2016-3-24
View :2591

شهدت مدينة كربلاء المقدسة فعاليات انطلاق الكرنفال التاريخي لنقل الشبّاك الجديد لضريح أبي الفضل العباس(عليه السلام) بمظاهر خلابة تدخل على النفس السرور، وتبعث فيها الطمأنينة.. انطلقت المراسيم الولائيّة الخالصة لقافلة الحبّ العباسيّ وهي تحمل شباكّه الجديد من مصنع(السقاء/1) التابع للأمانة العامة للعتبة العباسية المقدّسة الى حرمه الشريف الثلاثاء الماضي المصادف (5جمادى الآخرة 1437هـ) الموافق لـ(15آذار 2016م)، بمشاركة آلاف الزائرين والوافدين الى مدينة سيّد الشهداء(عليه السلام) كربلاء المقدّسة من شخصيّات ووفود دينية وثقافية وأكاديمية وأمنية وجمع كبير من العشائر الكربلائية والهيئات والمواكب الحسينية، ونثرت الورودُ والأزهار الطبيعيّة عند مداخل ومخارج حرم ابي الفضل العباس (عليه السلام) والطرق التي سلكها موكب حاملي أجزاء وقطع الشبّاك الشريف.
وسارت القافلة الولائية المباركة التي تقدّمتها كوكبةٌ من حَمَلَة الأعلام العراقية ورايات خُطّت عليها عبارة: (يا قمر بني هاشم) محفوفةً بهذا الجمع المبارك وهم يصدحون بما جادت به قرائحهم من قصائد وأهازيج عبّرت عن عمق ولائهم وتعلّقهم بهذه الشخصية العظيمة.



لتشقّ هذه القافلة طريقها بصعوبة في المحطّات التي تلتها وهي باب بغداد حيث تجمهرت الجموع لاستقبالها بالأهازيج ونثر قطع الحلوى ونحر الذبائح على طول الطريق وصولاً الى باب قبلة الإمام الحسين(عليه السلام)، ثمّ بين الحرمين الشريفين فبوّابة قبلة أبي الفضل العباس(عليه السلام)، حيث كانت في انتظار القافلة جموعٌ أخرى مصطفّةٌ للتبرّك برؤية شبّاك أخي الإمام الحسين وحامل لوائه أبي الفضل العباس(عليهما السلام).
وبعد الترحيب بكلّ مَنْ ساهم وشارك وحضر في هذه الفعالية والمراسيم التاريخية جاءت كلمةٌ سماحة السيد أحمد الصافي المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة ليُعلن فيها عن إتمام مشروعٍ آخر وإنجازٍ آخر تزامَنَ مع هذه المراسيم ألا وهو اكتمال الواجهة الأمامية لباب قبلة ضريح أبي الفضل العباس(عليه السلام) وتغليفها بالكاشي الكربلائي المعرّق بتصميمها الرائع الذي هو عبارة عن كفّين مفتوحين في دلالةٍ على كفّي أبي الفضل العباس(سلام الله عليه) وهي تستقبل الزائرين ليكون أوّل استقبالٍ لهما هو استقبال قافلة نقل شبّاكه الطاهر. واستدرك السيد الصافي: سنكون على موعدٍ معكم -إن أبقانا الله تعالى- في ذكرى ولادة أمير المؤمنين(عليه السلام) وهو اليوم المقدّر والمقرّر أن يكون فيه افتتاح هذا الشبّاك الشريف، ونحن –تزامناً- مع هذا اليوم ارتأينا أيضاً أن نكمل هذه الفرحة بإزاحة الستار عن هذه البوّابة الكريمة بوّابة قبلة حرم أبي الفضل العباس(عليه السلام). وذكّر السيد «الصافي» الحاضرين بأبطال الحشد الشعبيّ المقدّس وقوّاتنا الأمنيّة وهم يقارعون قوى الشرّ والظلام بقوله: «لا أنسى ولا تنسون أنّ في هذه اللحظات هناك أعزّة من فلذّات أكبادنا على سوح القتال وهم في أمسّ الحاجة الى دعائكم وأمسّ الحاجة الى أن نعضدهم بما نتمكّن، بعض الإخوة يبذلون الغالي والنفيس بأجسادهم الكريمة هناك، وهذه أجساد وأيادٍ تُقبَّل، والبعض الآخر يدعمهم بما جادت به أياديه من دعمٍ مادّي وهم بحاجة لذلك، ومن خلالكم ومن خلال هذا المكان وهذا المنبر أيضاً أتقدّم لهم جميعاً بالشكر الكبير والعرفان والوفاء، ولعلّ كلمة الشكر لا تساوي شيئاً إزاء دماءٍ تُراق من أجل هذا البلد ومن أجل عراقنا الحبيب.
داعياً الحكومة والجهات الرسميّة: أن لا تنسى المعركة الأصليّة والأساسية وهي معركتُنا مع الدواعش، عليهم أن لا يغفلوا عليهم أن لا يتسامحوا ويكونوا في ترقّب، فإنّ هذه المعركة هي معركة وجود بالنسبة لنا، وما هذا العمل الذي قام به الإخوة إلّا تحدٍّ حقيقيّ أمام جميع التحدّيات التي يمرّ بها البلد».
واختتم السيد الصافي: رجاؤنا من الإخوة الأعزّاء وهذا دعائي أنا شخصيّاً أقول: إنّكم ضيوف على أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) ونحنُ –إن قَبِلَنا- لا نعدو أن نكون خَدَماً صاغرين أذلّاء بدعائكم، والضيف بلا شكّ له حظوة عند مَنْ يقصده، فادعوا لنا الله تعالى أن يتجاوز عن سيّئاتنا ويكفّر عنّا إنّه سميعُ الدعاء.. دعواتي لكم ولهذا البلد أن نرى فيه خيراً كثيراً ونرى فيه أمناً، ونرى الظالمين والدواعش الإرهابيّين في ذلّةٍ دائمة، ونرى الرفعة لأبناء هذا البلد المعطاء الكريم الذين ما بخلوا يوماً بهذه السواعد على هذا البلد الكريم.
ويذكر ان الشباك الشريف تمّت صناعته بكلّ فخر في ورش معمل العتبة العبّاسية المقدّسة لصناعة شبابيك الأضرحة المقدّسة والمزارات الشريفة، وتأتي هذه الأعمال ضمن الاستعدادات الخاصّة بهذا الحدث الكبير، والانعطافة التاريخية للعتبة المقدّسة ، الذي ستشكل نقطة انطلاق لمصنع للعتبة العباسية المقدسة الذي استخدم في صناعته اكثر من (411) كغم من الذهب و قرابة (2750) كغم من الفضة و(10) أنواع من خشب الصاج البورمي من مختلف الأنواع والمناشئ.