتباعهم من أنظمة فاسدة في المنطقة.
والذين رملوا الدولة العراقية ويتموا شعبها: هم أحزاب السلطة الفاسدة, ومن يصنع الترمّل واليتم, وينشر الفساد, لا ينتمي الى رب العباد, ولا يعرف معنى الجهاد, ومن لا يعرف الجهاد بمعناه الاعماري, لا يعرف إحياء أرض السواد, ومن لا يعرف الجهاد الاقتصادي لا يمكنه أن يكون إصلاحيا لا بالسطح لا بالمضمون الجوهري.
لان الإصلاح كمصطلح قرآني, توفّرت له قيادات تاريخية مصطفاة من السماء, لا كدعاوى «داعش وعصابات التكفير الإرهابي» التي شوهت مفهوم «الله أكبر» في ذهن الذين لا يعرفون معنى «الواحد القهار» الذي يطوي السماء كطي السجل للكتب «والذي يملك القدرة على» يوم تبدل الارض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار».
ولكن فإن كل أحزاب السلطة في العراق تخالف ما تدعو له ظاهرا حتى أصبحت شعاراتها الانتخابية مزحة وسخرية لدى الشارع العراقي المنكوب بتراكمات وخطط المحور التوراتي, ومصدوم بتحديات الإرهاب التكفيري وعصاباته التي لا تعرف سوى الفوضى والقتل والدمار حتى أصبحت مشروعاً للموت لا للحياة, مثلما أصبحت أحزاب السلطة الفاسدة مشروعا للفشل, ومشروعا لضياع هوية الدولة والمواطنة؟
ومن يدعو للإصلاح الجوهري فعليه أن يتخلى عن أحزاب السلطة حتى وأن امتلكوا تصويت البرلمان, فالبرلمان لم يعد جديراً بالوظيفة التي أُنتدب اليها.
ومن يدعو للإصلاح الجوهري فعليه أن يتخلى عن حواشيه الذين تراكموا كما تتراكم الأشنات في البرك الاسنة؟
ومن يدعو للإصلاح الجوهري.. عليه أن يعترف بأخطائه التي تسببت في ضياع سنتين من المراوحة والتردد الممل الذي أظهر عجزا ملت منه المرجعية الدينية العليا, وضجر منه الشعب الذي فرغ صبره!!
ومن يدعو للإصلاح الجوهري فعليه أن لا يستبدل عنوان المحاصصة بعنوان التوافق بين أحزاب السلطة, فهؤلاء فيهم: المارقون, الناكثون والقاسطون، وفاقد الشيء لا يعطيه.
ومن يدعو للإصلاح الجوهري فعليه أن لا يستجدي رضا الفاسدين والفاشلين، وأن يلتزم بوصايا وتوجيهات المرجعية الدينية العليا وبإرادة الشعب وتأييده للإصلاح الجوهري.
نريد الإصلاح الجوهري خياراً وقراراً, لا اضطرارا!!.