2016-6-4
View :2645

تقرير : ضياء الاسدي


أقامت الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة في قاعة خاتم الانبياء داخل الصحن الحسيني الشريف ندوتها السنوية تحت شعار(الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه) بمناسبة الذكرى الثانية لانطلاق فتوى الجهاد «الكفائي» لسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف)،بحضور المتولي الشرعي للأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة سماحة الشيخ (عبد المهدي الكربلائي) وأمينها العام السيد (جعفر الموسوي) ونخبة من أعضاء مجلس إدارتها، وعدد من الشخصيات الدينية والاجتماعية والعلمية وبعض السادة والشيوخ الفضلاء وعوائل ذوي الشهداء وجمع غفير من المدعوين.


استُهلت الندوة  بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم، لتأتي كلمة سماحة الشيخ الكربلائي  التي جاء فيها : الواقع لا يسعُنا ونحن في الذكرى الثانية من صدور فتوى المرجعية الدينيّة بوجوب الدفاع عن العراق ومقدّساته ومواطنيه إلّا أنّ نقف وقفة إجلال واعتزاز لأولئك الأبطال الذين مثّلوا مرتبة أعظم البرّ والإحسان، فأعظم مراتب الإحسان هو ما يقدّمه الشهيد من تضحية في هذا السبيل، واشار «سماحته» ان وراء هؤلاء الأبطال آباء وأمّهات ربّوا هؤلاء الأبطال على هذه المبادئ الحسينيّة حتى بلغوا هذه المرتبة، حيث اندفعوا وآثروا على أنفسهم وتركوا الدنيا وملذّاتها وعوائلهم ليقدّموا هذه التضحيات الجسام فهؤلاء الأبطال لهم حقّ كبير علينا ولابُدّ أن نفكّر فيما يستحقّونه من هذه الحقوق، وهذا كلام موجه الى المسؤولين المعنيّين لكي يؤدّوا لهؤلاء الأبطال حقوقهم.. منوها انه لولا فتوى سماحة السيد السيستاني(دام ظلّه)، ولولا الاستجابة الكبيرة والسريعة لهذه الفتوى وتحويلها الى أرض الميدان، لابُدّ أن نتصوّر ما هو الحال الذي كنّا فيه وما هو حال العاصمة الحبيبة بغداد والمدن المقدّسة..
مؤكدا «سماحته» ان خطابه موجه الى السياسيين اولا ً ومع المسؤولين عن هذا الملف اولا ً ما هو حالنا وما هو حال اعراضنا ومقدساتنا وهويتنا وثقافتنا وحال مدننا المقدسة لولا هذه الفتوى وهذه الاستجابة السريعة وكل ذلك لاشك بلطف من الله تعالى وتأييده ونصره ؟!،مضيفا هناك نقطة مهمة ان أغلب هؤلاء الأبطال المقاتلين تجدهم من عوائل فقيرة أليس ينبغي أن يكون هؤلاء قدوة للسياسيّين ولنا جميعاً في تجسيدهم لمبادئ الإمام الحسين(عليه السلام) ويجب ان ينالوا منّا كلّ الاستحقاق في الواقع علينا أن نعمل من أجل دعم هؤلاء الأبطال وإدامة الزخم المعنويّ والروحي والتثقيفي والتوعوي لهذه المعركة.. داعيا الحضور الى قراءة قصص هؤلاء الأبطال، حينما نسمع المجالس ونقرأ في الكتب ما جسدت من مبادئ في ثورة الامام الحسين (عليه السلام) وفي ارض الطف ربما كنا نتصور انها لا تتكرر بذلك الحجم وبذلك العمر، ولكن حينما نقرأ عن قصص هؤلاء الابطال وما هي مشاعرهم وعواطفهم ومبادئهم التي انطلقوا في هذه المواجهة مع داعش،  وأشار سماحته الى اننا سنجد صورة للمبادئ التي جسدت في ارض الطف وكأن ابطال الطف في نسخة ثانية مكررة في هذه المعركة.. فعلينا ان نديم زخم هذه المعركة ونحافظ على مبادئها وأحكامها وآدابها وسننها..لأنها معركة مبادئ.فيما قال الأستاذ (علي كاظم سلطان) مسؤول قسم النشاطات العامة في العتبة المقدسة: جاءت الاحتفالية لتخليد اسماء شهداء الحشد الشعبي والعرفان لفتوى المرجعية التي انقذت ارض العراق وشعبه من بطش الارهاب، وللتذكير بشكل خاص بأهميتها وأهمية ابطال الحشد المقدس في تلبية النداء بكافة طوائفهم ومذاهبهم للدفاع والوقوف بوجه الإرهاب، مبينا ان الندوة تضمنت عدة فعاليات منها كلمة الامانتين اضافة الى محاضرة دينية وتوعوية لسماحة السيد (رشيد الحسيني)، وعرض اطفال مدارس الوارث لمسرحية تجسد بطولات الحشد، فضلاً عن قصيدة شعر وفيلم وثائقي عن الفتوى ووضع العراق، واقامة معرض لخمسة فنانين من محافظة بابل رسموا ووثقوا بلوحاتهم بطولات مجاهدي الحشد الشعبي والقوات الامنية.
واوضح الاستاذ (صالح هادي عناد) مدير ادارة لواء علي الاكبر (عليه السلام) اهمية الندوة بهذه الذكرى العظيمة التي جعلت العراقيين يهبون للدفاع عن الارض والعرض والشرف والمقدسات،وأشار الى ان مقاتلي لواء علي الاكبر (عليه السلام) بالذات يعاهدون المرجعية الدينية  بأنهم صامدون وثابتون حتى انتهاء تحرير العراق، مبرهنين للعالم اجمع ان العراقيين موحدون ومتوحدون لا فرق بين شيعي وسني وكردي وعربي، واثبتوا ذلك بتحرير جرف النصر وبلد وسامراء وتكريت والدور والعلم وبيجي والرطبة وباتجاه تحرير كرمة الفلوجة والصقلاوية والفلوجة..ومن جهته قال (احمد رسول فرحان) مسؤول شعبة رعاية ذوي الشهداء والجرحى: نستذكر اليوم الفتوى الجهادية المباركة التي أجهضت مخططات قوى الشر والاستكبار فكانت بمقام الرد الالهي لتلك المخططات التي كادت تعصف بالعراق،مبينا ان الامانة العامة شرعت بتأسيس شعبة تعنى برعاية ذوي الشهداء والجرحى وكلفت بمهام كثيرة وجسيمة لخدمة هذه الشريحة التي قدمت فلذات اكبادها او تعرضت لإصابة خطيرة، مبينا ان الشعبة مع حداثة تأسيسها عملت قاعدة بيانات للشهداء والجرحى من خلال الاستمارة الالكترونية التي تحتوي على جميع المعلومات التي تخص الشهيد وذويه اضافة الى الجرحى، ومتابعتهم من خلال نشاطات عديدة منها بناء او ترميم بعض البيوت وتوزيع بعض الاجهزة المنزلية وتوزيع السلة الغذائية لشهر رمضان المبارك وكسوة العيد للأيتام فضلا ً عن متابعة الجرحى وعلاجهم سواء كانوا داخل او خارج العراق وتقديم المنح والإعانات المادية لهم.